التقاهم فى “مجلس الوزراء” بمنطقة “سلالاب ”
رئيس الوزراء مع القوى سياسية .. ترتيب المشهد الانتقالي
تقرير:محمد جمال قندول
إدريس دعا ل”مشروع استشفاء وطني” لمحاربة خطاب الكراهية..
اللقاء خطوة مهمة في اتجاه ترسيخ مبدأ الحوار والانفتاح..
التوصية بضرورة استمرار التشاور لبناء دولة القانون والمؤسسات..
تقرير : محمد جمال قندول
في إطار انفتاحه على القوى السياسية، التقى رئيس مجلس الوزراء د. كامل إدريس ظهر أمس (الأربعاء)، مجموعة من القوى الوطنية والمجتمعية.
إدريس استعرض مع المكونات السياسية والمجتمعة آخر تطورات المشهد وترتيبه خلال الفترة الانتقالية ، كما دعا إلى مشروع استشفاء وطني ومجتمعي، لمحاربة خطاب الكراهية.
مشروع الاستشفاء
في قاعة مجلس الوزراء بمنطقة “سلالاب بالعاصمة الإدارية المؤقتة” بورتسودان، اجتمع د. كامل مع مجموعة من الأحزاب والمكونات الوطنية والمجتمعية، حيث دار نقاش مستفيض حول تحديات المرحلة المعقدة التي تمر بها البلاد.
المشاركون في لقاء رئيس الوزراء تقدمهم “التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، قوى الحراك الوطني، تنسيقية العودة لمنصة التأسيس، تحالف سودان العدالة (تسع)، المؤتمر الشعبي، الوطني الاتحادي، الاتحادي الديمقراطي الهيئة القيادية العليا، تحالف الخط الوطني، التجمع المدني، تجمع نساء السودان، شخصيات وطنية”.
رئيس الوزراء د. كامل إدريس، قال إن البلاد لا تخوض حربًا ضد الميليشيا المتمردة في الميدان فحسب، وإنما تخوض حربًا ضد خطاب الكراهية والإشاعات الهدامة كذلك.
ودعا إدريس القوى السياسية إلى ضرورة تبني مشروع الاستشفاء الوطني ومحاربة خطاب الكراهية.
مبدأ الحوار
ويقول الخبير والمحلل السياسي د. عمار العركي إن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء د. كامل إدريس بعدد من القوى الوطنية والمجتمعية، يُعد خطوة مهمة في اتجاه ترسيخ مبدأ الحوار والانفتاح، ويعكس التزام رئيس الوزراء بنهج تشاركي يسعى لبناء مرحلة انتقالية أكثر تماسكًا.
وبحسب العركي فإن حديث إدريس الصريح عن الحرب ضد خطاب الكراهية، إلى جانب المعركة الميدانية ضد التمرد، يعبر عن وعي عميق بتعقيدات الصراع السوداني الذي يتجاوز الميدان إلى ما هو أخطر في النسيج المجتمعي.
غير أن محدّثي يقول أيضًا: بكل تقدير واحترام لمجمل الجهود الوطنية المبذولة، أرى أن أولوية المرحلة لا تكمن في ترتيب أو تنظيم وضع الأحزاب السياسية أو السعي لبلورة توازناتها، بل في استكمال البناء المؤسسي للدولة، وتركيز الجهد الوطني حول الأولويات الطارئة التي فرضتها الحرب، وفي مقدمتها دعم صمود الجبهة الداخلية، وتخفيف المعاناة، وترسيخ الأمن، وبناء مؤسسات الخدمة العامة.
وعطفًا على ما ذكره أعلاه، يواصل د. عمار في معرض الطرح ويقول إنه بما عرف عن السيد رئيس الوزراء من استقلالية ومسؤولية وطنية عالية، فإن الشعب يعول عليه في ترتيب سلم الأولويات بما ينسجم مع طبيعة الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد، وإعطاء الأولوية القصوى لما يخدم الاستقرار والبناء الفعلي للدولة السودانية.
َالجدير بالذكر أن لقاء رئيس الوزراء مع القوى السياسية والمجتمعية خلص إلى ضرورة استمرار التشاور والتنسيق في سبيل بناء دولة القانون والمؤسسات التي يتطلع إليها الشعب.