“الكرامة” ترصد غرفا متخصصة لاشعال الفتنة بين مواطني الدولتين..
إستهداف السودانيين بالجنوب …. التفاصيل الكاملة.
سقوط ضحايا وجرح العشرات وإتلاف محال سودانيين مقيمين بالجنوب..
بدأت الأحداث عقب اعتداء مواطنين جنوبيين على دبلوماسي سوداني..
الغرفة الإعلامية لتاجيج خطاب الكراهية على تواصل دائم مع “تقدم”
نقل الأسر السودانية من الأحياء الطرفية لمناطق آمنة…
سفير السودان يطالب الجنوبيين بعدم السماح للاصوات الشاذة باثارة الفتن ..
داخلية جوبا: حظر التجوال سيستمر لحين التأكد من استقرار الأوضاع ..
*تقرير : ضياءالدين سليمان*
على نحو مفاجئ إندلعت أحداث دامية إستهدفت تواجد السودانيين في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان وعدد من المناطق والولايات الأخرى في الدولة المجاورة للسودان إحتجاجاً على إتهامات لم تثبت صحتها لعناصر من الجيش قامت بقتل مواطنين من دولة جنوب السودان.
وتطورت الأحداث بشكل متسارع خلال اليومين الماضيين مما أدى لسقوط عدد من الضحايا من السودانيين وجرح العشرات عطفاً على إتلاف وتدمير واسع طال المحلات التجارية للسودانيين المقيمين بدولة جنوب السودان عقب فرارهم من الأحداث الجارية في السودان منذ أبريل من العام 2023م
وتستضيف دولة جنوب السودان نحو اكثر من 900 الف مواطن سوداني لجأوا إليها منذ اندلاع الحرب في السودان حيث أسس عدد كبير منهم اعمالاً تجارية في الأسواق والاحياء بجوبا وعدد من المدن الأخرى.
*البداية*
وبدأت الأحداث حينما اعتدت مجموعة من الجنوبيين على احد افراد طاقم السفارة السودانية بجوبا يحي محمد عثمان ثم تطوّر الأمر في اليوم الثاني حينما قام احد المحتجين بالاعتداء على احد افراد السفارة اثناء مظاهرة احتجاجية أمام مبانيها في جوبا أمام قوات الشرطة الحارسة للمبنى والتي تدخلت لفض الاشتباك ثم اندلعت احتجاجات طافت مدينة جوبا في الفترة المسائية من يوم الخميس .
وبحسب شهود عيان فإن الاحتجاجات تقودها مجموعة من العصابات والتشكيلات تعرف ب” النيقرز” التي هاجمت جميع المحلات التجارية التي يمتلكها السودانيين في جوبا.
عصابات وتشكيلات تعرف ب” النيقرز” تقود احتجاجات جوبا..
مقتل 7 سودانيين بينهم طبيب قتل داخل منزل اسرته وجرح العشرات…
تعزيزات عسكرية ضخمة في وسط جوبا منعاً لأي تفلتات واغلاق أسواق
وأكدت مصادر مطلعة في جوبا ان الاعتداء على السودانيين اسفر عن مقتل 7 من افراد الجالية السودانية من بينهم طبيب اسمه عبدالرحمن قتل داخل منزل اسرته بمدينة واو وجرح العشرات الذين نقلوا الي المستشفيات لتلقي العلاج.
*غرفة متخصصة*
إشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي عقب سيطرة قوات الجيش السوداني والقوات المساندة له على عاصمة ولاية الجزيرة مدينة ودمدني بعدد من الاتهامات بإستهداف قوات درع السودان التي تقاتل الي جانب الجيش للمواطنين الجنوبيين في كمبو طيبة بمحلية ام القرى ومدينة مدني مما أدى حالة من التعبئة العامة يقودها عدد من الناشطين السياسيين من الدولتين
ورصدت “الكرامة” غرفاَ إعلامية متخصصة يقودها عدد من الناشطين الجنوبيين بقيادة الناشط ” مايكل” تقوم بنشر خطاب الكراهية بين المواطنين وتعبئة الرأي العام ضد تواجد السودانيين بدولة جنوب السودان مما ساهم في اندلاع الأحداث التي استهدفت احياء بمدينة جوبا وتطورت لتشمل مدن أخرى مثل واو ملكال.
وبحسب معلومات مؤكدة فإن الغرفة الإعلامية ظلت على تواصل دائم مع اللجنة الإعلامية لتنسيقية تقدم التي ساهم ناشطوها في تاجيج نار الصراع بوسائل التواصل الاجتماعي.
*إجراءات احترازية*
تدخلت السلطات في دولة جنوب السودان لتهدئة الأوضاع المشتعلة متخذة جملة من الإجراءات الإحترازية بإغلاق سوق كونجو كونجو بجوبا وسوق الجو بمدينة واو ببحرالغزال حيث يمتلك التجار السودانيون غالبية المحلات التجارية في أسواق المدينتين
كما قامت بنشر تعزيزات عسكرية ضخمة في وسط جوبا منعاً لأي تفلتات
وبحسب مصادر فإن الشرطة بجنوب السودان قامت بنقل الأسر السودانية صباح الجمعة من الأحياء الطرفية الواقعة شرقي النيل لمناطق آمنة وسط العاصمة جوبا بغية تأمينهم
وأضافت المصادر بان السلطات قامت بمنع مظاهرة احتجاجية معلن لها يوم أمس الجمعة منعاً لأستغلالها في تجدد أعمال الشغب والتخريب كما منعت السودانيين من أداء صلاة الجمعة في عدد من المساجد منعاً لحدوث اي استهداف لهم.
*خطاب السفير*
و دعا سفير السودان بجوبا عصام كرار، مواطني السودان بدولة جنوب السودان بتوخي الحيطة والحذر حتى تنجلي سحابة الصيف التي خيمت على مجتمع البلدين المتسامح وعدم السماح للاصوات الشاذة باثارة الفتن والترويج القيم الهدامة، مشيرا الى أن السفارة ظلت تتابع تصاعد الأحداث بجوبا وغيرها من مدن جنوب السودان جراء التعدي على ممتلكات المواطنين السودانيين.
وثمن السفير كرار دور الرئيس سلفاكير ميارديت بشأن الأحداث المؤسفة في جوبا بدعوته الحكيمة للتهدئة وعدم اللجوء للعنف ورد الحقوق بالسبل المشروعة دون اخلال بحق الآخرين في العيش في كنف آمن وعدم أخذهم بجريرة غيرهم بل كانو أكثر نبذا وادانة لها.
كما اشاد بالأجهزة الأمنية في جنوب السودان بانتشارها الواسع لضبط الأمن ومنع الانفلات بصورة عامة وحماية ممتلكات المواطنين السودانيين بمواصلة جهدهم لضبط الأوضاع.
وجدد التأكيد للمواطنين في جنوب السودان بالعاصمة جوبا والمدن الأخرى للتحلي بالحكمة والوعي المطلوب وعدم الانجرار وراء دعاوى التفرقة والخصومة والمبادرة ببث خطاب الطمأنينة في اوساط مجتمعاتهم وتفويت الفرصة على من يقتات من الشباب بأن يزرع الفتنة بين الأشقاء في سعي البلدين الدؤوب لتعزيز علاقاتهما وتعظيم فائدة الشعبين.
*سلفاكير يتدخل*
أصدر رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت اوامرا للقوات الأمنية بإعادة القانون والنظام في البلاد.
وجاءت أوامر الرئيس بعد أن أعرب الشباب الغاضبون عن استيائهم عبر احتجاجات في مواقع مختلفة داخل العاصمة جوبا بسبب ما وصفوه بالجرائم المروعة التي استهدفت مواطنين جنوبيين سودانيين في ود مدني، ولاية الجزيرة، بالسودان.
وأثناء إحاطة الرئيس بالمستجدات، أكد المفتش العام للشرطة، الفريق أبراهام مانيواط بيتر، أن الوضع في العاصمة وفي جميع أنحاء البلاد تحت السيطرة. وطمأن الرئيس بأن القوات الأمنية تحافظ على السلام في جميع أنحاء المدينة.
كما أكد أن الحكومة الآن تتحمل المسؤولية الكاملة عن سلامة المواطنين السودانيين المقيمين في جنوب السودان، مع استمرارها في مراقبة الوضع عن كثب.
واضاف وزير الداخلية ان اي تجمهر بعد الآن سيتم فضه من قبل الشرطة مشيراً الي ان السودانيين في جوبا لم يرتكبوا اي جرائم في مدني
وتابع اعتقلنا عدد كبير من المتفلتين ونقوم حاليا بحصر المحلات التجارية التي تضررت ، وقال ان حظر التجوال سيستمر الى حين التأكد من استقرار الأوضاع بشكل كامل .
واردف الوضع هادئ ومستقر في جميع أنحاء البلاد حتى هذه اللحظة داعياً للتكاتف من أجل حسم اي فوضى وان ما حدث في جوبا سيخلق تداعيات إنسانية واقتصادية.