خارج النص
يوسف عبدالمنان
المشتركة والجبهة
فتحت القوات المشتركة جبهة عريضة من شمال شرق دارفور وحتى جبل مون جنوب على تخوم الجنينة من خلال خطه ماكرة لجر وشد أطراف الحرب والتوغل في مناطق إستراتيجية كانت المليشيا تظن بأنها في مامن من زخات الرصاص، ودخلت أمس قوات المشتركة التي تتألف من أربعة فصائل رئيسية العدل والمساواة وحركة تحرير السودان والمجلس الانتقالي وعبدالله جنا وتحالف مع هذه الفصائل مقاتلي قبيلة الزغاوة وقليل من الفور وعرب المحاميد وإسناد ودعم لوجستيا من القوات المسلحة من أجل خوض معركة طويلة جدا قد تمتد لسنوات قادمات لتامين دارفور وطرد الغزاة من أراضي واسعة وضعت عليها قوات الدعم السريع يدها في سنوات حربها مع الحكومة في مواجهة الحركات المسلحة .
واستغلت مليشيا الجنجويد غفلة الدولة التي ماكانت تخطط برؤية ثاقبة ولا عقل يتدبر الأشياء ولكنها رهنت قرارها الاستراتيجي لصغار الضباط في القوات النظامية وهؤلاء كانوا ينظرون تحت أقدامهم بينما المليشيا تقاتل وعيونها على الأرض التي هجر سكانها قهرا وظلما وتلك حقيقة لم نعيها الا بعد فوات الأوان كنا نعتقد ماتقوله الدولة المركزية هو الحق المطلق وبقدر قتال الجنجويد مع الدولة كانت عيونهم تبحث عن اخصب الأراضي وأكثرها مواردا وخطط الجنجويد للاستيلاء علي جبل مرة ولكنه استعصي عليهم وحينما أصبح لحميدتي آلة البطش والقمع وله زراع سياسي يحميه فكر في الاستيلاء على أراضي الفور جنوب شرق جبل مرة وشمال غرب نيالا فكان منبت ام القرى التي تواطا بعض قادة الفور مع الدعم السريع لجعلها أرضا وبادية لهم وتدفق المال الخليجي لإقامة مملكة على حافة جبل مرة أطلق عليها اسم ام القرى تيمنا بمكة المكرمة، ولكن لم تجد ام القرى اعترافا من دمنقاوية الفور فبحثوا عن أرض أخرى وكان خيارهم هذه المرة اغتصاب أرض الزغاوة في الزرق وجعلها أراض لعمدة بلا أرض هو جمعة دقلو الذي وفد إلى السودان من تشاد في سنوات القحط والجفاف.
وبقهر السلاح وسلطان الدولة أصبحت الزرق أرضا لمن لا ارض له وملكا لمن لا ملك له ولم تصغ الدولة لاحتجاجات قبيلة الزغاوة حينها ومضت في تمكين ال دقلو حتى راودت أحلام عمهم جمعة دقلو حلم تنصيب نفسه زعيما للرزيقات بماله وسلاحه.
وعندما يقاتل الزغاوة اليوم كقبيلة فإن بعضهم يقاتل من أجل القضية العامة والظلم الذي حاق بالسودانيين جميعا وقاتل بعضهم من أجل أرضهم وترابهم ومن أجل وجودهم في أرضهم .
ودخول قوات المشتركة لمنطقة شمال الفاشر تحقق للدولة وللشرعية مكاسب كبيرة جدا فمن جهة تعتبر المنطقة الممتدة لأكثر من خمسمائة كيلو مترا بمثابه ترياق يقي السودان شرور تشاد التي باع رئيسها شرف عشيرته وتاريخ علاقات انجمينا بالسودان مقابل حفنة من مال ال نهيان، والان قطعت القوات المشتركة شريان الدعم ووضعت المليشيا أمام واقع مر اما ان تتمترس حول الفاشر لاسقاطها كما تطالبهم دولة الإمارات وتلك مهمة تبدو أقرب للاستحالة أو تندفع نحو الشمال للدفاع عن كتم وكبكابية وسرف عمره وتجد نفسها في ميدان قتال لم تالفه من قبل وأمام رجال ذوي عزم وبأس شديد .
أن فتح جبهة الصحراء على مصراعيها في هذا الوقت يمثل خطوة هامة وتطورا لافتا لحرب الكرامة التي تحقق كل يوما نصرا بعد الآخر بعزيمة الرجال وثبات النساء.