ناقشت الأوضاع وسط دعوات لحماية المدنيين ووقف الحرب السودان في مجلس الأمن ..تفاصيل جلسة خاصة

ناقشت الأوضاع وسط دعوات لحماية المدنيين ووقف الحرب

السودان في مجلس الأمن ..تفاصيل جلسة خاصة

مجلس الأمن يشهد إدانات واسعة لجرائم الجنجويد في السودان

الحكومة تؤكد التزامها بحماية المدنيين وتنفيذ خارطة الطريق

السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم جهود الجيش في استعادة الأمن

مندوب السودان: لن يكون هناك وقف لإطلاق النار قبل رفع حصار الفاشر

روسيا تؤكد دعمها للحكومة الشرعية وترفض أي كيان سياسي موازٍ

بريطانيا تحث أطراف الحرب على إنهاء الطموحات العسكرية

الجزائر تطالب بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار

فرنسا تبدي قلقها من تشكيل حكومة موازية خارج إطار الدولة

مندوب روسيا: الأوضاع على الأرض تتجه نحو استعادة الحياة العادية..

مندوب السودان: قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم إبادة جماعية

الكرامة :رحمة عبدالمنعم
عقد مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، جلسة خاصة لمناقشة تطورات الأوضاع في السودان، وسط تصاعد القلق الدولي بشأن الأزمة الإنسانية والتداعيات السياسية للحرب المستمرة، وأعربت الأمم المتحدة ودول كبرى عن مخاوفها إزاء استمرار العنف، داعية إلى حماية المدنيين ورفع العوائق أمام إيصال المساعدات الإنسانية، فيما شدد مندوب السودان الحارث ادريس على التزام الحكومة بحماية المدنيين وتنفيذ خارطة طريق لما بعد الحرب

جهود سابقة

وسبق لمجلس الأمن الدولي أن شهد مناقشات مكثفة حول الحرب في السودان، حيث قدمت المملكة المتحدة مشروع قرار إلا أن الفيتو الروسي حال دون اعتماده ،واليوم، تعود بريطانيا بمشروع جديد يُطرح خلال جلسة الإحاطة الدورية التي تعقد في 26 فبراير 2025. كما يأتي الاجتماع وسط استمرار جهود الوساطة، التي يقودها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، والذي استعرض في مشاورات مغلقة نتائج لقاءاته السابقة مع طرفي الحرب، بما في ذلك اجتماعه مع قائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، في بورتسودان، ووفد من مليشيا الدعم السريع في أديس أبابا، إضافةً إلى مشاوراته مع الفاعلين الإقليميين المعنيين بالأزمة.

حماية المدنيين

وحثت الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي امس الاربعاء على اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين في السودان، مؤكدة أن التدخلات الخارجية وعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية تزيد من تفاقم الأزمة ،ورحبت المنظمة بقرار الحكومة السودانية تمديد فتح معبر “أدرّي” الحدودي، معتبرة أن هذه الخطوة تسهم في تسهيل تدفق المساعدات إلى المحتاجين.

وشددت الأمم المتحدة على ضرورة تأمين المدنيين في دارفور، لا سيما في مخيم زمزم الذي يتعرض لهجمات متكررة، داعية الأطراف المتحاربة إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وتجنب استهداف المناطق المدنية.

الموقف البريطاني

من جانبها، أكدت ممثلة بريطانيا في الأمم المتحدة ،السفيرة باربرا وودورد، أن أطراف الحرب في السودان تمتلك القدرة على إنهاء معاناة المدنيين، داعية إلى وقف الطموحات العسكرية والتركيز على خلق بيئة مواتية للسلام، وأشارت إلى أن استمرار القتال يعرقل أي جهود لتحقيق تسوية سياسية شاملة.

وفي السياق نفسه، عبّر مندوب الجزائر في مجلس الأمن عمار بن جامع عن قلق بلاده إزاء التطورات السياسية في السودان، مطالبًا بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، كما أكد دعم الجزائر لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى هدنة خلال شهر رمضان، محذراً من خطورة توجه قوات الدعم السريع وحلفائها إلى تشكيل حكومة موازية.

خطر الإرهاب

وأبدت البعثة الأميركية في مجلس الأمن قلقها من استمرار اعتداءات قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور، مؤكدة أن الحرب في السودان كارثية، والتصعيد المتواصل يهدد الأمن الإقليمي، كما شددت على ضرورة منع السودان من أن يصبح بيئة حاضنة للإرهاب مجدداً، داعية إلى إنهاء الانتهاكات بحق المدنيين.

مندوب السودان

في المقابل، أكد مندوب السودان لدى الأمم المتحدة السفير الحارث ادريس ،أن اتفاق جدة كان يمكن أن يشكل أساساً جيدًا لحل الأزمة، لكن مليشيا الدعم السريع عرقلت تنفيذه، وشدد على أن الحكومة ترفض أي دعوات لوقف إطلاق النار ما لم يتم رفع الحصار عن مدينة الفاشر.
وأضاف أن أي حوار مستقبلي مع الدعم السريع يجب أن يكون مشروطاً بإلقاء السلاح وإخلاء جميع المنشآت المدنية، وأوضح أن الحكومة وضعت خارطة طريق واضحة لما بعد الحرب، تشمل حواراً وطنياً شاملاً وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة.

وأشار المندوب السوداني إلى أن أكثر من مليوني نازح عادوا إلى مناطقهم بعد تحرير ولايتي الجزيرة وسنار وأجزاء واسعة من الخرطوم والنيل الأبيض، متوقعًا ارتفاع عدد العائدين إلى خمسة ملايين بحلول نهاية يونيو، كما أكد أن السودان يدعم جهود المبعوث الأممي لإنهاء الحرب، لكنه طالب المجتمع الدولي بممارسة الضغط لتنفيذ اتفاق جدة.

الحكومة الشرعية

من جهته، أعرب مندوب فرنسا
نيكولا دي ريفيير، عن أخذ بلاده علماً بخارطة الطريق التي وضعتها الحكومة السودانية، لكنه شدد على ضرورة إشراك جميع الأطراف السودانية في العملية السياسية،كما أعرب عن قلق باريس من محاولات تشكيل “حكومة موازية” بشكل فردي.

أما مندوب روسيا، فاسيلي نيبنزيا، فأكد أن الأوضاع على الأرض تتجه نحو “استعادة الحياة العادية” بفضل جهود الحكومة السودانية والجيش الوطني ،وأوضح أن خارطة الطريق التي أعلنتها القيادة السودانية تحتوي على العناصر الأساسية التي يمكن أن تضمن العودة إلى الوضع الطبيعي، وحذر من أن أي خطوات سياسية موازية تهدف إلى تقويض جهود الحكومة في بورتسودان لن تساهم في استقرار السودان ولن تحافظ على وحدة مؤسساته.

ختام الجلسة

واختتمت جلسة مجلس الأمن وسط استمرار الخلافات حول كيفية إنهاء الحرب في السودان، إذ ركزت بعض الدول على ضرورة وقف إطلاق النار، بينما شدد الجانب السوداني على أهمية إنهاء سيطرة مليشيا السريع على المناطق المدنية قبل أي تسوية سياسية.

وفي ظل استمرار الأزمة، تبقى الأنظار متجهة نحو الجهود الدبلوماسية القادمة ومدى قدرتها على إحداث اختراق في المشهد السوداني المتأزم.