على كل محمد عبدالقادر يكتب: بعد القاء الحجر فى البركة الساكنة.. هذا ما حدث (…..) ؟!!! العودة للخرطوم .. “الغرض” و”المرض” و”ركوب التريند”…

على كل
محمد عبدالقادر يكتب:

بعد القاء الحجر فى البركة الساكنة.. هذا ما حدث (…..) ؟!!!

العودة للخرطوم .. “الغرض” و”المرض” و”ركوب التريند”…

(……) هذا ما فعله ” القحتجنجويد” أو ” البوم البعجبو الخراب” ..

تطورات عديدة شهدتها الخرطوم منذ كتابة انها ” غير صالحة للعودة”…

أعمل عند القارئ لا السلطة، وانوب عن الشعب لا الحكومة…

(1)
السبت قبل الماضي كتبت مقالا أقام الدنيا ولم يقعدها حتى الأن،
بعنوان ” الخرطوم غير صالحة للعودة، وهذا هو المطلوب”، كنت اعني تحديدا “مدينة الخرطوم” مثما ورد فى اول ثلاث كلمات فى المقال نصا “زيارتي لمدينةِ الخرطومِ الجريحةِ خلال الأيامِ الماضيةِ أوسعتني حُزناً على ما آلت إليه، وهي مُحترقةٌ وحزينةٌ بعد أن دمّرها الجنجويدُ تدميراً، وأفرغوا في شوارعِها ومؤسساتِها غبناً ووحشيةً، وجعلوها مدينةً من رمادٍ، تحتضر تحت الركامِ والأنقاضِ.”.”
انتهت الفقرة المفتاحية للمقال الذى وصفه الحبيب محمد محمد خير بانه “فوتغرافي” نقل الصورة كماهي، وللامانة هذا ما فعلته دون زيادة او نقصان ، اذ لم افعل شيئا سوى اقتراحي بان تكون الخرطوم “ملفا قوميا، بالقدر الذى يخرجها من حالة التردي الراهنة وان يعاد تخطيطها، والعمل على هندستها بطريقة تخاطب مشكلاتها الكبيرة وتعيدها افضل مما كان.. ولست انا بالطبع من يحدد للمواطنين ان يعودوا، او يبقوا حيث أمكانهم الان سواء فى اللجوء او النزوح.
*(2)*

قوبل المقال بردود فعل واسعة وتصدر “التريند”، تلقفته أيدي القحاتة ” البوم البعجبو الخراب” ، واعتبرته سانحة مناسبة لتحريض الناس على عدم العودة ، بعد ان ألبسوا ما كتبت لكل العاصمة، واخرجوه عن نطاق ” مدينة الخرطوم” التى اعنى، و(ساقوا الناس بالخلا) كعادتهم فى نسج الاكاذيب.
(3)
*انقسم الناس حول ماكتبت الى فئات اوجزها فى الاتي..*

*1/*”قحتجنجويد”وظفوا المقال لمصلحة اجندة التحريض ضد العودة للخرطوم، واعتبروا ما قلت طعنا فى خاصرة الجيش والحكومة، تدفعهم اجندة الحقد الأعمى للتأليب على كاتب المقال ، والطعن فى دعمه للقوات المسلحة، هؤلاء ” البوم البعجبو الخراب”.
*2/* وطنيون حادبون على الخرطوم ، فهموا، ما عنيت، واقبلوا على المقال بلا اجندة، يعززون ايجابيات الطرح، وينتقدون ما يرونه سلبيا، بوعي بناء يضئ الاماكن المعتمة ويساهم فى الحلول، ” بين هؤلاء زملاء ازدادت قيمتهم عندي كثيرا، وهم يمسكون “سكاكينهم” عني ولا يقبلون على التهامي فى مطعم ” لحم اخيك مثلما فعل اخرون ” فلهم منى التقدير والاحترام..
3/ اصحاب غرض ومرض وجدوا فى رواية القحاتة المنقولة كذبا عن المقال فرصة مواتية لتصفية الحسابات، وايقاع الفتنة بين كاتب المقال واجهزة السلطة وسعوا لدق اسفين بينه والقائمين على امر البلد، وللاصطياد فى الماء الذى ظنوه عكرا ومادروا ان سلطات الدولة تستحسن النقد البناء الخالي من الغرض والمرض، وقد تواصل معي مسؤولون ، شكروني على التنبيه للواقع الذى تعيشه “مدينة الخرطوم” وابلغوني ان المقال سيكون له ما بعده وقد كان…
4/ سماسرة مواقف ، وعودة طوعية، ارادوا ان يتقربوا للمسؤولين والجنرالات، والمؤسسات بانتقادي وتعنيفي على ماكتبت، لم يراعوا عهدا ولاذمة، وقدموني قربانا يرتجون به “مودة المصالح”.
5/ اخرون ولغوا فى اناء التحريض والشتائم دون تركيز فى ما اذا كنت اعني مدينة أو ولاية الخرطوم، المهم قصدوا “ركوب التريند “.
*(4)*
حينما خيرني احدهم ذات يوم بين تزيين باطل المسؤول الانقاذي الفاسد او مغادرة كرسي رئاسة تحرير العزيزة “الراي العام”، اثرت الرحيل وحزمت حقائبي وغادرت الصحيفة، قلت له انني اعمل عند القارئ لا السلطة، وانوب عن الشعب لا الحكومة كان ذلك قبل نحو تسعة اعوام ، فما بالك الان ونحن أقرب الى صالة المغادرة من اي وقت مضي، نعم لن نضلل الناس او نكذب عليهم، لاننا ابناء الصحافة الحقيقيين ، ولسنا طارئين عليها ، لذا فقد نقلت ما رايت دون زيادة او نقصان، ولست فى مقام ان اكون وصيا على الناس واقرر ان يعودوا او يبقوا فهذا قرار شخصي ،لكنني نبهت ليس من باب عزل الخرطوم واعتزالها وتركها تموت بل لتحفيز الجهات المختصة على التدخل القوي لانقاذها حتى تتيسر عودة مواطنيها وانا منهم..
غريب ان يحلل الناس باجندتهم وأمانيهم، ويسقطون ملاحظاتي عن ” مدينة الخرطوم” على كل الولاية مع انني كتبت فى ذات المقال “بصماتُ الولايةِ ظهرتْ في أم درمان وكُرري، وبنسبةٍ ملحوظةٍ في أطرافِ بحري، ولكن الخرطومَ ما زالتْ تُعاني”… شفتو السواقة كيف…؟!
*(5)*
تجدونني سعيدا جدا بما حققه المقال من ردود فعل تجاوزت الحديث الى الانجاز فى الميدان، فقد شهدت الخرطوم بعده حراكا واسعا اشعرني بانني كتبت ما افاد الناس والوطن، ومنذان تدفق سيل المقال فى كل الوسائط بدانا نسمع فى كل يوم عن بدايات وانجاز، لاخراج “الخرطوم حبيبتنا” من الواقع المزري والمتردي الذى تعيشه، فمع المقال علمت اكثر عن مقولة “القاء الحجر فى البركة الساكنة”
انا اسعد الناس بالحراك الذى بدا يدب فى اوصال الخرطوم منذ نشر المقال، وهذا هو المطلوب، فقد تحرك الساكن الذى كان يقلقنا، والتزم المسؤولون هناك ناصية العمل الجاد، رغم قناعتي التامة بان الخراب والدمار اكبر من امكانيات الولاية الموزعة بين هموم الامن والاعمار والتنمية والخدمات واستحساني لصنيعها فى بحري وام درمان، على ايام الحرب الاولى مازلت اتذكر الوالي احمد عثمان حمزة وهو يطمئننا على وجود دولة كلما كنا نراه فى نشرات الاخبار بينما العاصمة تخترق.
*(6)*
وممارصدت من اخبار عن الخرطوم عقب نشر المقال ان:
1/ تنفيذي الخرطوم يناشد التجار لمزاولة نشاطهم بالسوق العربى بعد
تفقد المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم عبد المنعم البشير برفقة مدير التحصيل الموحد س منطقة السوق العربي والافرنجي بوسط الخرطوم بهدف تأمين المنطقة واستعادة النشاط التجاري.
2/ اقبال محلية الخرطوم عبر جهود مكثفة لاستكمال جميع الخدمات التي من شأنها ان تعمل على تسيير دولاب العمل بالشكل المطلوب.
2/ تعيين مدير جديد لمطار الخرطوم وإنهاء إجازة الموظفين ودعوة منسوبي إدارتي مطار الخرطوم والشؤون الهندسية للعمل خلال شهر من إصدار القرار.
3/ دعوة والي الخرطوم سكان العاصمة إلى العودة لمنازلهم
والمساهمة فى الإعمار .
الوالي قال الوالي بحسب (بي بي سي) إن الخرطوم أصبحت آمنة تماما والشرطة انتشرت في معظم المناطق والتفلتات الأمنية قليلة ومقدور عليها.
4/ إزالة السكن العشوائي بؤرة أوكارا الجريمة ومناطق تخزين منهوبات المواطنين .
5/ أطباء بلا حدود تنقل عملها من نهر النيل إلى الخرطوم ..
6/ عودة سجلات الأراضي بكامل طاقتها للخرطوم ، واستئناف العمل في مكاتب تسجيلات الأراضي السكنية والزراعية بمحليات كرري وأم درمان وبحري وشرق النيل.

7/ الاعلان عن حراك كثيف وانشطة متسلرعة تشهدها ولاية الخرطوم على مختلف الأصعدة ضمن الاستعدادات الجارية لتهيئة البيئة العامة لعودة الحياة الى طبيعتها.
8/ تشغيل خط مياه يغذي 35 قرية بجبل أولياء، الى جانب بدء أعمال صيانة الخط الرئيسي بقطر 28 بوصة لتأمين الإمداد المائي لبقية المناطق بمحلية جبل أولياء.
9/ اعلان الفريق بابكر سمرة وزير الداخلية انه سيظل موجودا في الخرطوم.. قريبا من حكومة الولاية ولجنة الأمن لتنفيذ الخطط والبرامج الأمنية التي تشعر المواطن بالأمان وذلك لتعزيز برامج العودة والإعمار.

10/ تنفيذ محلية الخرطوم حملة نظافة لموقف جاكسون بهدف إزالة مخلفات الحرب وبمشاركة هيئة نظافة الخرطوم والمركز القومي لمكافحة الألغام والهلال الأحمر السوداني وإدارة النقل العام والبترول.

11/ اعلان والي الخرطوم عن خطة امنية وضعتها حكومته من خلال الاطواف والخلايا المشتركة وافتتاح مراكز الشرطة المجتمعية بالأحياء، الاعلان ” اثناء تقديم الوالي واحب العزاء فى الفقيد الشاب “حامد نبيل” رحمه الله والذى راحة ضحية “غدر تسعة طويلة”..
12/ اعلان الوالي تقليل ساعات قطع الكهرباء فى الخرطوم، وثنائه على الجهود التي بذلتها إدارات الكهرباء المختلفة في إعادة تأهيل المحطات التحويلية والخطوط الناقلة..
هذا قليل من تطورات عديدة حدثت بعد كتابة المقال ، الم اقل لكم اننى لم افعل شيئا اكثر من القائي حجرا فى البركة الساكنة..
*(7)*
مازلت عند موقفي الذى كتبته لسماسرة العودة الطوعية، ولا أعني المجانية التى تسيرها مثلا منظومة الصناعات الدفاعية مشكورة مأجورة “الأجدى الابتعادُ عن دغدغةِ مشاعرِ المواطنينَ وتوظيفِها في حملاتٍ تُنادي الناسَ بأن ارجعوا إلى بيوتِكم”
ملف السمسرة والتكسب باسم العودة الطوعية سنعود لفتحه لاحقا…