ازمة داخل كينيا .. وخلافات بين القوى السياسية اعلان”حكومة المليشيا” .. الفشل للمرة الثانية

ازمة داخل كينيا .. وخلافات بين القوى السياسية

اعلان”حكومة المليشيا” .. الفشل للمرة الثانية

ارجاء التوقيع على الميثاق السياسي للحكومة الموازية حتى بعد غد الجمعة

التأجيل بسبب إعتراض كينيا بعد احتجاج السودان..

اعلان تحالف تاسيس بحصور عبد الرحيم دقلو والحلو وبرمة وإبراهيم الميرغني ..

تيار داخل الحكومة الكينية يرفض الخطوة بقيادة وزير الخارجية

السلطات في نيروبي الغت من قبل منشطا للمليشيا..

الخلافات داخل القوى السياسية تعد عقبة امام التوقيع..

الولايات المتحدة اعلنت رفضها تشكيل حكومة موازية بالسودان

الكرامة : هبة محمود

للمرة الثانية على التوالي يتم تأجيل التوقيع على الميثاق السياسي للقوى السياسية السودانية المؤيدة لتشكيل” حكومة موازية” بالعاصمة الكينية نيروبي، الذي كان من المقرر له أمس الثلاثاء.
و قالت مصادر بحسب “سودان تربيون” عن أن التوقيع على الميثاق السياسي للحكومة الموازية في السودان تأجل الى الجمعة 21 فبراير، فيما إستمرت فعاليات البرنامج الذي خاطبه عدد من الشخصيات بحضور قائد ثان قوات المليشيا عبد الرحيم دقلو، في ظل غياب مثير للتساؤلات لقائد التمرد “حميدتي”.
وفي ذات المنحى عزت مصادر التأجيل الى إعتراض الحكومة الكينية على إقامة الفعالية على أراضيها عقب احتجاج الحكومة السودانية وتلويحها بطرد السفير الكيني من السودان وقطع العلاقات.
غير أنه وبحسب مصدر دبلوماسي ل “الكرامة” فإن الخارجية السودانية لم تلوح بطرد السفير الكيني، مؤكدا أن كينيا تواجه ضغوطا داخلية بسبب اعتراض تيار داخل الحكومة الكينية نفسها ، يقوده وزير الخارجية الكيني يرفض الأسلوب والتعاطي مع هذه القوى.

اول سابقة أفريقية .. الخارجية السودانية تتحفظ
وقالت مصادر بالدبلوماسية الكينية أن الحكومة الكينية لن تسمح بتشكيل حكومة موازية للحكومة السودانية، وأنها لن تقبل أن تنطلق هذه السابقة الأفريقية من بلادها.
ووفق المصدر الدبلوماسي ل “الكرامة” فإن التيار الرافض داخل الحكومة الكينية يضغط بشدة على رفض تشكيل الحكومة، وهو أحد أسباب التأجيل، لافتاً إلى أنه بجانب الخلافات هناك ضغوط أمريكية بشأن قيام حكومة موازية وهو ما يجعل الحكومة الكينية في موقف حرج.
و كان رئيس وفد التفاوض بقوات المليشيا عز الدين الصافي قد أعلن عن تأجيل التوقيع على الميثاق السياسي إلى يوم 21 المقبل، حيث طالبت اللجنة المنظمة 3-4 أيام إضافية لوضع خطة كاملة عن التوقيع على الميثاق.
إزاء ذلك قال رئيس حزب الأمة القومي المكلف فضل الله برمة ناصر أن تأجيل التوقيع على “الميثاق السياسي” للقوى السياسية السودانية المؤيدة لتشكيل حكومة بمناطق سيطرة الدعم السريع؛ يأتي استجابة لرغبة بعض الأطراف من أجل النقاش حول رؤية موحدة لـ”الخروج بالسودان من القديم للجديد”

المزيد من التشاور .. قادة المليشيا يرفعون الحرج..
وفي ظل تلك التصريحات يرفض مراقبون أن يكون تأجيل الإعلان عن الحكومة بسبب المزيد من التشاور أو النقاش حول رؤية محددة عقب تحديد موعد بعينه.
ويرى المحلل السياسي خليفة عبد الله ل” الكرامة” أن النقاش والاتفاق على الترتيبات بشأن رؤية محددة وفق التصريحات يعد أمراً غير مقبول، عقب الخسائر الكبير، فضلا عن أن التأجيل مرتين للاعلان عن حكومة يثير التساؤلات.
وتابع: الأرجح في الأمر أن التأجيل بسبب خلافات داخل الحكومة الكينية وهي ليست المرة الأولى التي تقوم فيها السلطات في نيروبي بإلغاء منشط للمليشيا.
واضاف: هناك صراع كيني داخلي وأتوقع أن ينجح التيار الرافض داخل الحكومة الكينية في إلغاء التوقيع على الميثاق داخل أراضيها.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للإعلان عن تحالف السودان التأسيسي “تأسيس” بالعاصمة الكينية نيروبي، مشاركة عدد من قادة الحركات المسلحة والقوى السياسية على رأسهم نائب قائد التمرد عبد الرحيم دقلو و رئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو ورئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر بجانب إبراهيم الميرغني الأمين السياسي للحزب الاتحادي بقيادة “محمد الحسن الميرغني”.

 

التصريحات الأمريكية والخلافات الكينية.. الوضع حرج

وترجع آراء سياسية خطوة التأجيل، إلى مخرجات زيارة وزير الخارجية السوداني علي يوسف لدولة كينيا نهاية يناير الماضي ،والتصريحات الإيجابية عن وجود حراك إيجابي بين البلدين.
وبحسب المحلل السياسي والكاتب الصحفي عمار العركي ل “الكرامة ” فإن ما يدور هو نتاج لزيارة وزير الخارجية الى كينيا الشهر الماضي ، لافتاً إلى أن الحكومة الكينية لن تقبل بتشكيل حكومة المليشيا على أراضيها.
ووصف ما يحدث بكونه أزمة داخل الحكومة الكينية إذ أنها الآن تعيش وضعا محرجا بسبب تيارات معارضة ومؤيدة داخلها.
وقال إنه وبالإضافة إلى ذلك فإن الخلافات داخل القوى السياسية نفسها تعد معضلة، لجهة أن المجموعة المؤيدة داخل الحكومة الكينية لديها التزامات مع مؤسسات وكيانات، وليس أفراد وذلك في إشارة منه الى تبرؤ حزب الأمة من مشاركة فضل الله برمة ناصر، والعدل والمساواة من مشاركة رئيسها سليمان صندل، ما يعني أن هذه المجموعة الان تقف أمام أفراد وليس كيانات.
وتابع: لا أتوقع أن يتم التوقيع على هذه الحكومة وان تم التوقيع فإنها ستكون حبر على ورق.
وزاد: الحكومة الكينية أمام معضلة بسبب التزامها مع السودان، و الرفض الامريكي لإقامة حكومة موازية في السودان.

..البرهان يغلق الباب

وكان وزير الخارجية يوسف الشريف كشف عن تغيير في الموقف الكيني تجاه السودان في اعقاب التحولات التي شهدتها ساحة القتال لصالح الجيش ،وقال ان الرئيس الكيني لن يعترف بالحكومة التي تعتزم الدعم السريع إعلانها في مواقع سيطرتها.
وأعرب الرئيس الكيني عن ترحيبه بزيارة السودان، تلبيةً لدعوة رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، التي نقلها وزير الخارجية، على أن يتم الاتفاق على موعدها عبر القنوات الدبلوماسية.
كما أكد روتو دعمه لعودة السودان إلى الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، والعمل المشترك لتعزيز العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية، والتنسيق في المحافل الدولية.
ومن جانبه يرى الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء أمن معتصم عبد القادر أن التغييرات فى السياسة الخارجية الدولية والإقليمية تجاه السودان، هي ما دفعت السلطات الكينية الى رفضها اعلان الحكومة الجديدة من داخل أراضيها.
لافتا خلال إفادته ل” الكرامة ” إلى إعلان الولايات المتحدة الأميركية رفضها تشكيل حكومة موازية في السودان، الأمر الذي كان له تأثير في توازن القوى فضلا عن تحركات الدبلوماسية السودانية على كل المستويات.
وتابع: إضافة إلى ذلك فإن القوى المتمردة تعاني خلاف داخلي حول قيام دولة جديدة او حكومة جديدة فضلا عن الانسحاب المتمثل في حكومة حمدوك.
وزاد: اذا تم الإعلان يوم الجمعة فسيكون إعلان عن ميثاق بين هذه القوى وليس حكومة وبعدها يفتح الباب أمام مشاورات للحكومة، واضاف” في اعتقادي أن ما يحدث هو( شغل تهويل وضغوط على البرهان ) قبل أن يغلق البرهان الباب بتصريحاته أمس الأول، بأنه لا تواصل الا مع القادة في الميدان وهو حديث كان ذو تأثير كبير على التأجيل.