بركة ..ونور
رمضانية.. متنوعة
اعداد :رحمة عبدالمنعم
شهر المغفرة والرحمة
في شهر رمضان الفضيل، تُفتَح أبواب الجنة، وتُغلَق أبواب النار، ويُعتَق كثير من الناس من العذاب. قال النبي صلى الله عليه و سلم: “إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ” [متفق عليه]. لذا، فهو فرصة عظيمة لمحو الذنوب والتقرب إلى الله.
سنة مهجورة: تأخير السحور وتعجيل الإفطار
من السنن النبوية التي يغفل عنها بعض الصائمين، تأخير السحور إلى ما قبل الفجر بقليل وتعجيل الإفطار بعد غروب الشمس مباشرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ” [متفق عليه]. فالمقصود بالسنة هنا هو الاعتدال، فلا تأخير شديد يؤثر على أداء الفجر، ولا تقديم يُضيِّع بركة السحور.
فضل الصدقة
الصدقة في رمضان لها أجر مضاعف، فهي طُهرة للنفس، وبرهان على صدق الإيمان. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: “كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة” [متفق عليه].
لذلك، احرص على إخراج الصدقات مهما كانت قليلة، فإنها تطفئ غضب الله، وتكون سببًا في تيسير الأمور، قال رسول الله : “اتقوا النار ولو بشق تمرة” [متفق عليه].
دعاء اليوم الخامس
اللهم يا واسع المغفرة، ويا كريم العطاء، في هذا اليوم الخامس من رمضان، أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي، وتصلح حالي، وتشرح صدري، وتيسر أمري،،
اللهم اجعلني فيه من عبادك المقبولين، وألحقني بالصالحين، واهدني صراطك المستقيم، وارزقني فيه حسن الخاتمة ،اللهم لا تحرمني من بركات هذا الشهر، وأكرمني بفضلك، وتقبل مني صيامي وقيامي، واكتب لي فيه الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
الأمانة في التجارة
رُوِي أن الإمام أبي حنيفة – رحمه الله – كان تاجراً في القماش، وكان لا يبيع سلعة إلا بعد أن يُبيِّن عيوبها للمشتري. وفي أحد الأيام، أرسل غلامه ليبيع ثوبًا به عيب، ونسي أن يوصيه بإخبار المشتري. وعندما تذكَّر، سأل الغلام عما حدث، فأخبره بأنه باعه ونسي إبلاغ المشتري بالعيب، فسأل عن المشتري فلم يجده، فتصدَّق بثمن الثوب كله، خوفًا من أن يكون المال غير حلال. هذه القصة تذكِّرنا بأن الأمانة هي جوهر التجارة الصالحة، وخصوصًا في شهر الصيام الذي يُعلِّمنا الإخلاص والورع.
فقه الصيام
يجوز للصائم استعمال السواك طوال النهار، بل هو سنة نبوية مؤكدة، أما معجون الأسنان، فيجوز استخدامه إذا كان الشخص متأكدًا من عدم نزول شيء منه إلى الحلق، وإلا فالأولى تجنبه حفاظًا على الصيام.
أذكار المساء
“اللهم إني أمسيت أشهدك، وأشهد حملتك وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك” (من قالها أربع مرات أعتقه الله من النار).
“حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم” (من قالها سبع مرات كفاه الله ما أهمّه من أمر الدنيا والآخرة).
في رحاب الصحابة
كان الصحابي عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – من أغنى الصحابة، لكنه لم يكن يترك ماله يمنعه من العطاء. في رمضان، كان يجهِّز موائد الإفطار للفقراء والمساكين، وكان يقول: “أخشى أن أكون من الذين نُعجِّل لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا”. وهذه القصة تُذكِّرنا بأن الصدقة في رمضان مضاعفة الأجر، فلا تبخل بما تستطيع.
ـــــــ
“الضرا”.. عادة سودانية تجسد روح التكافل في موسم الخيرات
مع حلول شهر رمضان، تتحول شوارع السودان وساحاته إلى موائد مفتوحة تعكس قيم التكافل والتآخي، حيث يجتمع الناس في عادة اجتماعية أصيلة تُعرف باسم “الضرا”، وهي تقليد سوداني يقوم على الإفطار الجماعي في الأماكن العامة ومشاركة الطعام مع المارة وعابري السبيل.
ويٌعتبر “الضرا” إرثًا ثقافياً متجذراً في المجتمع السوداني، وتعني باللهجة المحلية “الحماية والسند”، وهو ما يتجسد في هذا التقليد الذي يعزز التلاحم بين الأغنياء والفقراء، ويمنح الصائمين شعوراً بالمودة والانتماء، لا يقتصر هذا التقليد على رمضان فقط، لكنه يكتسب طابعًا خاصاً خلال الشهر الكريم، خاصة في القرى والمناطق القريبة من الطرق السفرية، حيث يتنافس الأهالي على استقبال المسافرين وإكرامهم.
في مختلف الولايات السودانية، يُنصب “الضرا” أمام البيوت والمساجد والأسواق، ويتحول إلى مجلس دافئ يجمع الجميع على مائدة واحدة، بغض النظر عن اختلافاتهم ،وتعدّ هذه العادة امتداداً لقيم الضيافة التي اشتهر بها السودانيون عبر العصور، إذ يتسابق الأهالي لتقديم الطعام والمشروبات التقليدية مثل الحلو مر والكركديه للضيوف قبل أذان المغرب.
ورغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لا يزال السودانيون متمسكين بـ”الضرا”، إذ يعتبرونه رسالة تحدٍ للواقع، وتجسيدًا لمعنى الصبر والتضامن ،ويؤكد كثيرون أن هذه العادة ليست مجرد تقليد اجتماعي، بل تعبير عن قيم أصيلة تمثل جوهر المجتمع السوداني في رمضان.
——-
رمضان في مصر.. روحانية وبهجة تمتد عبر الأجيال..
يأتي شهر رمضان في مصر بطابع مميز يجمع بين الروحانية والاحتفالات الشعبية، حيث تتحول الشوارع إلى مشاهد مضيئة بالفوانيس والزينة، بينما تملأ أصوات الأذكار والتواشيح الأجواء، في مشهد يعكس عمق التراث الإسلامي والتقاليد العريقة.
ومنذ الليلة الأولى من رمضان، يتسابق الأطفال في حمل الفوانيس المضيئة، مرددين الأغاني الرمضانية، بينما تتزين الشرفات والحواري بالمصابيح الملونة، في عادة متوارثة تضفي على الشهر طابعًا خاصًا.
وتنتشر في مختلف المحافظات موائد الرحمن التي تقدم الطعام للصائمين، حيث يساهم الأهالي والتجار في توفير وجبات الإفطار، مما يعكس روح التكافل والتآخي بين المصريين، ويجسد قيم الخير التي يزخر بها الشهر الكريم.
ورغم التطور الحديث، لا يزال مدفع الإفطار جزءًا أصيلاً من الأجواء الرمضانية في مصر، حيث ينتظره الكبار والصغار كإشارة لبدء الإفطار، وهو تقليد يعود إلى العصر المملوكي واستمر حتى اليوم.
وبعد صلاة التراويح، تنبض المقاهي والأسواق بالحياة، ويحرص المصريون على السهر بين جلسات الذكر، وسهرات السحور التي تجمع العائلات والأصدقاء، في أجواء روحانية دافئة، تجعل من رمضان في مصر تجربة فريدة لا تُنسى.
——-
“ببركة ونور” .. أنشودة رمضانية تتصدر مواقع التواصل
مع بداية شهر رمضان، يواصل السودانيون تداول أنشودة “ببركة ونور” بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث باتت جزءاً من الأجواء الروحانية التي تميز الشهر الفضيل ،الأغنية، التي تحمل طابعاً صوفيًا، تفيض بكلمات بسيطة وعميقة في آنٍ واحد، تعكس إحساساً بالخلوة الروحية والتأمل في بركات الشهر الكريم.
العمل الفني الذي انتجته إحدى شركات الاتصالات قبل سنوات، يعتمد على توزيع موسيقي هادئ ينسجم مع روحانية النص، ما جعله يحظى بقبول واسع بين مختلف الفئات، خصوصاً مع ميل السودانيين إلى الأناشيد ذات الطابع الصوفي في رمضان.
ويلاحظ أن “ببركة ونور” ليست مجرد أغنية عابرة، بل تحولت إلى أيقونة رمضانية إلكترونية، حيث يجري استخدامها في مقاطع الفيديو والقصص القصيرة، ما يعكس تفاعل الجمهور مع مضمونها ورسالتها الروحية العميقة،والتي يقول مطلعها (في بركة ونور .. لافين حولينا ..في سر موجود .. متخبي ف ايدينا..بنسمع صوته بنشعر بيه ..بيملى قلوبنا سكينه ..بنستناه بنلمح .. طيفه ..لمن يجي يصحينا ..
ف شوارع روحنا .. بيوصل لبعيد)