من إتهامات التحريض على ضرب مصنع الشفاء لتبرير استهداف بورتسودان..
مبارك الفاضل .. مواقف “براغماتية”
كذب بشأن الوجود الإيراني في السودان
هاجم قائد الجيش ولبى نداء الأمارات ..
تقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب على الدولة . . بلاغات في مواجهته ..
تقرير : أشرف إبراهيم
دون المحامي والمستشار القانوني عبد الله درف بلاغات جنائية في مواجهة مبارك الفاضل المهدي رئيس حزب الأمة، وذلك على خلفية تصريحات أدلى بها لقناة الجزيرة برر فيها ضرب مدينة بورتسودان لوجود عسكريين إيرانيين فيها على حد قوله، وهاجم مبارك قيادة الجيش واتهمها برفض التفاوض، في ذات السياق أشارت وسائل إعلام إلى وصول مبارك إلى دولة الأمارات في خطوة وصفها مراقبين بأنها تعبر عن الخط الجديد لمبارك المساند للعدو والمناوئ للجيش والقوى الوطنية الداعمة له.
رجل التقلبات
شكل مبارك الفاضل المهدي ظاهرة مثيرة للجدل واللغط، في الساحة السياسية السودانية طوال عقود من ظهوره كلاعب سياسي ،فالرجل الذي استغل إسم أسرة المهدي للصعود، نازع ابن عمه الصادق المهدي على قيادة الحزب واختطاف القرار فيه، وعندما فشل قاد مفاصلة مؤتمر سوبا وشق الحزب،وخاصم حكومة الإنقاذ وصالحها مرات عديدة، ورغم انه كان يشغل حقيبة وزارية حتى آخر عهد البشير عاد للهجوم على الإسلاميين من جديد، وفي رحلة تقلباته كان مسانداً للقوات المسلحة في بداية الحرب وغيّر موقفه على نحو مفاجئ مؤخراً حيث هاجم قادة الجيش واتهمهم برفض التفاوض والسلام الخط الذي تقوده مليشيا الدعم السريع المتمردة ودولة الامارات.
تناقض
وعلق القيادي بحزب البعث السوداني محمد وداعة بأنه فى الاول من مايو 2023م ، و بعد مرور اسبوعين على الحرب قال مبارك فى تصريح للجزيرة ( الدعم السريع حاول الاستيلاء على السلطة بهجوم متزامن على مقر قيادة الجيش ومنزل قائده عبد الفتاح البرهان والقصر الجمهوري ومطارات الخرطوم ومروي والأبيّض وقاعدة جبل أولياء الجوية وكثير من المؤسسات العامة، واستقطب عناصر من داخل المؤسسة العسكرية، ولولا استبسال الحرس الرئاسي الذين سقط منها 35 قتيلا لما نجا البرهان ، وكانت خطة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، بعد الاستيلاء على مقر قيادة الجيش وتحييد قيادات المكون العسكري إما بالتصفية أو الاعتقال، أن يتولى أحد الضباط الموالين له قيادة الجيش ويعيّن هيئة جديدة للقيادة العسكرية، ثم يتولى حميدتي رئاسة مجلس السيادة بعد عزل رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان أو قتله، ثم الطلب من حلفائه السياسيين في قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي تشكيل الحكومة..
مبارك هذه الرواية التى ظلت صامدة منذ بداية الحرب و قال فى لقائه مع الجزيرة مباشر الحرب قامت بسبب الانقسام فى المؤسسة العسكرية بين الجيش و الدعم السريع ، وبسبب الصراع على السلطة بين البرهان و حميدتى، وهذا تأكيد اضافى ان مبارك غير موقفه و موقعه من الحرب التى بدأت بانقلاب ، الى سردية الصراع على السلطة.
وقال مبارك ،أن النهج الذي اتبعه رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، من خلال تحالفه مع الإسلاميين وتوقيعه اتفاقيات مع كل من إيران وروسيا بهدف تعزيز النفوذ في البحر الأحمر، أدى إلى إثارة غضب الولايات المتحدة و توجيه عقوبات و اتهامات باستخدام اسلحة كيميائية، وأشار الفاضل إلى أن الهجوم الذي استهدف بورتسودان كان مدبراً من الخارج، ولم يستبعد أن تكون إسرائيل وراء العملية، على اعتبار أن الضربة كانت موجهة لمجموعة من الخبراء الإيرانيين في المدينة، و هو ما درجت المليشيا و حلفاءها على ترديده،
ويشير وداعة إلى أن مبارك الفاضل برأ بهذا الحديث الامارات ، و الهدف من الحديث ليس اتهام اسرائيل ، فمبارك لا يستبعد ذلك ،و سعى الى تعظيم دور الامارات ليس فى دعم المليشيا فحسب ، بل من حيث اعتماد السودان على الامارات ، و ان شركات الجيش لها مقرات فى الامارات ، والسودان يدفع قيمة مشتريات الاسلحة من بنوك الأمارات ، وأن رجال الاعمال السودانيين يحتفظون باثنين تريليون دولار فى بنوك الامارات ، وهذه مجرد اقاويل لا دليل عليها و لا سند.
سعى الى الفتنة
وقال وداعة مبارك سعى الى الفتنة هذه المرة قائلا إن الفرصة أمام رئيس الوزراء كامل إدريس أن يدفع البرهان للتصالح مع الامارات لانها تستطيع ايقاف الحرب بما لها من تأثير على المليشيا ،و يجب على الحكومة التفاوض مباشرة مع الامارات لانها تمتلك (100%) من الحل ، بينما كانت الامارات فى اغسطس الماضى وفقآ للسيد مبارك نفسه تملك ( 50% ) من أوراق الحل ، وقال داعة ان الامارات هى الراعى الرسمى للمليشيا ، تمدها بكافة أنواع الاسلحة و الأموال ، وتقوم بتجنيد المرتزقة من دول الجوار ، و صنعت لها ظهيراً سياسياً يدافع عن جرائمها.
بلاغات جنائية
وكشف المحامي والمستشار القانوني عبد الله درف، بأنه تم قيد البلاغ الجنائي ضد مبارك الفاضل بالرقم 3929/ 2025م تحت المواد 50و51 و66 من القانون الجنائي والماده 5 من قانون مكافحة الارهاب والمادة 24 من قانون مكافحة جرائم المعلوماتية، وأشار درف الي أن المواد أعلاه تشمل تقويض النظام الدستوري او التحريض على ذلك وتعريض أستقرار البلاد للخطر ،وإثارة الحرب على الدولة أو تأييد من يثير الحرب على الدولة بأي شكل من أشكال التأييد ونشر اخبار كاذبة وغيرها.
زيارة الأمارات
ووصل مبارك الفاضل ، إلى الإمارات ، في زيارة مفاجئة، بدعوة من حكومة أبوظبي، بعد نشاطه في شن هجوم عنيف على رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان.
انتهازية وبراغماتية..
وفي تعليقه ل(الكرامة)، قال الخبير السياسي والأكاديمي الدكتور شمس الدين الحسن بأن مبارك الفاضل يمثل نموذج للإنتهازية ويمارس السياسة ببراغماتية لا تمنعه من التحول بين لحظة وأخرى من الموقف إلى نقيضه طالما انه قدر في ذلك مصلحة شخصية .
ويشير الحسن إلى مغامرات مبارك خاسرة وتشير إلى ارتباطه بالخارج، وقال الاتهامات ظلت تلاحثه منذ تدمير مصنع الشفاء للأدوية، بأنه من أشار إلى الأمريكيين الي أن المصنع ينتج أسلحة كيماوية.