كارثة إنسانية وقصف متواصل ومجاعة وانهيار في الخدمات الصحية الفاشر ..الأوضاع بالأرقام

كارثة إنسانية وقصف متواصل ومجاعة وانهيار في الخدمات الصحية

الفاشر ..الأوضاع بالأرقام

12 قتيلًا و25 جريحاً في استهداف معسكر أبو شوك للنازحين..

مقتل 3 أطفال وامرأة في قصف لمليشيا الدعم السريع على شقرة ..

إصابة 4 مدنيين في القصف المدفعي على الأحياء السكنية في المدينة..

100 ألف طفل يهددهم الموت في شمال دارفور بسبب الحصار..

نصف مليون طفل وامرأة يواجهون خطر المجاعة ونقص الغذاء

سعر جوال الدخن يصل إلى 880 ألف وجوال الذرة 770 ألف جنيه ..

جركانة الزيت ترتفع إلى 560 ألف ورطل الويكة 70 ألف جنيه ..

تكلفة غيار الجرحى تصل إلى 30 ألف جنيه في العيادات الخاصة

تقرير : رحمة عبدالمنعم

دخلت مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، مرحلة حرجة من التدهور الإنساني والمعيشي، وسط استمرار عمليات القصف المدفعي من قبل مليشيا الدعم السريع، وغياب شبه تام لأي تدخل إنساني فاعل، ما دفع منظمات طبية ولجان مقاومة إلى دق ناقوس الخطر محذرة من كارثة غير مسبوقة تهدد حياة آلاف المدنيين.

أطباء السودان
وقالت شبكة أطباء السودان، في بيان صدر أمس الأحد،، إن ثلاثة أطفال وامرأة لقوا حتفهم، فيما أُصيب أربعة آخرون جراء ما وصفته بـ”القصف المتعمد” من مليشيا الدعم السريع على منطقة شقرة جنوب المدينة، التي تشهد حصاراً خانقاً ترافقه هجمات دورية تستهدف المدنيين ومرافق تقديم الخدمات.
وأكدت الشبكة أن القصف المستمر والحصار المفروض يهددان حياة أكثر من 100 ألف طفل في ولاية شمال دارفور، في ظل تدمير المرافق الصحية وانعدام الإمدادات الطبية والغذائية، لاسيما في ظل توقف المطابخ الجماعية المعروفة بـ”التكايا”، التي كانت تمثل مصدر الغذاء الوحيد للأطفال والنساء في المدينة.
وطالبت الشبكة المنظمات الإنسانية والدولية بالتدخل الفوري لتوفير الغذاء والدواء لأكثر من نصف مليون طفل وامرأة يواجهون خطر الموت جوعاً، نتيجة تصاعد أسعار المواد الأساسية وشحها في الأسواق المحلية بسبب الحصار. كما دعت إلى تنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية كخيار إنقاذ أخير لسكان المدينة المحاصرين.

طوارئ ابوشوك
وفي السياق، أفادت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك للنازحين بمقتل 12 شخصاً وإصابة 25 آخرين، جراء قصف مدفعي شنته مليشيا الدعم السريع على المخيم المكتظ بالنازحين، مشيرة إلى أن استهداف المخيم بات يتم بصورة شبه يومية باستخدام المدافع الثقيلة، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن، وتدمير عشرات المساكن.

وقال محمد آدم، مسؤول الإعلام في المعسكر، إن الوضع الإنساني داخل المخيم بالغ الخطورة، مع توقف المراكز الصحية تماماً وارتفاع أسعار العلاج في العيادات الخاصة، إذ تجاوز سعر غيار الجرح الواحد حاجز 30 ألف جنيه، كما أشار إلى أن آخر شحنة مساعدات وصلت للمخيم كانت قبل عام ونصف، ما تسبب في أزمة غذاء حادة أدت إلى تفشي أمراض مرتبطة بسوء التغذية.

أسعار فلكية
من جهتها، أطلقت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر تحذيرات مماثلة بشأن تدهور الأوضاع المعيشية في المدينة، قائلة إن أسعار السلع الأساسية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغ سعر جوال الدخن 880 ألف جنيه، والذرة 770 ألف جنيه، فيما ارتفع سعر جركانة الزيت إلى 560 ألف جنيه، ورطل الويكة إلى 70 ألف جنيه، في حين بلغ سعر رطل الصلصل 15 ألف جنيه.
واعتبرت التنسيقية هذه الأسعار “حكمًا بالإعدام البطيء” على آلاف الأسر التي لا تملك ما تقتات به، مشيرة إلى أن المواطنين يواجهون خيارين كلاهما قاتل: الجوع داخل المنازل، أو الخروج إلى شوارع تعج بالمخاطر الأمنية والاشتباكات المسلحة.
وأكد بيان التنسيقية أن المستشفيات العاملة في الفاشر تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب تدهور خدمات المياه والكهرباء، ما أجبر الطواقم الطبية على العمل في ظروف “شبه مستحيلة”، في ظل تزايد حالات سوء التغذية خصوصًا وسط الأطفال.

مطالبات عاجلة
وحملت لجان المقاومة المجتمع الدولي والجهات الإنسانية مسؤولية التراخي في الاستجابة لنداءات الاستغاثة الصادرة من المدينة، مؤكدة أن ما يجري في الفاشر “ليس مجرد أزمة عابرة، بل كارثة إنسانية مكتملة الأركان”.
ودعت التنسيقية إلى تحرك عاجل وفاعل من المنظمات الدولية والإقليمية، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات، أو تنفيذ عمليات إسقاط جوي كخيار وحيد متبقٍ لإنقاذ عشرات الآلاف من المدنيين، الذين باتوا يواجهون الموت جوعاً أو قصفاً في ظل صمت دولي مريب وتدهور متسارع للأوضاع في المدينة.
وتدخل الفاشر اليوم شهرها الرابع عشر تحت الحصار، فيما لا تزال الجهود الإنسانية خجولة ومتأخرة، في وقت تتسارع فيه مؤشرات المجاعة والانهيار الصحي، لتضع العالم أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية لا تحتمل مزيداً من التجاهل.