برعاية الفريق اول ميرغني ادريس.. منظومة الصناعات تواصل التفويج.. العودة الطوعية من مصر .. التزام وطني الكرامة : رحمة عبدالمنعم

برعاية الفريق اول ميرغني ادريس.. منظومة الصناعات تواصل التفويج..

العودة الطوعية من مصر .. التزام وطني
الكرامة : رحمة عبدالمنعم

تفويج 800 عائد في أسبوع ضمن الفوج الـ14 لمشروع العودة الطوعية

16 بصاً انطلقت من القاهرة إلى ولايات السودان هذا الأسبوع

دعم كامل وإجراءات ميسّرة لكل الراغبين في العودة..

156 رحلة مجانية سيرتها منظومة الصناعات الدفاعية …

الفريق أول ميرغني إدريس يقود يعيد آلاف السودانيين لديارهم..

مشاهد إنسانية مبهرة..دموع الفرح ولقطات الوداع تروي وجع اللجوء

اكثر 32 بصاً خصصت لضباط الشرطة المتقاعدين نحو عطبرة والمسعودية وشرق النيل

ألف معلم وأسرهم يسجلون للعودة المجانية عبر منظومة الصناعات الدفاعية
الكرامة : رحمة عبدالمنعم
من أمام “البصات” التي اصطفت تباعاً في قلب حي عابدين بالقاهرة، علت الأصوات بالدعاء والتكبير، وامتزجت دموع الوداع بدموع الفرح، وارتسمت على الوجوه ملامح الحنين والانتصار… لا انتصار في معركة، بل انتصار على اللجوء والضيق والانتظار، هنا حيث مشروع العودة الطوعية تحول من فكرة إلى جسر حقيقي يربط المنفي بالوطن، تكفلت منظومة الصناعات الدفاعية، بقيادة الفريق أول مهندس ميرغني إدريس، بإعادة المئات من السودانيين العالقين في مصر، بعد أن ساءت بهم الأحوال،وانقطعت بهم السبل، ولم يكن أمامهم سوى الأمل… ووجدوه.

(800عائد)
واصلت منظومة الصناعات الدفاعية تنفيذ مشروع العودة الطوعية، حيث سيرت خلال الأسبوع الجاري 16 بصاً ضمن الفوج رقم 14، وذلك تحت إشراف ورعاية المدير العام للمنظومة، الفريق أول مهندس ميرغني إدريس، وبمتابعة دقيقة من إدارة المسؤولية المجتمعية بقيادة الأستاذة أميمة عبد الله.
وبحسب الأرقام المعلنة، فقد انطلقت 5 بصات يوم السبت الماضي من منطقة عابدين وسط القاهرة باتجاه مدينة عطبرة، أعقبها 8 بصات يوم الأحد نحو جبل أولياء – شرق النيل والميناء البري بالخرطوم والمسعودية، في حين توجهت 3 بصات يوم الاثنين إلى الكلاكلة – الدخينات، ليصل بذلك عدد البصات التي تم تسييرها هذا الأسبوع إلى 16 بصًاً، بسعة تقارب 800 عائد.
ووفقًا لتقديرات المشروع منذ انطلاقه، بلغ إجمالي عدد الرحلات التي سيرتها المنظومة حتى الآن 156 رحلة، استفاد منها آلاف السودانيين من مختلف الفئات، في واحدة من أكبر عمليات الإجلاء الطوعي التي تمت بجهد وطني خالص.

قصص إنسانية
والعودة الطوعية التي تحققها منظومة الصناعات الدفاعية ليست مجرد باصات تقلّ أجساداً إلى السودان، بل قوافل تعيد الروح والكرامة إلى من شردتهم الحرب وظروف المعيشة الصعبة،وفي مشهد مؤثر قبيل الانطلاق، أجهشت فتاة بالبكاء وهي تحتضن شقيقها الذي غادر في أحد البصات المتجهة إلى جبل اولياء، تقول وهي تمسح دموعها: ” الفراق صعب ،أخوي دا سندنا ، رجعهوو ناس المنظمومة مجاناً، ماشي يرتب لينا البيت في شرق النيل ،وبنرجع كلنا مع منظومة الصناعات في الرحلات القادمة”.
وفي بص آخر، امرأة خمسينية جلست قرب النافذة، تحدق في الطريق الطويل الذي يقودها نحو شرق النيل، حيث بيتها القديم المدفون تحت رماد الذكريات، همست والابتسامة تسبق الكلام: “أنا ما مصدقة انو العودة مجانية، بكيت لمن ركبت الباص، حسّيت إنو في ناس لسه بتفكّر فينا.”

رأس الرمح
وفي بادرة تُعلي من قيمة التعليم ودوره في بناء المجتمعات، كان للمعلمين حضور بارز ضمن العائدين هذا الأسبوع ،نعيمة محمد عبد الله، رئيسة مبادرة “متطوعون من أجل التعليم”، عبّرت عن امتنانها قائلة لـ”الكرامة”،:سجلنا أكثر من ألف معلم وأسرهم، وأمس الأحد انطلق أول بص خاص بهم، المنظومة أوفت بوعدها تماماً، وسهلت الإجراءات، رسالتنا لكل المعلمين العالقين في مصر: هناك من يتكفل بعودتكم ويعرف قيمتكم.”
وفي السياق ذاته، عبّر الفريق شرطة محمد حسن محمد إدريس، رئيس اللجنة المشتركة لضباط الشرطة المتقاعدين بجمهورية مصر العربية، عن إشادته الكبيرة بدور المنظومة، قائلاً :بدأنا علاقتنا مع منظومة الصناعات الدفاعية منذ انطلاق مشروع العودة الطوعية، وكانت البداية مشرفة جداً، ومنذ ذلك الحين تمكنا من تسيير أكثر من 32 بصاً لضباط الشرطة المتقاعدين وأسرهم إلى مدن مثل عطبرة، المسعودية، القطنية، السريحة، الهلالية، وشرق النيل.
وأوضح محمد أن عدد الضباط المتقاعدين وأسرهم المسجلين في مصر يبلغ حوالي ألف شخص، مؤكداً أن المنظومة كانت السند الحقيقي في هذا المشروع الوطني، واستجابت لجميع احتياجاتهم بسرعة وكفاءة عالية.
وأضاف لـ”الكرامة” :كل من عادوا من الزملاء أشادوا بالخدمات الممتازة التي وفرتها رحلات العودة الطوعية، سواء من حيث الترتيب أو الراحة، ونحن ممتنون لمنظومة الصناعات الدفاعية ومديرها الفريق أول ميرغني إدريس، ولكل العاملين بإدارة المسؤولية المجتمعية.

لسان العائدين
ورغم الحرارة المرتفعة والزحام، كانت وجوه المسافرين تشع نوراً وأملاً، رفع أحدهم يديه للسماء وهو يصعد إلى الباص قائلاً: “الله يجازيهم خير، ماكان عندنا الرجعة قروش، وربنا أرسلهم لينا”.
في كل بص حكاية، وفي كل عين دمعة، وفي كل قلب حمد وشكر،بعض الأسر كانت على وشك الانهيار الاقتصادي، وأطفالها بلا مدارس ولا علاج، وآباؤها عاجزون عن العودة بسبب التكاليف. لكن مشروع العودة الطوعية كان شريان الأمل الذي أنقذهم من حافة الغياب.
ولم يتوقف المشروع عند هذا الأسبوع، بل تتواصل رحلات التفويج بوتيرة متصاعدة، تشمل مختلف المناطق والمستهدفين، وفق جدول منظم وإشراف دقيق من إدارة المسؤولية المجتمعية بمنظومة الصناعات الدفاعية.

الدعم اللوجستي
ومشروع العودة الطوعية ليس مجرد خدمة نقل، بل مشروع وطني استثنائي يعيد تشكيل علاقة المواطن بوطنه. مشروع تحركه رؤية أمنية وإنسانية من قيادة وطنية مؤمنة بواجبها تجاه شعبها.
ويثبت الفريق أول مهندس ميرغني إدريس، المدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية، أن الوطنية ليست شعاراً، بل عمل مستمر وتجسيد فعلي على الأرض، وأن من حملوا السلاح من أجل الوطن في الميادين، قادرون أيضًا على حمل معاناة المواطنين وإعادتهم إلى الديار سالمين.
وبين الحقائب المتراكمة والوداع العاطفي، تتجلى حقيقة واحدة: أن السودان لا يزال حياً في وجدان بنيه، وأنه مهما طال الغياب، فهناك من ينتظرهم على الضفة الأخرى.
مشروع العودة الطوعية هو مشروع العودة إلى الذات، إلى الجذور، إلى الأمل…وما زالت قوافل العودة تمضي، وبصات الأمل تتجه جنوباً، حاملةً معها دعوات الشكر لكل من جعل من هذا الحلم واقعاً..