للحقيقة لسان
رحمة عبدالمنعم
(أردوغان).. الدور المنتظر
في اتصال هاتفي جرى أمس الجمعة، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، جدد الرئيس التركي التأكيد على دعم بلاده الكامل للسودان في هذه المرحلة الحرجة، أردوغان أكد التزام تركيا بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية، إضافة إلى استعداد بلاده للوساطة بين السودان والإمارات من أجل إحلال السلام، هذا الاتصال يعكس فرصاً كبيرة يمكن أن يستفيد منها السودان في تعزيز علاقاته مع تركيا في مواجهة الحرب المستمرة مع المليشيا المتمردة، التي تهدد وحدة واستقرار البلاد
الحرب الحالية ليست مجرد نزاع داخلي، بل هي حرب حقيقية بين القوات المسلحة الوطنيةومليشيا متمردة تعمل على تنفيذ أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار الدولة السودانية ،في هذا السياق، لا يمكن للسودان أن يبقى بعيداً عن القوى الدولية القادرة على تقديم الدعم السياسي والاقتصادي الضروري لإيقاف هذه الحرب، ومن هنا، تظهر تركيا كلاعب أساسي في تقديم المساعدة في حلحلة الأزمات السودانية
تاريخياً، أثبتت تركيا قدرتها على لعب دور الوسيط الفاعل في النزاعات الإقليمية،أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو نجاحها في الوساطة قبل يومين بين إثيوبيا والصومال، حيث تمكنت من تهدئة التوترات وتعزيز التعاون بين البلدين في وقت كانت فيه العلاقات بينهما على شفا الانهيار،هذه الخبرة تؤهل تركيا لتكون وسيلة قوية في تسوية الحرب السودانية، سواء من خلال الضغط الدبلوماسي أو عبر المبادرات الاقتصادية التي تساهم في إعادة بناء البلاد بعد مايقارب العامين من الحرب والدمار
من جهة أخرى، فإن العلاقة الاستراتيجية بين السودان وتركيا تعد مفتاحاً حيوياً لتعزيز استقرار البلاد، تركيا تقدم دعماً إنسانياً كبيراً، فضلاً عن دعمها في مجالات الزراعة والتعدين التي تعد أساسية للاقتصاد السوداني، وعليه، فإن تعزيز التعاون مع تركيا يمكن أن يكون عاملاً حاسماً في حلحلة الأزمات التي يواجهها السودان، سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي ،لا شك أن تركيا، بموقعها الجيوسياسي المتوازن وعلاقاتها القوية مع دول المنطقة، تمتلك الأدوات والقدرة على تقديم المساعدة الفاعلة للسودان.
علاوة على ذلك، فإن توجه السودان نحو تركيا يعكس استثماراً في شراكة طويلة الأمد، حيث يتوقع أن تساهم تركيا في إعادة إعمار البلاد بعد انتهاء الحرب، وتوفير بيئة استثمارية محفزة ،وبالنظر إلى العلاقة الدافئة بين الرئيس أردوغان والقيادة السودانية، فإن تعزيز التعاون مع تركيا يمكن أن يوفر للسودان فرصة لتطوير سياساته الاقتصادية والاجتماعية في مواجهة التحديات الراهنة.
لذلك، لا بد أن يدرك السودان أهمية البقاء قريباً من تركيا في هذه المرحلة الحساسة ،تركيا ليست فقط قوة اقتصادية ودبلوماسية، بل هي شريك قادر على لعب دور محوري في إنهاء الحرب السودانية، وتحقيق السلام الداخلي، وتوفير دعم شامل للسودان في جهود إعادة البناء والتطوير ،إذا نجح السودان في تعزيز هذه العلاقة الاستراتيجية، فإنه سيكون قد وضع قدماً على الطريق الصحيح نحو استقرار دائم ومزدهر.