تفاهمات استراتيجية بين بورتسودان وموسكو.. القاعدة الروسية .. العودة للواجهة

تفاهمات استراتيجية بين بورتسودان وموسكو..

القاعدة الروسية .. العودة للواجهة

سفير السودان بموسكو ينفي شائعة الغاء اتفاق القاعدة البحرية..

خبير : روسيا حليف موثوق به وداعم لسيادة السودان..

محلل سياسي: وسائل إعلام غربية تسعى لتعطيل التقارب مع روسيا

“بلومبيرغ” حذفت منشورا حول رفض السودان الاتفاق مع موسكو..

تقرير : أشرف إبراهيم
عاد الحديث عن القاعدة البحرية الروسية في سواحل البحر الأحمر للواجهة من جديد، بعد نشر صحف أمريكية خبراً عن رفض السودان الطلب الروسي، والغاء الاتفاق السابق بين البلدين.
ونفي سفير السودان بموسكو إلغاء الاتفاق، يأتي ذلك في وقت تشهد فيه علاقات الخرطوم وموسكو تطوراً في كافة المجالات السياسية والدبلوماسية والإقتصادية والعسكرية، وينتظر زيارة وفد إقتصادي روسي مهم في الأيام المقبلة.

لاتراجع
وأكدت الحكومة السودانية عدم تراجعها عن الاتفاق مع روسيا بشأن بناء قاعدة عسكرية على ساحل البحر الأحمر، مؤكدة أنها لاتزال على تعهداتها والتزامها بالاتفاق.
ونفى محمد سراج سفير السودان لدى روسيا محمد الغزالي تخلي الخرطوم عن إتفاقها مع موسكو لبناء القاعدة البحرية تلروسية على ساحل السودان على البحر الأحمر، مؤكدا أن الخرطوم تبحث هذا الاتفاق مع روسيا.
وقال السفير في حديث لـ” نوفوستي” : هذه تقارير كاذبة، وأعتقد أنها مضللة، والعلاقات بين السودان وروسيا الآن في أعلى مستوى، والجانبان حريصان على تعزيزها وتطويرها في كافة الجوانب.
واضاف الغزالي في هذا السياق، ننظر في الاتفاق على بناء قاعدة بحرية روسية في السودان.

شائعة وحذف
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، مانسبته نقلاً عن ضباط سودانيين ومسؤولين غربيين، بأن الخرطوم تراجعت عن اتفاقها مع موسكو بشأن بناء قاعدة بحرية، خوفاً من العقوبات الغربية. وفيما بعد حذفت “بلومبيرغ” المنشور حول رفض السودان من موقعها الإلكتروني.
تفاصيل الإتفاق
وأفادت صحيفة “روسييسكايا غازيتا” في نوفمبر 2020 بالاتفاق على إنشاء محطة بحرية روسية في السودان.
وأضافت الصحيفة أن مشروع إنشاء القاعدة البحرية قدمته وزارة الدفاع الروسية وتم الاتفاق عليه مع وزارة الخارجية الروسية والنيابة العامة في روسيا ولجنة التحقيق الروسية.
ووفقا للوثيقة، فإن العدد الأقصى لأفراد القاعدة البحرية لن يتجاوز 300 شخص،ولن تتمكن أكثر من 4 سفن روسية من التواجد بالقاعدة المشار إليها في نفس الوقت.

توجه إستراتيجي
وكانت روسيا، قد أبدت إهتمامها بإقامة علاقات إستراتيجية مع السودان ، و رحب د.جبريل إبراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي بتطوير العلاقات مع روسيا إلى علاقات تعاون استراتيجي .
وأكدخلال لقائه أندريه تشيرنوفول السفير فوق العادة المبعوث المفوض لروسيا الفدرالية لجمهورية السودان بالوزارة أمس الأول ، إستعداد حكومة السودان لإقامة علاقات تعاون استراتيجي في المجال الاقتصادي.
وبدوره كشف السفير الروسي عن ترتيبات رسمية لزيارة ثلاثة وفود من رجال أعمال الغرفة التجارية الروسية للسودان خلال الفترة المقبلة والتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة لتوقيع إتفاقيات مع الجانب السوداني في مجالات الطاقة ، الموانيء والكهرباء ، مؤكداً إهتمام الجانب الروسي بالاستثمار في مجالات البنى التحتية ، مطالباً بتحديد خارطة لأولويات السودان تراعي توازن تطوير المجالات المستهدفة.

علاقات مهمة
وفي السياق يرى الأكاديمي والمحلل السياسي، الدكتور عادل التجاني في حديثه ل(الكرامة)، أن العلاقات مع روسيا من الأهمية بمكان، مشيراً إلى أن روسيا دعمت سيادة السودان في مجلس الأمن الدولي وتتعاون مع السودان في كافة المجالات.
وقال موسكو حليف موثوق به ويمكن المضي معه إلى الأمام خلافاً للدول الغربية، والتي أثبتت التجارب السابقة معها بأنها تمارس المراوغة والوصاية.
ويضيف التجاني الى أن الدول الغربية لديها أجندات ومطامع إستعمارية، بينما روسيا تتعاون وفقاً لمبدأ إحترام السيادة والمصالح المشتركة.

تعطيل التقارب
وفي تعليقه ل(الكرامة)، أشار الخبير الإعلامي إبراهيم الصديق الى أن مانُشر بشأن رفض السودان للإتفاق تضليل من وسائل إعلام غربية مقصود، وقال أن الغرب يعمل على تعطيل أي تقارب بين السودان وروسيا.
وأضاف أن نفي الحكومة السودانية يقطع الطريق أمام محاولات الإعلام الغربي لصناعة مؤامرة تهدف لإضعاف الثقة والتعاون بين البلدين.
وحسب إبراهيم فإن العلاقة بين السودان وروسيا إستراتيجية، وقال يجب أن تعمل الحكومة على تطويرها.
وقال وجود القاعدة الروسية مفيد للسودان ويسهم في تطوير التعاون العسكري بين البلدين، موضحاً بأن الحرب التي تشنها عدد من الدول على السودان تجعل الحاجة لحليف قوي ملحة.