تغريدات قياداتها حملت مقارنة بين مصير بشار واوضاع السودان
(تقدم) والحالة السورية.. (الغريق يتعلق بقشة)
توصيف ما يحدث في السودان (تمرد مليشيا على الجيش الوطني).
إيكونوميست :”دكتاتور” سوريا عاش في عزلة تأييد من المؤسسات الدولية والاقليمية..
سقوط نظام بشار جاء نتيجة لتغيير في التحالفات ..
د. خالد التيجاني: الحديث عن استناد نظام السودان على دعم خارجي هذا غير صحيح
*تقرير : ضياءالدين سليمان*
مابين غمضة عين وإنتباهتها وجد بشار الأسد نفسه رئيساً سابقاً وهارباً يتسوّل الدول حتى توفر له ملاذاً آمناً بعد 50 عاماً كانت فيه عائلة الأسد هي الأمر الناهي في كل شيء لتعلن الرسالة المصحوبة بالموسيقى الثورية والوطنية التي بثها التلفزيون السوري “انتصار الثورة السورية الكبرى وإسقاط ” حكم الجيل الثاني من سلالة آل الأسد.
وضربت المعارضة السورية نموذجا رائعا في العمل النضالي المستمر عبر محاولات إسقاط نظام الأسد التي بدأت منذ العام 2011م لتستمر ثلاثة عشر عاماً ليتحقق لها ما أرادت بإعلان قيادة الجيش سقوط دولة بشار الأسد مع بقاء دولة سوريا.
وما أن نقلت وسائل الإعلام العالمية النبأ حتى إنبرت قيادات (تنسيقية تقدم) لعقد مقارنات بين الحالة السورية وحرب السودان وترك رسالة مبطنة لإحتمالية أن يحقق الدعم السريع الانتصار على الجيش السوداني بعد ان نصّب حميدتي ومعه قادة تقدم أنفسهم ممثلين لثورة ديسمبر.
*تغريدات*
حملت تغريدات بعض قادة تنسيقية تقدم إشارات لعقد مقارنة بين الحالة السورية وحرب السودان وذهبت جميع التغريدات في اتجاه إرسال رسالة مفادها بسقوط النظام في السودان على غرار ما حدث في سوريا.
و كتب الدكتور نصرالدين عبدالباري وزير العدل السابق والقيادي بتنسيقية تقدم تغريدة قال فيها : على ممجدي الحرب ودعاة الحسم العسكري دفاعاً عن الدولة القائمة غير القابلة للإستمرار في السودان ان يتعظوا بمسار الأحداث والتطورات الدراماتيكية في سوريا، فيما كتب الكاتب الصحفي عثمان ميرغني مقالاً تحت عنوان ” سوريا جرس إنذار للبرهان” أشار فيه الي تخلي أكبر حلفاء وداعمي نظام بشار ( روسيا وايران) عنه ووقوفهم موقف المتفرج
عثمان ميرغني أسقط الحالة السورية على ما يحدث في السودان قائلاً بأن الحكومة ترفض الرجاءات الدولية والاقليمية للانخراط البناء في مفاوضات تنهي الحـرب.. وترفض فتح المسار السياسي ليقود تسوية كبرى تنهي الصراعات في البلاد،
مشيراً الي أن البرهان يعوّل على توازنات خارجية وداخلية تحافظ عليه في سدة الحكم الأمر الذي ربما يجعله عرضة لمصير بشار في سوريا.
*التوصيف*
كل المؤشرات تشير الي أن المقارنة ما بين ما حدث في سوريا وما يحدث في السودان معدومة لجهة أن التوصيف الحقيقي لما يحدث في السودان هو تمرد مليشيا الدعم السريع التي كانت جزءاً من القوات المنضوية تحت لواء الدولة في السودان حيث أنها استعانت بمرتزقة من عدد من الدول وتوفير الدعم العسكري واللوجستي من دول بعينها لتنفيذ اجندتها الرامية الي تفتيت السودان ونهب ممتلكاته عطفاً على توفير غطاء سياسي داخلي من أحزاب الحرية والتغيير التي تحولت في وقت لاحق الي تقدم والتي تهدف للعودة الي كراسي الحكم بالاستعانة ببندقية الدعم السريع.
بينما الحالة السورية هي حالة سياسية تزامنت مع ثورات الربيع العربي في العام 2011م ولّدت حالة من الغضب الشعبي ضد نظام بشار الأسد تمخض عن ذلك توحد المعارضة السورية في فصيل عسكري استطاع بعد ثلاثة عشر عاماً أن تحقق مبتغاها في الاطاحة بالنظام.
*العزلة والشرعية*
وجد بشار الأسد نفسه يعاني من عزلة داخلية ودولية على الرغم من سعي بعض الدول الغربية والعربية إلى إعادة علاقاتها معه الأمر الذي جعله يستمر في حكمه بالاعتماد على تجارة المخدرات على شاكلة “الكبتاغون” للمحافظة على نفوذه المحدود بعيدا عن تأثير القوى الكثيرة التي تشاركه الحكم في سوريا، آملا بتقبل العالم لحكمه بمرور الوقت، وفق تقرير لمجلة إيكونوميست.
ويقول تقرير المجلة إن “دكتاتور” سوريا عاش في عزلة دون أن ينال اي تأييد من المؤسسات الدولية والاقليمية عطفاً على عدم قدرته على التجوّل في المدن والارياف السورية خوفاً من تعرضه لمحاولة اغتيال
بينما ظل البرهان ومنذ أن اعتلى سدة الحكم في السودان ينال اعتراف المؤسسات الدولية كرئيس شرعي يمثل الدولة السودانية فمشاركته في أكثر من إجتماع للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك كرئيس لمجلس السيادة تقف شاهدة على ذلك عطفاً على جولاته المتكررة للدول والتي يحظى فيها باستقبال الملوك اذا تجاوزنا عن السند الشعبي والتأييد الكبير الذي يجده من جموع الشعب السوداني في القرى والارياف والمدن التي تستقبله دوماً بهتافات جيش واحد شعب واحد.
*التقاطعات الدولية*
شهدت الحالة السورية تقاطعات دولية افضت الي تعميق الأزمة واستمرارها لسنوات طويلة ، حيث كانت سوريا مسرحاً للتدخل الخارجي بصورة كثيفة لدرجة ان له حواضن شعبية على الأرض، إضافة إلى وجود عسكري داخل سوريا من الروس والأتراك والايرانيين والامريكان وان سقوط نظام بشار جاء نتيجة لتغيير في التحالفات الاقليمية والدولية.
اما في الحالة السودانية فالدور الخارجي موجود ولكنه أقل تعقيدا مما كان عليه في سوريا، لعدم وجود حاضنة شعبية لهذا الدور،
ويرى الكاتب الصحفي خالد التجاني إن الدعم السريع وسيلة لتحقيق أجندة خارجية في السودان، ولكن ليس له حاضنة شعبية تسانده في هذا الأمر، وتابع أن الجيش السوداني ظل يقاتل بمفرده معتمدا على قدراته الذاتية، عكس الحال في سوريا التي دخلت قوات بالعتاد والأفراد لمساندة الجيش السوري.
وأشار التجاني بحسب موقع المحقق الي أن الحديث عن ان النظام السوداني يستند على دعم خارجي هذا غير صحيح، وأن مايحدث في سوريا صراع محاور خارجية، وقال مالم تكن هناك حاضنة شعبية حقيقية لهذه الأجندات الخارجية لا يمكن أن يحدث تغيير.
*لا مقارنة*
وتساءل الكاتب الصحفي ورئيس تحرير صحيفة الكرامة محمد عبدالقادر في تدوينه على الفيسبوك رداً على ما قاله وزير العدل بحكومة حمدوك قائلاً “ماهو وجه المقارنة بين ما حدث فى سوريا ويحدث فى السودان حتى يتخذه القحاتة شماعة لتمرير اجندة عودتهم للسلطة، ان كان ثمة تنبيه فهو للسوريين من سارقي الثورات وموظفي مصالح الشعوب لمصالحهم الخاصة ممن يريدون الحكم ببنادق المليشيات ولو على الاشلاء والجماجم وانهار الدماء، اولئك الذين ياتون عقب تضحيات الشعوب لينصبوا انفسهم اوصياء على الحريات والديمقراطية وهم فى الاساس عملاء وخونة واجراء…
العب بعيد يانصر الدين..ياعبدالباري…
لن تحكموا ببيادق الجنجويد ومليشيا ال دقلو…
فيما رأى خالد التجاني أن كل من يشبهون المشهد السوري بالسوداني، يحاولون التعلق “بقشه” تتوافق مع مصالحهم، وقال إن الحاضنة الشعبية الموجودة في السودان الآن تساند الجيش السوداني، وإن هذا لا يمكن معه تدخل دولي.