“الجيش الأبيض” يسقط مدينة الناصر ويشتبك مع القوات الحكومية
دولة الجنوب تشتعل.. مخاوف الحرب الشاملة..
مقتل وإصابة مئات المواطنين في الناصر..
الرئيس سلفاكير يعلن حالة الطواريء
إعتقال “جنرالات” وتحذير من الإنفجار
قوات تحاصر مقر رياك مشار بجوبا
حركة مشار تصدر بياناً ومخاوف من تقويض السلام ..
إجتماع مؤسسة الرئاسة يفشل في إحتواء الأوضاع
تقرير : أشرف إبراهيم
تدهورت الأوضاع في دولة جنوب السودان على نحو مفاجئ ومتسارع، وذلك على خلفية الإشتباكات التي حدثت في مدينة الناصر بولاية أعالي النيل شمال دولة الجنوب والتي تجددت فيها الاشتباكات الجمعة الماضية، وعادت للتصعيد يوم الاثنين بين الجيش الأبيض “النوير” والقوات الحكومية.
وأعلنت قوات الجيش الأبيض الثلاثاء السيطرة على المدينة والإستيلاء على أسلحة ثقيلة، الخطوة التي أدت إلى توتر الأوضاع في العاصمة جوبا.
طواريء وتطويق منزل مشار
وأعلنت السلطات في جوبا عاصمة جنوب السودان بقيادة الرئيس سلفاكير ميارديت حالة الطوارئ مساء امس ،وذلك عقب الاشتباكات مسلحة.
وأشارت أنباء إلى تطويق الأجهزة الأمنية لمقر نائب الرئيس رياك مشار بجوبا وسط مخاوف من أبعاد الخطوة على إتفاق السلام .
حملة إعتقالات
ونفذت السلطات بدولة جنوب السودان حملة اعتقالات واسعة الثلاثاء وألقت القبض على كل من الفريق أول ويسلي ويليبي و الجنرال غابرييل دووب لام من رئيس هيئة الأركان في الجيش الشعبي لتحرير السودان الحركة الشعبية المعارضة (SPLA-IO)، والذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس الأركان في بلفام بالعاصمة جوبا بالإضافة إلى جنرالات آخرين.
وحدث ذلك على خلفية سقوط مدينة الناصر في يد شباب حركة الإصلاح “الجيش الأبيض” التابع لمشار ، واستيلاء الحركة على الأسلحة الثقيلة والذخائر والعتاد الحربي، بما في ذلك الدبابات والسيارات القتالية.
وأشارت بعض المصادر إلى أن الاعتقالات مرتبطة بالاشتباكات المستمرة بين قوات دفاع جنوب السودان (SSPDF) وقوات الجيش الأبيض، التي يُعتقد أنها تعمل تحت توجيهات وأوامر الجنرال دوب لام الحركة الشعبية لتحرير السودان – في المعارضة (SPLM-IO).
وتترقّب الأوساط السياسية والعسكرية في الجنوب مزيدا من التطورات حول هذه القضية، التي قد تؤثر بشكل كبير على الأوضاع الأمنية والسياسية في جنوب السودان.
تفاصيل
وكانت مصادر محلية أكدت إن اشتباكات مسلحة اندلعت بين قوات دفاع شعب جنوب السودان والمدنيين المسلحين “الجيش الأبيض”، في مقاطعة الناصر بولاية أعالي النيل، بدولة جنوب السودان، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى وفرار المواطنين.
ووفقا للمصادر فإن القتال بدأ في وقت مبكر يوم “الاثنين”، مع تقارير عن إطلاق نار كثيف وقصف جوي.
وقال تير شول قاتكوث، أحد قادة الشباب في الناصر لـ “راديو تمازج”، إن العنف تسبب في سقوط ضحايا من المدنيين مئات القتلى والمصابين ونزوح العديد إلى المناطق المحيطة بحثاً عن الأمان.
و أضاف “أخبرنا جنود الحكومة أمس أنه لن يكون هناك قتال، ووافقنا، وعاد السكان، لكن من الغريب أنهم بدأوا صباح الاثنين في قصفنا في المدينة برشاشاتهم والطائرات”، وأشار إلى أنه لم يُحْصَر عدد القتلى.
واتهم قاتكوث القوات الحكومية باستهداف المدنيين وتقويض جهود السلام في المقاطعة. وقال: “نحن، سكان الناصر، نشعر أننا لسنا جزءا من جنوب السودان؛ بسبب ما يحدث لنا”.
من جانبه أكد قاتلواك ليو، محافظ مقاطعة الناصر، أن القتال مستمر في الناصر، لكنه رفض تقديم مزيد من التفاصيل، مشيرا إلى أنه بحاجة إلى مزيد من المعلومات.
كما أكد اللواء لول رواي كوانق، المتحدث باسم قوات دفاع شعب جنوب السودان، وقوع الاشتباكات في ناصر، لكنه ذكر أن السلطات لا تزال تجمع التفاصيل.
وقال لول إنه لا يزال ينتظر قائد العمليات لتزويده بالتفاصيل ، وأن هناك مشكلة في الشبكة، ولا يوجد تواصل.
تحذير
وحذر تير منيانق قاتويج، المدير التنفيذي لمركز السلام والدعوة، من أن العنف المتجدد يهدد تنفيذ اتفاقية تسوية النزاع في جنوب السودان، والتي مُدِّدَت.
وحث الجانبان على الالتزام بوقف إطلاق النار لعام 2017، ودعا إلى الحوار لمنع المزيد من التصعيد.
وقال “الزعيمان السياسيان سيتحملان المسؤولية الأساسية إذا عادت البلاد إلى الحرب الشاملة؛ بسبب سوء إدارة هذه الأزمة”.
وأكد ضرورة أن يتصرف جيش جنوب السودان بالمهنية باعتباره الجيش الوطني، وأن تعطي الحكومة الأولوية لحماية المدنيين.
بيان من حركة مشار
بدورها اعتبرت الحركة الشعبية بقيادة ريك مشار، أن الاجراء الذي قام به رئيس هيئة أركان الجيش الفريق أول بول نانق، باحتجاز غير قانوني لنائب رئيس هيئة الأركان الفريق غابرييل دوب لام، يعدّ انتهاكا لاتفاقية السلام المنشطة.
وقالت الحركة في بيانها أن رئيس هيئة أركان الجيش هو الذي اعتقل نائبه ويعد هذا الاحتجاز غير قانوني بحسب تعبير البيان .
وعبر البيان عن قلق الشريك الرئيسي في الحكومة الانتقالية بشأن الانتشار الكثيف لقوات الجيش حول مقر إقامة رئيس الحركة والنائب الأول لرئيس الجمهورية الدكتور ريك مشار،
مؤكداً أن هذه الإجراءات يقوض الثقة بين الأطراف ويعرض الجهود الرامية إلى تهدئة العنف الحالي الذي اندلع في مقاطعة ناصر بولاية أعالي النيل للخطر .
داعياً جميع الأطراف إلى مواصلة الجهود لضمان إنهاء العنف في ولاية أعالي النيل ، وتدخل ضامني الاتفاق المنشط لتجنب عودة العنف إلى نطاق واسع.
إجتماع رئاسي
وكانت مؤسسة رئاسة الجمهورية في جنوب السودان، قد عقدت امس الأول الاثنين ، اجتماعا رفيع المستوى برئاسة الرئيس سلفاكير، في محاولة لتهدئة التوترات الأمنية المتصاعدة في مقاطعة الناصر بولاية أعالي النيل وولاية غرب الاستوائية.
وحضر الاجتماع الموسع، النائب الأول للرئيس الدكتور رياك مشار، ونائب الرئيس للشؤون الاقتصادية الدكتور بنجامين بول ميل، ونائب الرئيس لشؤون الخدمات جوزفين لاقو، وقادة الأحزاب السياسية المختلفة.
واتفق القادة على أن جنود قوات دفاع شعب جنوب السودان، الذين في طريقهم إلى مقاطعة الناصر يجب أن يستمروا دون توقف، وأن الهدف من القوات هو استبدال القوات القديمة المتمركزة في المنطقة”.
وقال مايكل مكوي، وزير الإعلام لوسائل الإعلام عقب الاجتماع، إن القادة ملتزمون بالوحدة الوطنية. وتابع “اتفق القادة على التعاون من أجل الأمة”.
من جانبه جدد فوت كانق، وزير النفط وهو عضو بارز بالحركة الشعبية المعارضة، هذا النداء. وحث السكان على ضمان وصول القوات إلى ثكناتهم في الناصر دون وقوع حوادث، مؤكداً على الحاجة إلى جهود جماعية للحفاظ على السلام.
وكان الوضع الأمني في مقاطعة الناصر، غير مستقر بالفعل منذ منتصف فبراير، في أعقاب الاشتباكات بين قوات دفاع شعب جنوب السودان، والمدنيين المسلحين “الجيش الأبيض”. وقد تصاعدت التوترات بعد أن قررت الحكومة إرسال قوات حكومية إلى المنطقة بينهم قوات أقوليك بقيادة الجنرال جونسون أولونج.
ورفض السكان المحليين، وطالبوا بإرسال القوات المشتركة للحكومة الوطنية الانتقالية بموجب الاتفاقية السلام. وقد أرجع السكان مخاوفهم إلى أن القوة العسكرية قادمة لنزع السلاح.
توترات
وتشهد دولة الجنوب توترات أمنية في عدد من المدن.
وليس الناصر وحدها ففي ولاية غرب الاستوائية، تصاعدت حالة انعدام الأمن، منذ قرار إقالة حاكم الولاية الفريد فوتويو من منصبه.
وفشل إجتماع الرئاسة في جوبا في حسم التوترات وخفض التصعيد.