على كل
محمد عبدالقادر..
(د .كامل وحمدوك).. بين “وطني مخلص” و”عميل خائن” …
أعمل السودانيون مثل دأبهم الكثير من المقارنات بين الدكتور كامل ادريس وقد أدى القسم امس رئيسا لوزراء السودان وبين سلفه عبدالله حمدوك، الذى غادر المنصب مشيعا بلعنات المواطنين غير ماسوف عليه فى العام، 2021..
رحل حمدوك بعد ان تم رفته من قبل العسكر ،قبل ان يبرم اتفاقا معهم ويعود ويغادر مرة اخرى تحت ضغط الشارع ومقت الجماهير لخطوته المتهافتة غير انه و (الاختشوا ماتوا ) اصدر بيانا الأسبوع الماضي وصف فيه سلطة حلفائه السابقين من الجنرالات بانها غير شرعية لتعيين رىيس وزراء، ويقصد د. كامل ادريس..
برع “التايم لاين” فى اظهار اراء وملاحظات رجحت كفة الدكتور كامل ادريس، وذهب البعض للقول بانتفاء المقارنة بين “حمدوك المطرود”ربيب المنظمات الدولية الذى لهث وراء العسكر قبل ان يتم رفته ويستقيل، وبين رئيس وزراء وطني على قدر من التأهيل العلمي والمواقف الوطنية الحقيقية وعدم الانتماء السياسي او التوجه الايدولجي.
وان كانت “فرمالة حمدوك ” العلاقات بالخارج فان د. كامل ادريس هو الخارج نفسه، اذ عمل جزءا من نسيجه فى منظمات الامم المتحدة، لا موظفا فى احدى التكوينات الاقليمية، فالسودانيون لم يعرفوا حمدوك الا رئيسا للوزراء محمولا على اكتاف مختطفي الثورة ووكيلا لاجندة المخابرات الاجنبية، وعميلا مخلصا للمنظمات التى كانت تدفع راتبه ومصاريف مكتبه بالدولار .
وان كان حمدوك لايزال يصور نفسه كخيار للثوار فان كامل ادريس بوطنيته المعلومة انحاز للشارع وثورته عبر مواقف مشهودة وموثقة كاحد ابناء السودان قبل ان تتم سرقتها بليل وتجير لمصلحة الخارج وحسب الدور المرسوم لحمدوك وزمرته من “القحاحيت” الذين تطاردهم اللعنات واللكمات والشتائم اين ما حلوا وووجدوا، وقد انتهت بهم التجربة الفاشلة مردوفين على ظهر دبابة مليشيا الدعم السريع يتحملون الى جانب الجنجويد القتلة كل وزر اتكبوه بحق الشعب السوداني.
جاء حمدوك محمولا على “خداع الثورنجية”، وأجندة الخارج لتسليم البلاد الى الامارات التى تاويه الان وسيدتها اسرائيل، اما كامل فقد قدم مشمولا بمباركة السودانيين، وامالهم فى وطن معافى من العمالة والارتزاق، ورغم انه عاش بين الغرب ومنظماته الا انه لم يتلوث باجندة ولم يوصم بعمالة، وقد ظل محل احترام الجميع، لانه عاش ابنا بارا للسودان فى اي مكان عمل به، وظل يسجل مواقف وطنية مشرفة نال بها احترام اليمين واليسار والوسط…
ادى كامل ادريس القسم لتخليص السودان من ويلات الحرب وجور المجتمع الدولي وخذلان الجيران، بينما يعد حمدوك احد مشعليها ونافخي كيرها وقد اختار ان يكون وتنظيمة “صمود” ذراعا وحاضنة سياسية للجنجويد القتلة ، ومازال حمدوك يقف فى الجانب الخطا من التاريخ، يروج لمشروع التمرد البغيض وينافح عن القتل والسحل واغتصاب النساء ودهس الأسرى العزل تحت اطار التاتشرات ، حتى فى منطقته الدبيبات اخر المواقع التى يدوس المتمردون على اهلها ويزهقون ارواحهم كل يوم.
فى تقديري انه لامقارنة البتة بين كامل ادريس الوطني الخالص ، وحمدوك الوالغ فى العمالة والارتزاق، لا اكاديميا، ولامهنيا، او سياسيا، فمن حيث الدربة المهنية تبدو الكفة راجحة لكامل احد القامات السودانية التى حققت اختراقا بائنا وهو يسجل للسودان مجدا مشهودا بوجوده ضمن منظومة المنتمين لصف القيادة الاول فى منظمات الامم المتحدة ، اما اكاديميا فتبدو المقارنة واضحة وشهادات الرجل تفيض بها سيرته الذاتية كاستاذ بروفيسور عمل فى جامعات مرموقة.. اما سياسيا فقد كان الرجل جزءا من حراك الساحة بوسطية واعتدال قربه من اليمين واليسار، وجعله حاضرا فى الوسط السياسي لوجه السودان قبل تنظيمه للقاء باريس بين الراحلين الدكتور حسن الترابي والصادق المهدي مرورا بمواقف مشهودة ابرزها ترشحه للرئاسة على ايام الانقاذ مرورا بانحيازه للتغيير فى السودان، قبل اختطافه بواسطة الناشطين وعملاء المخابرات، فمن هو حمدوك ومتى عرفه السودانيون..
فى تقديري ان اختيار رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان لكامل ادريس رئيسا للوزراء مثل “ضربة معلم” لانه ابطل مفعول “فرمالة الخارج” التى يتشدق بها حمدوك ورهطه، فكامل بكل ثقله المهني والاكاديمي يمثل الخارج بدون (لبط) فهو ابن الامم المتحدة وسليل ادراتها، بلا ادعاء، وبرايي ان المقارنة بينه وحمدوك اشبه بالسؤال” “سمحة الموية ولاجراي الكلب”، اذا لاتستقيم المقارنة اصلا بين ” وطني”، و”خائن”، وبين “كامل وحمدوك”.