الخبير العسكري الفريق اول ركن محمد بشير سليمان في حوار مع “الكرامة” :
التهديد الاماراتي للأمن القومي السوداني يحتاج إلى ( …….. )
من الضروري وضع خطط لمواجهة المهددات الأمنية للقادة العسكريين ..
(….) هذه دلالات ابلاغ الدول السودان بمخطط اماراتي للعدوان..
المعارضة ستستغل ” تهديد ابوظبي” ولابد من عمل سياسي واعلامي ..
ذكر الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي الفريق اول ركن محمد بشير سليمان ان التخطيط لعمل عدواني من ابوظبي بالتعاون مع مليشيا الدعم السريع والذي يستهدف شخصيات عسكرية وقيادية ومنشأت حيوية بالدولة هو منهج تاريخي سيء قائم على تجاوز كل المبادئ الأخلاقية ومتجاوز لكافة الاسس التي تأسست عليها قوانين الحرب لا اعتبار فيه حقوق الانسان ، وقال ان المعارضة السودانية وبحكم عمالتها سوف تستغل ذلك في الدعاية والترويج له ووجه بالاعداد والتخطيط لعمل سياسي واعلامي مضاد لاحتواء هذا الامر واجهاض التأثير السياسي والاعلامي والنفسي المعادي والذي يهدف لتثبيت حقائق كاذبة ومضللة لمثل هذه المعلومات واوضح ان الدولة السودانية ليست معزولة عن المجتمع الإقليمي والدولي في مجالات التعاون الامني وتبادل المعلومات مبينا ان الدوائر الأمنية الخارجية تعتبر من الدوائر المهمة في اطار جمع وتبادل المعلومات ذات الاهمية للتخطيط لتحقيق وحماية الامن الوطني وقال ان الابلاغ باستهداف الامارات للسودان عبر عدة دول يهدف لسد الثغرات في مجالات الأمن القومي للعلاقات الدولية وهو امر استراتيجي لابد من التخطيط لمواجهته سعيا لتحقيقه، مؤكدا ان تهديد الامارات بشن هجمات جويةاستهدافا للسودان معلوم ومدرك وليس بالجديد ولن يتوقف ، واشار الي ضرورة احتواء هذا التهديد وتأمين مطلوبات الحماية والأمن الجوي من خلال التغطية الرادارية الشاملة بأحدث وسائل ومعدات الدفاع الجوي انفتاحا في كافة الأجواء السودانية .
حوار – لينا هاشم
كيف تقرأ التخطيط لعمل عدواني من جانب ابوظبي بالتعاون مع مليشيا الدعم السريع يستهدف شخصيات عسكرية وقيادية ومنشأت حيوية بالدولة ؟
قراءة خطوة قذرة كهذه يجب أن تتم من خلال الأعمال الاسرائيلية اللا إنسانية بحسبان استحالة التفريق بين منهجية الفكر والتخطيط الصهيوني الذي يستعبد ويسيطر ويؤثر تأثيرا مباشرا على دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال أجهزتها الأمنية التي تعمل عمالة لدولة اسرائيل ، التي لا تحكمها قيم أو مبادئ أخلاقية
التفكيك والتذويب :
ما هي الدوافع والاسباب خاصة في هذه المرحلة ؟
اساس ذلك تعود للاستهداف الأمريكي الصهيوني للدولة السودانية والذي وجد في نظام دولة الإمارات ضالته التي يسعى من خلالها لتحقيق ، بل تنفيذ استراتيجيته ضد الدولة السودانية القائمة على التفكيك ، والتذويب ، مع تغيير ديموغرافي ، يعتمد على إسقاط النظام السياسي الوطني للدولة السودانية ، يحسبون أن ذلك يسهل تحقيقه من خلال المفهوم الذي تم به اغتيال القادة العسكريين والسياسيين ، والعلماء الإيرانيين ، وتدمير المنشئات الاستراتيجية ، والامنية كخطوة أولى لبداية الحرب التي شنتها وتشنها اسرائيل الان ضد ايران ، إذ أن الخطة تماثل هذا النموذج السيئ ، واللا أخلاقي ، تخطيطا وتنفيذا ، استخداما للقدرات العسكرية والتقنية الحديثة في مجالات الحرب والقتال ، والقائم أيضا على تأمين أدق ، وأحدث وأجد المعلومات عن كافة الدولة ، وتحركات قادتها ، بهدف نهائي يتمثل في إسقاط الدولة ، وذلك ما سيكلف به كمنفذين تكاملا مع الخطة الكبرى مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها من العملاء من الداخل ، الذين يتم تهيئتهم تحركا وفعلا تزامنا مع الفعل العملياتي الجوي الخارجي ، والداخلي مع التنبيه والمراقبة المستمرة لسد الثغرات في البيئة الأمنية ، خاصة للقادة
احتواء التهديد :
كيف يمكن التعامل مع هذا التهديد ؟
احتواء هذا التهديد للأمن القومي يحتاج إلى يقظة عالية تتمثل في ، (خطة طوارئ تكون فيها الأجهزة ذات الاختصاص من عسكرية ، وامنية ومعلوماتية في أعلى درجات اليقظة والاستعداد القتالي) ، مع السعي الجاد لتأمين مطلوبات امنية لذلك من الدول الصديقة ذات القدرات التكنولوجية في مجال المعدات والحماية والعسكرية في ذلك .
كما يجب أن توضع خطط تأمين تستوعب فيها كل عوامل واشكال المهددات الأمنية لكافة القادة في كل مناشط حياتهم ، من تحركات ومواقع أداء واجباتهم ومقابلاتهم واماكن سكناهم وتغييرها ، مع السيطرة والتحكم في هواتفهم الجوالة وهواتف مرافقيهم من حراسة ، وهواتف الزوار والمسئولين في الاجتماعات الرسمية ، مع تحقيق التأمين الكافي لسياراتهم وحركاتهم الأرضية والجوية ، وفي ذلك نؤكد على كفاءة وقدرات الأجهزة الأمنية كافة لتحقيق الأمن والحماية .. واختم قولا ، بأن ابو ظبي تخطط تعاونا مع مليشيا الدعم السريع لاستهداف شخصيات عسكرية وقيادية ليس بالأمر الغريب ، فقد نفذت ذلك سابقا في محاولة حقيقية عبر أدلتها مليشيا الدعم السريع حين خططت ونفذت محاولة اغتيال القائد العام للجيش السوداني وهو بين جنوده عند تخريج الطلبة الحربيين بمنطقة جبيت بشرق السودان استهدافا بمسيرة.
البيئة الدولية والاقليمية :
ما هي دلالات ابلاغ عدد من الدول للسودان اعتزام الامارات شن هجمات جوية على بورتسودان ؟
المؤشر الإيجابي يؤكد أن الدولة السودانية ليست بمعزولة عن المجتمع السياسي على مستوى البيئتين الاقليمية ، والدولية في مجالات التعاون الأمني وتبادل المعلومات ، حيث أن الدائرة الأمنية الخارجية تعتبر من الدوائر المهمة في إطار جمع وتبادل المعلومات ذات الأهمية للتخطيط لتحقيق وحماية الأمن الوطني ، وتأكيد ذلك واضح من خلال المؤتمرات الأمنية التي تعقدها الأنظمة والمؤسسات الأمنية الإقليمية والتعاون مع أنظمة الأمن الدولية ، خاصة تلك التي تتبع للدول التي تربطها علاقات خارجية متعددة الأهداف مع السودان ، والتي تؤسس لتبادل المعلومات والخبرات والتدريب في كافة المجالات ذات العلاقة ، كما يشمل ذلك التكنولوجيا الحديثة في كافة المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية وغيرها ، وبما يمكن لإعداد الخطط اللازمة لاحتواء المهدئات الأمنية المعادية للدولة السودانية وبالعكس .
سد الثغرات :
ابلاغ هذه الدول للسودان بهذا المخطط ماذا يعني ؟
الابلاغ باستهداف الإمارت للسودان عبر عدة دول يأتي في إطار ما ذكرت من مفاهيم تهدف لسد الثغرات في مجالات الأمن القومي بالعلاقات الدولية ، وهو موضوع استراتيجي هام لابد من التخطيط سعيا لتحقيقه مهما كلف ، توسعة في دائرة العلاقات الإقليمية والدولية ، اما تهديد الامارات بشن هجمات جوية استهدافا للسودان ، فهذا أمر أصبح واقعا معلوما ، وهو ليس بالجديد ولن يتوقف ، لذا تتطلب الضرورة لاحتواء هذا التهديد تأمين مطلوبات الحماية والأمن الجوي من خلال التغطية الرادارية الشاملة بأحدث وسائل ومعدات الدفاع الجوي انفتاحا في كافة الأجواء السودانية ، مع تأمين القدرات الجوية أيضا تكاملا وتنسيقها بين القوتين ، وايضا الحصول على الأسلحة المضادة للمسيرات لإجهاض استهدافها للمرافق الاستراتيجية والحيوية ، كما مطلوب في هذا الموضوع الخطير ووفقا للرصد المعلوماتي والنشاط الإماراتي الذي لا شك سيكون في تنسيق مع اسرائيل والدول المعادية أن يتم نشر المعلومات لمثل هذه الأعمال العدائية المضادة بكافة وسائل أجهزة الإعلام وانواعها ، لكشف مثل هذه المخططات العدائية ، وبما يؤثر على حالة التنفيذ بالنسبة للعدو ، ويضع العالم في صورة وحجم الاستهداف
الخداع والتضليل :
الاتفاق علي الزعم بان الهجوم اسرائيلي يستهدف قيادات من الحرس الثوري الايراني كيف تنظرون له ؟
يجب ان نأخذ بتجارب تاريخية سابقة لمثل هذه الأعمال القذرة ، والمرتبطة بالخداع والتضليل ، ولانها لا تفرق بين دولة العدو الإسرائيلي ودولة الإمارات العربية المتحدة في قبيح الممارسات ومن بينها كما ذكرت سابقا ما قامت وتقوم به اسرائيل في الحرب التي تشنها الان ضد ايران ، وهو نهج ومنهج تاريخي سيئ قائم على تجاوز كل المبادئ الأخلاقية ، ومتجاوز لكافة الاشتباك التي تأسست على قوانين الحرب ، في منهج لا اعتبار له في مجال حقوق الإنسان . أقول .. يصبح من الطبيعي أن تقوم ( الامارات الاسرائيلية) بتنفيذ ذات الخطة التي استهدفت بها اسرائيل قيادات الجيش والحرس الثوري الإيراني ، وهو ما يمكن أن تطبقه الامارات استهدافا لقيادة الجيش السوداني ، وفق خطة تستغل ظرف الحرب القائمة الآن من خلال الترويج إلى أن ما تم كان من تخطيط اسرائيلي ، استند فيه التنفيذ على اتهام اسرائيل للسودان بأنه يقف مساندا لإيران ، التي لديها عناصر موجودة بالسودان ، ويدخل في ذلك اتهام ايران بإمداد أو تأمين السلاح للجيش السوداني ، لذا فهو مستهدف من إسرائيل بحكم الدعاية العدائية ، ولا شك أن المعارضة السودانية وبحكم عمالتها سوف تستغل في الدعاية والترويج لذلك ، وهنا لابد من تخطيط لعمل سياسي واعلامي مضاد لاحتواء كل ما يمكن أن يتم في هذا الشأن
التاثير السياسي والاعلامي :
كيف يمكن ان يتم التعامل مع هذه المعلومات التي توفرت ؟ .
يمثل التحليل والقراءة السليمة والمبكرة التي تقوم بها الجهات السياسية ، والامنية والاعلامية لمثل هذه المعلومات الخطوة الاستباقية والمضادة لمنع تنفيذها من قبل العدو ، حيث يتم كشفها للرأيين الداخلي والخارجي ، ويجهض تأثيرها السياسي والإعلامي والنفسي المعادي والذي يهدف لتثبيت حقائق كاذبة ومضللة لمثل هذه المعلومات ، كما يمثل الخطوة الرئيسة التي تحكم وتضبط وتضعف تأثير مثل هذه المعلومات ، وتمنع تأثيرها وإمكانية تنفيذها من قبل الجهات المعادية ، بحسبان انكشاف عدم مصداقيتها…