مبادرة مجتمعية أطلقتها قطاعات شعبية مهمومة بالسلام.. “نداء جبال النوبة – أبيي ” .. مواجهة التحالفات المدمِّرة..

مبادرة مجتمعية أطلقتها قطاعات شعبية مهمومة بالسلام..

“نداء جبال النوبة – أبيي ” .. مواجهة التحالفات المدمِّرة..

الحكومة تجدد حرصها على إيصال المساعدات ورفع الحصار عن المواطنين..

إدانة ورفض قاطع لمحاولات الحلو ودقلو نقل الحرب إلى المنطقة..

تشديد على نبذ خطاب الكراهية، والحفاظ على السلام الاجتماعي..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

جددت الحكومة السودانية حرصها على إيصال المساعدات إلى مواطني ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة ومنطقة أبيي، وقال مستشار رئيس مجلس السيادة لشؤون المنظمات والعون الإنساني الفريق الصادق إسماعيل خلال تسلمه توصيات ملتقى مشروع نداء جنوب كردفان جبال النوبة وأبيي والذي عقد بمدينة بورتسودان، إن إغلاق الحركة الشعبية وميليشيا الدعم السريع الطرق واستهداف شاحنات المساعدات الإنسانية قد حرم العديد من المواطنين من الغوث والعون الإنساني، مؤكداً وجود المواد الغذائية والإغاثية في البلاد، يأتي ذلك في وقت طالب فيه ممثل حكومة ولاية جنوب كردفان قاسم عثمان جار النبي بضرورة إسناد مواطني إقليم جبال النوبة الذين قال إنهم يعانون أوضاعاً كارثية جراء إغلاق الطرق والحصار الذي انعكس سلباً على افتقاد كافة الاحتياجات الإنسانية المساعدة للبقاء على قيد الحياة.

إرادة شعبية:
ويبرز ” نداء جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة ومنطقة أبيي” كتجمّع شعبي ووطني يعكس إرادة أهل المنطقة في صناعة السلام الحقيقي، في ظل الأوضاع المزرية التي تواجه السودان وما يمر به من أزمات أمنية وصراعات مسلحة تهدد وحدة البلاد واستقرارها، مما يملي على ضمير الكيانات الشعبية ضرورة التحرك للاضطلاع بأدوار وطنية تساهم في رفع المعاناة عن كاهل المواطنين، ووفقاً لمتابعين فإن” نداء جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة ومنطقة أبيي” يكتسب أهميته من التوقيت الحساس الذي انطلق فيه، حيث يحاول تحالف الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وميليشيا الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، أن يتمدد ويبسط نفوذه في المنطقة عبر التحريض والتعبئة العسكرية، بنقل ميدان الحرب إلى المنطقة وإعادة سيناريو العنف والاقتتال مما يشكّل تهديداً مباشراً للنسيج الاجتماعي والتعايش المتوارث بين مكونات المنطقة.

فكرة النداء:
ويقول محمد إسماعيل محمد رئيس اللجنة الإعلامية، وعضو اللجنة التمهيدية العليا لنداء جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، ومنطقة أبيي، إن فكرة النداء انطلقت من مجموعة من الشباب من الجنسين وناشطين من جنوب كردفان وأبيي استشعروا الخطر الماثل علي المواطنين في المنطقتين بسبب الحصار المضروب عليهم من قبل ميليشيا الدعم السريع، والجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية شمال، وقال إسماعيل في إفادته للكرامة إن فكرة النداء التي اطلقتها الآلية التحضيرية تحت شعار عزة وشموخ في مواجهة التحديات، وتهدف إلى فتح طريق الأبيض – الدبيبات – الدلنج – كادقلي ثم إلى غرب كردفان وحتى أبيي، بالإضافة إلى دعم القوات المسلحة ومتحرك الصياد من خلال استنفار أبناء المنطقة، مبيناً أن النداء يعمل على عكس الواقع المرير الذي يعيشه المواطنون في تلك المناطق بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء الأمر الذي أدى إلى وفيات كبيرة بين الأطفال والنساء والعجزة والمسنين والذين كانوا يعانون من سوء التغذية بعد أن ظلوا يتغذون لفترات طويلة على لحاء الأشجار وبعض الثمار، مبيناً أن النداء يمثل منبراً تتم من خلاله مخاطبة المجتمع السوداني، والحكومة السودانية، والمنظمات الوطنية والدولية لحثها على إغاثة المواطنين، وفك الحصار عنهم، والسماح بوصول المساعدات لكل المواطنين في جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، ومنطقة أبيي.

توصيات ومكاسب:
وتناول رئيس اللجنة الإعلامية، وعضو الآلية التحضيرية العليا لنداء جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، ومنطقة أبيي، محمد إسماعيل محمد أبرز المكاسب التي حققها الملتقى الثاني للنداء والذي قال إنه نجح في جمع عدد كبير من أهل المنطقتين ” جبال النوبة وأبيي” من المهمومين والمهتمين بحقوق الإنسان وذلك بغرض التفاكر والتشاور حول إيجاد آليات مناسبة لمعالجة قضايا المنطقتين، واستخدام كل الوسائل الممكنة لفتح الطرق وكسر الحصار وإيصال الإغاثة والمساعدات الإنسانية للمواطنين والسماح لهم بحرية التنقل ورفع الظلم عن كاهل المنطقة، مبيناً أن النداء خرج بعدة توصيات شددت على ضرورة العمل على فتح طريق الأبيض – الدلنج – كادقلي – لقاوة – أبيي بشكل عاجل، وإيصال المساعدات، ورفع الحصار كلياً عن المنطقة، وعدم حرمان المواطنين من الحركة والتنقل، بجانب العمل على استقطاب الدعم الشعبي والرسمي لإغاثة المواطنين، وطالب النداء بضرورة نبذ خطاب الكراهية والعنصرية، والدفع باتجاه رتق النسيج الاجتماعي بين كافة المكونات السكانية، والتعجيل بتحقيق سلام شامل يوقف الحرب ويعمل على إيصال صوت أهل المنطقتين ” جبال النوبة وأبيي” للرأي العام العالمي، والأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والحقوقية.

خاتمة مهمة:
على كُلٍّ وفي خضمّ المشهد السوداني الذي تكتنفه الكثير من التعقيدات السياسية والمخاطر الأمنية التي تهدد وحدة واستقرار وسيادة البلاد، يأتي ” نداء جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة ومنطقة أبيي” ليرسم خارطة طريق لبناء السلام من القواعد، ويمثل صوتاً شعبياً أصيلاً يعبّر عن توق السودانيين من الهامش إلى المركز إلى وطن يتسع لاستيعاب الجميع، بعيداً عن العنف والتقسيم، وقريباً من تحقيق رغبة المواطن في العيش الكريم بلا حصار أو معاناة، غنها رسالة قوية من ” نداء جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة ومنطقة أبيي” للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي مفادها: أبناء جنوب كردفان وأبيي يختارون السلام، ويرفضون أن يكونوا وقوداً لحرب لا ناقة لهم فيها ولاجمل.