ارتفاع حدة الإحتجاجات بسبب الاهمال والتمييز العنصري فى تلقي العلاج

جرحى المليشيا …. الموت بالاهمال..

احتجاج على محاباة منسوبي قبائل بعينها فى تلقي العلاج..

اغلاق سوق موقف الجنينة بسبب تظاهرات واعمال نهب واسعة ..

إغلاق المستشفى التخصصي الذى تعاقدت معه المليشيا لعلاج الجرحى

اتهام مسؤول مليشي بالتصرف في الإمداد الذي يصل إلى المصابين..

قادة أسرة دقلو يعالجون في افخم المستشفيات بالإمارات ويوغندا والهند وكينيا

*تقرير : ضياءالدين سليمان*

تزايدت وتيرة الإحتجاجات داخل مليشيا الدعم السريع بعد ان كثرت شكاوى عناصرها الجرحى والمصابين من الاهمال في علاجهم والتمييز العنصري المتعلق بمحاباة مكونات اجتماعية وقبائل بعينها وتفضيلها على قبائل أخرى

وخلال الأيام القليلة الماضية إنتظمت إحتجاجات غاضبة بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور أدت الي إغلاق عدد من الطرق والشوارع الرئيسية عطفاً على أعمال نهب واسعة في سوق “موقف الجنينة” مما أدى الي اتخاذ الإدارة المدنية التابعة للدعم السريع قراراً بإغلاقه.

*إحتجاجات*

وكشفت مصادر متطابقة عن إحتجاجات عنيفة من عدد من المصابين بمليشيا الدعم السريع ادت الي إغلاق المستشفى التخصصي الذي تعاقدت معه المليشيا لعلاج جرحى مصابي العمليات العسكرية.

وشكا المحتجون الغاضبون الذين أغلقوا عدداً من الطرق والشوارع الرئيسية يوم الأحد الماضي من الإهمال في تقديم الرعاية الصحية لهم مشيرين الي انها تفتقد لادنى مطلوبات العلاج الأولية

وقالت مصادر متطابقة أن سبب الإحتجاجات يعود إلى طلب إدارة المستشفى التخصصي من مصابي الدعم السريع إخلاء المستشفى في أقرب وقت بعد ان عجز الدعم السريع من سداد تكاليف العلاج..

وعلى إثر ذلك احتج المصابون وأغلقوا الصيدلية الداخلية للمستشفى وبنك الدم ومركز غسيل الكلى، وطالبوا أصحاب الصيدليات الخارجية المجاورة للمستشفى بإغلاق محالهم.

وبحسب المصادر فإن هنالك اتفاقا مع المستشفى التخصصي بموجبه تقدم الرعاية الطبية والصحية والإعاشة للجنود المصابين بكسور لمدة شهرين، وأضاف أنه “تم إيداع المبلغ المالي بذلك في حساب المستشفى” الا ان الدعم السريع لم يلتزم بدفع المبلغ المتفق عليه لاسيما بعد ان تطاول أمد إقامة المصابين والتي وصلت إقامة بعضهم لستة أشهر دون أن تلتزم قيادة المليشيا بدفع المبلغ المتفق عليه.

*إتهامات*

وقدم عدد من المحتجين اتهامات مباشرة لمسؤول الخدمات في الدعم السريع وإدارة المستشفى بالتصرف في الإمداد الطبي الذي يصل إلى المصابين.

وأشار احد المحتجين الي تقصير وإهمال من قبل المسؤولين في الدعم السريع في الإشراف على المستشفى التي تقدم خدمات طبية سيئة ورديئة

وقال أحد المصابين عندما يأتي المريض أو المصاب إلى نظافة الجرح والغيار، يقولون له لا يوحد شاش أو درب وغيرها من المستهلكات الطبية، مما تجبر المصاب على تحمل تكلفة شرائها من السوق في وقت يعالج بعض القادة والمقربين لأسرة دقلو في افخم المستشفيات في الإمارات ويوغندا والهند وكينيا

وأشارت تقارير تحصلت عليها “الكرامة” الى أن عدد الجرحى والمصابين المتواجدين بمدينة نيالا فقط يصل عددهم ل10 الف مصاب غالبيتهم اصيبوا في معارك الجزيرة والخرطوم.

*تهديدات*

وارتفعت الاصوات داخل اورقة الدعم السريع للمطالبة بالمساواة وتوزيع فرص العلاج بالتساوي بين الأفراد والجنود والا تكون حكراً على مكونات اجتماعية معينة حيث هدد أحد عناصر الدعم السريع ينتمي الي قبيلة الفلاتة بالتمرد اذا لم تستجيب القيادة الي الشكاوى التي ظلوا يرددوها لعامين مشيراً الي أنهم (وصلوا الحد) على حسب تعبيره..

وطالب بإعادة النظر في “ملف الإدارة الطبية وتغيير كل الأشخاص الذين وصفهم بالفاسدين داخل الإدارة”.

وأشار إلى أن بعض المصابين الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية خارج السودان تُمارس الإدارة الطبية ضدهم تمييزًا عنصريًا.

*علاج الاقارب*
ونفذ عدد من المصابين وقفة احتجاجية أمام مقر الوحدة الطبية في مدينة نيالا مطالبين بالاهتمام بعلاجهم.
وأوضح جندي في الدعم السريع أن الإدارة الطبية تنفذ مهامها في علاج المصابين عبر الوساطات والمحسوبية.
وأضاف: “إذا يوجد أحد أقربائك في الإدارة الطبية فإن ملفك للعلاج الخارجي يكتمل بسرعة وتسافر لتلقي العلاج، وإن لم يكن لديك قريب أو واسطة فعليك الانتظار أسابيع وشهورًا ريثما يُنظر في ملفك”.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله في وقت سابق في الوسائط أحد جنود الدعم السريع وهو يرقد في مستشفى الفؤاد بالخرطوم قبيل تحريرها وهو وضع صحي حرج يناشد اهله بالتدخل من أجل دفع تكاليف علاجه بعد ان فشلت نداءاته التي أطلقها دون أن تجد الاستجابة من قيادة المليشيا.

*ملف معقد*
وأوضحت مصادر بأن إن علاج جرحى العمليات داخل المليشيا “أصبح ملفًا معقدًا جدًا، حيث تتحكم المحسوبية والوساطة في الرعاية الصحية، خاصة الذين يُسافرون للعلاج خارج السودان”.
واشارت المصادر بأن قيادة المليشيا أوكلت ملف الجرحى لرئيس المجلس الاستشاري بالدعم السريع حذيفة أبو نوبة الا ابونوبة ذات نفسه فاقم الأزمة ومارس محسوبية في علاج المصابين

ويشهد حي المطار في نيالا تواجد أعداد كبيرة من مصابي الدعم السريع، بعضهم يبحث عن علاج داخل المدينة، والبعض الآخر يسعى إلى تلقي الرعاية الطبية خارج البلاد.