المليشيا تحرق قافلة برنامج الأغذية العالمي بشمال دارفور لتجويع المدنيين.. “جريمة الكُومة” ..التفاصيل الكاملة

المليشيا تحرق قافلة برنامج الأغذية العالمي بشمال دارفور لتجويع المدنيين..

“جريمة الكُومة” ..التفاصيل الكاملة

المليشيا منع وصول الإغاثة للمدنيين بالفاشر..

مقتل 5 من أفراد القافلة وإصابة آخرين، واحتراق عدد من الشاحنات

تنديد أممي باستهداف القافلة الإنسانية في منطقة الكومة ..

القافلةمؤلفة من 15 شاحنة، في طريقها إلى الفاشر، تحمل مساعدات غذائية

تنسيقية مقاومة الفاشر تؤكد تورط الجنجويد في الهجوم على القافلة

الحكومة تدين استهداف قافلة الإغاثة وتصفه بجريمة حرب

هجوم الجنجويد يتسبب في استشهاد مدنيين وحراس وسائقين

 

تقرير : رحمة عبدالمنعم
أقدمت مليشيا الدعم السريع على إحراق قافلة مساعدات إنسانية تتبع لبرنامج الأغذية العالمي، أثناء توقفها بمدينة الكُومة بولاية شمال دارفور، وذلك بعد احتجازها لمدة أسبوع كامل، ما أدى إلى سقوط ضحايا وتدمير شاحنات تحمل مواد غذائية وطبية كانت في طريقها إلى مدينة الفاشر،وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح أن الهجوم نُفذ بشكل مباشر من قبل عناصر المليشيا على الأرض، في جريمة وصفتها الحكومة السودانية بانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وتهديد خطير لجهود إيصال الإغاثة إلى المدنيين المحاصرين.

قافلة أممية
وأعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، في بيان أمس الثلاثاء، أن مليشيا الدعم السريع نفذت الهجوم على القافلة الإنسانية التابعة لمنظمة الاغذية العالمية أثناء توقفها في مدينة الكومة، في طريقها إلى مدينة الفاشر، حيث يحاصر عشرات الآلاف من المدنيين وسط ظروف إنسانية كارثية.
وذكر البيان أن القافلة كانت تحمل موادا غذائية وطبية مخصصة للنازحين وسكان مدينة الفاشر، مشدداً على أن آثار الحريق وموقع الاعتداء يثبتان أن الهجوم نُفذ بشكل مباشر من على الأرض، وليس بواسطة طائرات مسيرة كما ادعت المليشيا.
وقالت تنسيقية اللجان إن محاولة الدعم السريع إلصاق التهمة بالجيش تمثل” تزويراً مفضوحاً للحقائق وتضليلًا للرأي العام”، مؤكدة أن المنطقة لا تحوي أي مؤشرات على قصف جوي، وأن شهود عيان من المدينة أشاروا إلى اقتحام مباشر نفذته عناصر من الدعم السريع.

القوة المشتركة
من جهتها، أكدت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح أن مليشيا الدعم السريع احتجزت القافلة الأممية لأكثر من أسبوع قبل أن تقوم بإحراقها، متهمة المليشيا باستخدام سلاح التجويع كوسيلة انتقام بعد الهزائم التي منيت بها في محيط مدينة الفاشر.
وقال الناطق باسم القوة المشتركة، العقيد أحمد حسين مصطفى، إن “هذا العمل الإجرامي ليس جديداً على مليشيات الدعم السريع”، مستشهداً بسوابق مماثلة حدثت في مناطق كبكابية ومليط، حيث منعت المليشيا وصول المساعدات لمعسكرات النازحين، وحوّلت وجهتها إلى مناطق تسيطر عليها.
وشدد مصطفى على أن لجوء مليشيا الدعم السريع لتجويع المواطنين بعد كسر شوكتها في معارك فاشر الصمود، يكشف عن عجزها الميداني ويثبت استخفافها بأرواح المدنيين، مؤكداً أن هذه الممارسات لن تغير من مجريات العمليات العسكرية”، وأن الجيش والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية “ثابتون في مواقعهم حتى آخر جندي”.

الحكومة السودانية
من جهتها، أعربت الحكومة السودانية عن بالغ استهجانها وقلقها العميق إزاء ما وصفته بـ”الهجوم الغادر” على قافلة الأمم المتحدة، وفي بيان صادر عن الناطق الرسمي باسم الحكومة، قالت إن الهجوم تم باستخدام طائرات مسيّرة هجومية تتبع لمليشيا الدعم السريع المتمردة، مستهدفة القافلة أثناء توقفها في الكومة.
وأكد البيان الحكومي أن الهجوم أدى إلى تدمير عدد من الشاحنات، واستشهاد عدد من الحراس والسائقين والمواطنين، إلى جانب إصابة أفراد من فرق الحماية، واصفاً الحادثة بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وتقويض متعمد للجهود المشتركة بين الحكومة والمنظمات الدولية لإيصال الإغاثة إلى المدنيين”.
كما جددت الحكومة التزامها الكامل بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين في المناطق المتأثرة بالحرب، مشددة على أن “ممارسات المليشيا المتمردة لن تثنيها عن أداء واجبها الوطني”.

تنديد دولي
وأدانت منظمة اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي، يوم الثلاثاء، هجوماً مروعاً استهدف قافلة إنسانية مشتركة تابعة لهما قرب منطقة الكومة في شمال دارفور، مما أدى إلى مقتل خمسة من أفراد القافلة وإصابة آخرين، إضافة إلى احتراق شاحنات وتلف مساعدات غذائية ضرورية.
البيان المشترك أوضح أن القافلة، التي انطلقت من بورتسودان وقطعت أكثر من 1800 كيلومتر، كانت تحمل مواد غذائية وتغذوية منقذة للحياة موجهة للأطفال والأسر المهددة بالمجاعة في مدينة الفاشر. وقد تم التنسيق لمسارها مسبقاً مع جميع الأطراف المعنية وفق البروتوكولات المتبعة.
وأكد البيان أن القانون الدولي الإنساني يحمي القوافل الإغاثية ويلزم جميع الأطراف بتسهيل إيصال المساعدات دون عرقلة، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني في الفاشر ومحيطها يشهد تدهوراً خطيراً، مع تزايد أعداد المتضررين من الجوع وسوء التغذية، خصوصاً بين الأطفال.
ودعت الوكالتان إلى وقف فوري للهجمات على العاملين في المجال الإنساني ومعداتهم، وطالبتا بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين، معربتين عن أسفهما لعدم وصول المساعدات للفئات الأكثر ضعفاً، وتقديم التعازي لأسر الضحايا والتضامن مع الجرحى.

جريمة حرب
وتثير هذه الحادثة تساؤلات خطيرة حول مستقبل العمل الإنساني في دارفور، خصوصاً في ظل استمرار مليشيا الدعم السريع في استهداف القوافل والمنشآت الأممية، مما يعرض أرواح المدنيين والمحتاجين للخطر المباشر.
ويُنظر إلى الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية التابعة لبرنامج الأغذية العالمي على أنه جريمة حرب وفقًا للقانون الدولي الإنساني، ويشكل اعتداءً صريحاً على مقومات الحياة، لاسيما وأنه استهدف الغذاء والدواء، شريان البقاء الوحيد لآلاف المحاصرين في مدينة الفاشر ومعسكرات النازحين.
ومع تصاعد الهجمات واستمرار حصار الفاشر، يبقى السؤال مفتوحًا أمام المجتمع الدولي: إلى متى سيستمر الصمت في وجه آلة الموت التي تحرق القوافل قبل أن تصل للذين ينتظرون كسرة خبز وجرعة دواء؟