حـاولت ضرب الحصن الأخيـر حـول البـرهان،،،
التسريبات،، “الحرب الناعمة”..
محاولة زرع بذور الفتنة، وتفكيك تماسك قيادات الصف الأول..
تقرير:إسماعيل جبريل تيسو
مصدر أمني: القيادة أظهرت صلابةً قوية في التعاطي مع الملفات السيادية..
لا انتصار بلا قيادة واعية، ولا اختراق لمن اختار الوطن مبدأً لا موقعاً..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة محاولات خبيثة وممنهجة تستهدف ضرب الحصن الأخير حول رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وذلك عبر التشكيك في دوائر رجاله المقرّبين، وزرع بذور الفتنة داخل قيادة الصف الأول في المؤسسة العسكرية والأمنية من خلال بث تسريبات مغرضة، وإطلاق “بالونات شائعات” حول تواطؤ شخصية رفيعة المستوى مع العدو بتزوير تقرير يزعم استخدام الجيش لأسلحة كيمائية، أو الحديث عن تغييرات محتملة في مؤسسات سيادية حساسة، وتأتي هذه التسريبات في توقيت بالغ الحساسية تخوض فيه القوات المسلحة والقوات المساندة لها خواتيم معركتها المصيرية لتنظيف بعض مناطق كردفان من فلول ميليشيا الدعم السريع، تمهيداً للانتقال إلى دارفور آخر معاقل وجود ميليشيا آل دقلو الإرهابية، داخل حدود الدولة السودانية.
مخطط مدروس:
ووفقاً لمراقبين فإن ما يجري ليس حدثاً معزولاً، بل يأتي في سياق مخطط مدروس لتفكيك وحدة القيادة العليا للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية من الداخل، بعد أن فشلت ميليشيا الدعم السريع المتمردة في تفتيت الجبهة العسكرية عبر حرب البنادق والخنادق، فلجأت إلى معركة جديدة تُشنّ عبر الإعلام المضلل ومنصات الذباب الإلكتروني، للتشكيك في صلابة القيادة العسكرية وزرع الفتنة بين البرهان ورجاله الأقوياء الذين يشكلون عموده الفقري في هذه المرحلة المصيرية، وليست دلالات توقيت التسريبات بريئةً من المعطيات الماثلة في ميدان العمليات التي تشهد انهيارات متسارعة، وهزائم ساحقة ومتلاحقة تتكبدها ميليشيا الدعم السريع في عدد من محاور وجبهات القتال، في مقابل تقدُّم ملحوظ للقوات المسلحة والقوات المساندة لها في كردفان، يحظى بتفاعلٍ وزخمٍ شعبيٍّ انعكس إيجاباً على رفع الروح المعنوية للجيش، الأمر الذي أحبط معنويات ميليشيا آل دقلو والمحاور الإقليمية والدولية الداعمة لها، فكان لا بدّ من إطلاق معركة معنوية تشكك في صلابة القيادة، وتوحي بخبث إلى وجود صراعات داخلية تمهّد لهدم البيت من الداخل.
بذور فتنة:
ويؤكد مصدر أمنيٌّ رفيع “للكرامة” أنهم ظلوا يرصدون ما وصفها ” بالحرب الناعمة” والتي قال إنها تستهدف ضرب حالة التوافق والانسجام بين رجال المعركة الذين يشكلون جبهة واحدة، تعزز من تكامل الجبهات العسكرية على ميدان القتال، وأكد المصدر الأمني الرفيع الذي فضّل حجب اسمه أن هذه المحاولات البائسة واليائسة لم تكن وليد لحظة، وإنما ظهرت بالتدرج مع تماسك الجبهة القيادية للجيش وبروز تأثير نخبة من القادة المحيطين بالرئيس البرهان، ممن أوكلت إليهم مهام حساسة في الملفات العسكرية، والأمنية، والسياسية، والاقتصادية، مبيناً أن هذه المحاولات تمولها جهات رافضة لمركزية القرار العسكري، وساعية إلى ضرب وحدة الدائرة القيادية العليا، مؤكداً أن هذه الجهات تسعى لإطالة أمد الحرب عبر زرع بذور الفتنة داخل القيادة العليا للجيش وإشاعة البلبلة داخل مركز القرار، عبر استخدام منصات إعلامية ومجموعات ضغط إلكترونية تعمل بتمويل وتوجيه مباشر من هذه الجهات الداعمة لميليشيا الدعم السريع، لتفكيك قيادة الجيش نفسيًا ومعنويًا، وجرِّها إلى القبول “بتكتيكات” سياسية يجري التنسيق لها دولياً وإقليمياً، تطمح إلى إعادة ترتيب المشهد السوداني على أنقاض الدولة.
حقيقة راسخة:
وعاد المصدر الأمني الرفيع ليرسل تطمينات عبر “الكرامة” بعدم قدرة هذه الحملات المغرضة على تحقيق أهدافها ومقاصدها داخل المؤسسة العسكرية والأجهزة النظامية والأمنية التي قال إنها تزداد تماسكاً في وجه هذه الحرب النفسية معلومة المرامي، وزاد: “على عكس ما أرادت سردية هذه الحملات المغرضة أن توحي، فإن قيادة القوات المسلحة والقوات المساندة لها أظهرت قوةً وصلابة أكبر في التعاطي مع العديد من الملفات السيادية”، وقطع المصدر الأمني بقوله إن كل محاولات ضرب الدائرة المقرّبة من رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، لن تفلح طالما ظل القرار موحدًا، والولاء للوطن لا للأشخاص، مبيناً أن الأيام قد أثبتت أن هذه القيادات ليسوا مجرد رجالات دولة رفيعي الرتب والوظائف، بل جنود يعملون بروح التضحية والانضباط العسكري الكامل في سبيل بقاء السودان والحفاظ على سيادته ووحدته وكرامته، مؤكداً أنه في مواجهة مثل هذا النوع من ” الحرب الناعمة”، تبقى الحقيقة راسخة، أنه لا انتصار بلا قيادة موحدة، وواعية بمخططات العدو، ولا اختراق لمن اختار الوطن مبدأً لا موقعاً، فالسودان اليوم بحاجة لرجاله المخلصين الذين يمثلون رمزيةً للتماسك الوطني في وجه عاصفة الغدر والتفكيك، لا لمن يروّجون لهزيمة معنوية لا وجود لها إلا في مخيّلة أعدائه.
خاتمة مهمة:
على كُلٍّ.. فإن هذا النوع من الاستهداف الإعلامي والنفسي يمثل تطوراً في أدوات ميليشيا الدعم السريع والمتعاونين معها داخلياً وخارجياً، الذين اختاروا أن يخوضوا ” الحرب الناعمة” بعد أن تكسرت آمالهم في ” الحرب الخشنة” والحسم العسكري ميدانياً، في ظل تماسك الجيش بفضل تنسيق جهود ومواقف قيادات المؤسسة العسكرية والأمنية التي ازدادت بمرور الوقت صلابةً وقوة ومتانة، فأخرجت لسانها في وجه كل المخططات الإقليمية والدولية الخبيثة، ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.