كشف عن (مشروع مشترك تأسس قبل اندلاع المعارك بوقت طويل)..
عبد الرحيم دقلو .. تحالف الشر…
تصريحات نارية تضع قيادات مدنية وعسكرية في دائرة الاتهام ..
اتهام أطراف مدنية وعسكرية بالضلوع المباشر في الصراع المسلح..
قيادات بارزة كانت ضمن حكومة ما بعد الثورة ضالعة فى تفجير الحرب..
الحرب نتيجة ترتيب طويل إستند لتوافقات سرية بين قوى مدنية..
الكرامة : علم الدين عمر
في تحول مثير يُعيد رسم ملامح الحرب الدائرة في السودان ويكشف حقيقة ما يواجهه الشعب السوداني وقواته المسلحة من تامر، فجر قائد ثاني مليشيا الدعم السريع عبد الرحيم دقلو مفاجأة مدوية بكشفه تفاصيل غير مسبوقة عن الأطراف التي شاركت في الترتيب والإعداد للحرب.. متهمًا أطرافاً مدنية وعسكرية بالضلوع المباشر في تفجير الصراع المسلح.. ضمن ما وصفه بـ(مشروع مشترك تأسس قبل اندلاع المعارك بوقت طويل).
شركاء لا داعمون ..
وفي مقطع مصور إنتشر على نطاق واسع أقر دقلو بأن الحرب لم تكن صداماً ثنائياً بين مليشيا الدعم السريع والجيش ..بل جاءت نتيجة تحالفات سياسية وعسكرية معقدة ..شاركت فيها قيادات بارزة كانت ضمن حكومة ما بعد الثورة..وعلى رأسهم
عبد العزيز الحلو.. الهادي إدريس..الطاهر حجر..و سليمان صندل حقار..
دقلو لم يتحدث عن دعم سياسي ظرفي.. بل أكد أن هؤلاء القادة شركاء في التخطيط والتنفيذ العسكري.. بما يعني أن ما جرى لم يكن مجرد إنزلاق نحو الحرب..بل نتيجة ترتيب طويل الأمد إستند إلى توافقات سرية بين قوى تحمل صفات مدنية ومسؤولة عن مسار التحول السياسي.
نهاية وهم السلام المدني..صدمة داخلية وخارجية..
تُشكل هذه الاعترافات ضربة قوية لإدعاءات القوى المدنية التي لطالما قُدمت للرأي العام كمُحرك لعملية التحول الديمقراطي.. وداعمة للسلام والإستقرار.. لكنها وبكلمات أحد أبرز الفاعلين في الميدان تبدو شريكاً مباشراً في مشروع العنف والدمار الذي أفضى إلى نزوح ملايين السودانيين وتدمير البنى التحتية في العاصمة والولايات.
مواقف مترددة وصمت رسمي..
حتى لحظة كتابة هذا التقرير لم تصدر أي ردود فعل مباشرة من الشخصيات التي ورد ذكرها باستثناء تسريبات محدودة من دوائرها المقربة تعتبر التصريحات محاولة يائسة للهروب من المسؤولية..
لكن المراقبين يرون أن هذه الإعترافات قد تكون بداية أكبر لكشف مزيد من الأسرار خاصة في حال قررت جهات دولية أو منظمات حقوقية فتح تحقيقات مستقلة حول طبيعة الترتيبات السابقة للحرب.
بين الحقيقة والتواطؤ..
يرى مراقبون أن تصريحات دقلو تمثل تحولاً بالغ الأهمية ليس فقط لأنها تكشف أسماء بعينها.. بل لأنها تضع الفاعلين السياسيين والمدنيين على قدم المساواة مع العسكريين من المتمردين في تحمل تبعات الحرب.
فما قاله دقلو ليس مجرد تبرير أو تنصل بل إقرار بوجود شبكة مصالح وتحالفات خفية سبقت إندلاع الحرب..وهو أمر لم يكن معروفًا بهذه العلنية من قبل أو لم تتم مخاطبته بهذه المباشرة من قبل شركاء الدم السوداني وإذا لم يتم التعامل مع هذه الاعترافات بجدية.. وفتح تحقيقات شفافة فإن الساحة ستكون أمام إعادة إنتاج لذات الأزمة تحت عناوين جديدة ما يجعل السودان رهينة دائمة لتحالفات النخب وليس لإرادة الشعب..
الحقيقة تخرج من دهاليز الصمت..
تصريحات عبد الرحيم دقلو قد تكون بداية مرحلة جديدة في روايات الحرب السودانية حيث لم يعد الصراع مجرد معركة على السلطة.. بل نتيجة تحالفات مدنية..عسكرية معقدة أسهمت في إشعال الحرب وسفك الدماء..
ويبقى السؤال معلقًا في وجدان الشعب السوداني:
هل تصبح هذه الإعترافات مدخلًا للمحاسبة والعدالة؟ أم أنها ستُطوى كما طُويت غيرها تحت ضغط التسويات السياسية؟ خاصة في ظل تصاعد الإلتفاف الشعبي حول القوات المسلحة وبقية التشكيلات المنضوية تحت لوائها بالتزامن مع حملات نشر الغسيل المتسخ من قبل أطراف التمرد الذين تقطعت بهم سُبل المعارك العسكرية والميادين المدنية في ذات الوقت .