ظهر في تطواف وسط قواته على ظهر “عربة بوكس”
ظهور حميدتي .. “اعادة انتاج الاسئلة”..
متداولون : الفيديو قديم جدا، وقبل إندلاع الحرب في السودان..
الظهور فجر جدلية التباين بين هلاك قائد التمرد اوبقائه حيا من جديد..
المليشيات ب”شكل عام” تعتمد على وجود القائد بعكس الجيش الوطني.
اظهار حميدتي محاولة لايجاد ثقل افتقدته مع قيادة عبدالرحيم دقلو..
الكرامة : هبة محمود
أظهر مقطعا مصوراً بثته عناصر من قوات المليشيا، قائد التمرد محمد حمدان دقلو ” حميدتي” مخاطبا حشدا من قواته، ظهر أمس الأحد، بعد أكثر من العامين من اخر مقطع له أمام هذه القوات.
ففي نهاية شهر يوليو من العام 2023 تداولت منصات التواصل الاجتماعي، وقتها مقطع فيديو لحميدتي متوسطا جنوده، قيل إنها من داخل الخرطوم، لينقطع بعد ذلك عن اي ظهور حي، أو جماهيري، مكتفياً بتسجيلات صوتية أو مصورة.
و فيما ظهر حميدتي – بحسب الفيديو – في تطواف وسط قواته على ظهر عربة بوكس، بمناسبة تخريج دفعة جديدة من قواته في إقليم دارفور، أكد متداولون على أن الفيديو قديم جدا، وقبل حتى إندلاع الحرب في السودان.
وإزاء المشاهد لقائد التمرد في الفيديو الذي إطلعت عليه” الكرامة” إندلعت مجددا موجة من جدلية التباين القديمة ما بين وفاة الرجل وبقائه على قيد الحياة. ومن بين حالة الجدل هذه يطل تساؤل واحد، وهو (هل مازالت المليشيا تراهن على وجود حميدتي رمانة لميزانها؟!).
الجدلية القديمة
لقد ظلت مليشيا الدعم السريع على اختلاف قادتها ومستشاريها وجنودها، تؤكد وتصر على وجود قائدها حميدتي، على قيد الحياة بالرغم من أن جميع الفرضيات تؤكد على وفاة الرجل في بداية المعارك داخل الخرطوم، أو خروجه عن المشهد العام بسبب ما، وفق كثيرين.
وعلى الرغم من توسع دائرة الجدل حول هذه الفرضية لأكثر من عامين، الا المليشيا ظلت تتعمد على إظهار حميدتي من وقت لآخر باي الأشكال وفي بعض المناسبات.
ويرى مراقبين أن قيادة المليشيا لم تزل تعول على قائدها في منح الدعم السريع، قوته القديمة، سيما في ظل حالة الهزائم المتتالية وفقدانها المناطق التي احتلتها وسط السودان.
ويرى كثيرون أن المليشيا، لم تبرح بعد مربعها الاول المرتبط مباشرة بوجود حميدتي، إذ أنها لم تزل تدور في الفلك القديم بأن (قائدها )يمكنه أن يعادل (كفة الميزان).
الوضع معقد
وبحسب المحلل السياسي خليفة عبد الله فإن مليشيا الدعم السريع تواجه وضعا معقدا، بعد هزائمها المتتالية ما يدفعها من وقت لآخر تعمد على اظهار حميدتي.
ويرى عبد الله في حديثه لـ ” الكرامة ” أن ظهور حميدتي يمثل ثقل داخل القوات على حسب اعتقادها ، لافتاً إلى أن المليشيات بشكل عام تعتمد على وجود القائد بعكس الجيش الوطني.
ويذهب إلى أن الخروج بمقاطع مصورة أو تسجيلات صوتية من وقت لآخر القصد منه المجتمع الدولي والقوات وليس الشعب السوداني.
ويعتبر خليفة عبد الله أن المليشيا على مستوى قادتها يعلمون أن حميدتي لا يمثل للشعب السوداني شيئاً ولكنها تخاطب القوات باعتبار إن ظهور حميدتي يعطيعها دفعة للقتال.
الظهور الثاني
ويعد فيديو ظهور حميدتي امس متفقدا قواته، هو الثاني من نحو العامين من اخر فيديو له متوسطا قواته أول ظهور له بعد شهور من إندلاع الحرب.
وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” وقتها إن قيادة الجيش السوداني تعمل بتعليمات من قيادة النظام السابق، معتذرا للشعب السوداني بسبب تداعيات الحرب
وتوقع حميدتي وقتها الوصول لاتفاق خلال 24 ساعة إذا تغيرت هيئة قيادة الجيش ، مؤكدا أنهم دعاة سلام وليس دعاة فتنة، وان على البرهان تسليم نفسه.
وتابع: نحن أبرياء من المتفلتين واللصوص.
ومنذ ذلك الوقت لم يظهر حميدتي أمام أي حشد من قواته، لتتابع بعد ذلك تسجيلاته الصوتية أو المسجلة، حتى وقت قريب، وهو آخر تسجيل مصور له قبل ثلاثة أسابيع متوعدا بدخول الولاية الشمالية.
حميدتي ..ثقل القوات
ووفق المحلل السياسي محجوب محمد فإن حميدتي يمثل ثقل بالنسبة لقواته، كما أنه وجوده يشكل اهمية وداخل القبائل والعشائر في دارفور، خاصة بعد انسلاخ عدد كبير من القبائل عن القتال مع المليشيا في دارفور وكردفان.
ويشدد محجوب في إفادته لـ”الكرامة” على وقوف المليشيا في مرحلة حاسمة إذ أن المعارك الان هي الفاصلة أمام بقاء القوات من عدمها.
وأوضح بأن عقيدة المليشيا تقوم على الولاء للقائد وهو ما تعول عليه قيادات المليشيا.
ولفت إلى أن قوات الدعم السريع تواجه العديد من التحديات منها الإقتتال القبلي وانخفاض أسهمها أمام القبائل وفقد الثقة فيها، ما جعل ظهور حميدتي ضرورة .
وتابع: ظهور حميدتي دون شك يمثل ثقل لهذه القوات المتبقية، سيما أن وجود عبد الرحيم لا يمثل الثقل المطلوب، لأن قوات الدعم السريع في أساسها وتكوينها مرتبطة بحميدتي.
