بأمر الشعب…
اعلاميون وفنانون خارج (الوجدان السوداني)..!!
الكرامة:احمد دندش
الحروب دائماً ماتخلف العديد من التأثيرات السالبة في مختلف المجالات، حتى المجال الفني والاعلامي، والذي يتأثر بشكل كبير جداً بالحروب، فالفن كان وسيظل جزءا لايتجزأ من المجتمعات، يتأثر بما تتأثر به وينال نصيباً وافراً سواء من السلبيات او حتى الايجابيات- إن وجدت-.
(1)
عقب الحرب التي دخلت في عامها الثاني في السودان، فقد عدد كبير من الفنانين والاعلاميين الذين كانوا ملء السمع والبصر قبل الحرب مواقعهم، ليس هذا وحسب، بل فقد بعض حتى (بريق النجومية) الذي كان يحيط بهم سابقاً، وتحولوا اليوم في البلدان التي يتواجدون فيها الى مجرد فنانين معروفين، يلتقيهم السودانيون في الشوارع، وربما توقفوا او لم يتوقفوا عندهم، وذلك امر صعب وقاسي على اولئك الفنانين والاعلاميين الذين كانت تتم مطاردتهم في شوارع الخرطوم قبل الحرب من اجل التقاط صور تذكارية.
(2)
اولى الفنانات اللواتي فقدن بريق النجومية كانت نانسي عجاج، والتي فقدت بريق نجوميتها بسبب ضعف موقفها في الحرب وعدم دعمها للجيش، متعللة بأنها تدعم السلام وليس الحرب، وهي طبعاً (شماعة) لجأ لها عدد من الفنانين الذين يرفضون المجاهرة بدعم الجيش
نانسي عجاج كانت قبل الحرب من اهم الفنانات الجماهيريات، حيث كانت حفلاتها تسجل اعلى معدلات الحضور والارباح، مما جعلها من الفنانات المرغوبات وبشدة من شركات تنظيم الحفلات والتي كانت تتسابق لكسب ودها وتوقيع اتفاق معها.
فقدان نانسي عجاج لبريق نجوميتها للاسف جاء بسبب استياء السودانيين منها والذين كانوا يتوقعون ان تقف الى جانب الشعب في خياره الذي اختاره وهو الوقوف خلف قوات الشعب المسلحة، لكنها اختارت (الحياد) في معركة لاتعرف الحياد على الاطلاق.
اخيراً، ستجد نانسي عجاج نفسها في موقف صعب للغاية عقب نهاية هذه الحرب والعودة للسودان، فهي ستضطر بلاشك للبحث عن مؤطي قدم جديد لها في السودان الجديد، وهو امر اعتقد انه صعب للغاية خصوصاً مع تصنيف الشعب للمطربين مؤخراً.
(3)
فنان الراب(حليم) ايضاً احد الفنانين الذين فقدوا تماما بريق النجومية في دواخل الشعب السوداني وذلك عقب التصرف المشين الذي قام به وهو يقتلع “تيشيرت” الشهيدين مكاوي ومحمد صديق من احد الشباب الحضور خلال حفلته، قبل ان تضج الميديا بالشتائم عليه ليخرج في تبرير فطير ومضحك كان من الافضل الا يقوم به.
حليم قبل الحرب كان يتربع على عرش فناني الراب وكان يحظى بمحبة غير عادية خصوصا من جمهور الشباب الذين كانوا يدعمونه ويدخلون حفلاته بشكل راتب،مما مكنه من ان يحتل موقع مميز في مقدمة اعلى فناني الراب اجراً لكنه بذلك التصرف الاخرق فقد كل شئ.
(4)
الاعلامية تسابيح مبارك خاطر تربعت على قائمة اكثر الاعلاميات السودانيات اللائي فقدن كل اراضيهن داخل السودان وذلك بسبب مواقفها العدائية الواضحة للجيش ومحاولاتها المستمرة في تغبيش المعلومات الواردة من ميدان الحرب ودعم المليشيا.
تسابيح فقدت جزءا من اراضيها قبل سنوات مضت وذلك عقب أزمتها الكبيرة مع والدها الاعلامي الكبير مبارك خاطر، لكنها استطاعت ان تتجاوز تلك المشكلة وتعود للعمل ويعود الجمهور لتقبلها من جديد، لكن بعدما بدر منها في الحرب اعلن الكثيرون مقاطعتهم لها والامتناع عن دعم مسيرتها الاعلامية..
(5)
عدد من الناشطين والمنضوين تحت لواء الاعلام الشعبي المساند للقوات المسلحة تحدثوا في عدد من اللايفات عن الفنانين ومواقفهم في الحرب، ومن بينهم المؤثر الشرطي ود المصطفى والذي افرد للفنانين والاعلاميين مساحات واسعة عبر لايفاته، حيث تحدث عن الفنانين الداعمين للجيش، كما تحدث عن الفنانين الذين لن يجدوا اي مساحة في السودان بعد انتصار الجيش،وذكر ود المصطفى صراحة عددا من الاسماء بينهم منتصر هلالية ورؤى محمد نعيم واحمد الجقر والاعلامية اروى خوجلي واخرين واخريات، وتحدث ود المصطفى ان تلك الاسماء وغيرها لن تجد اي مؤطي قدم في السودان عقب الحرب،مؤكداً انه لايشترط ان تكون الاسماء التي ذكرها متواطئة او داعمه للمليشيا، لكن مجرد (الحياد) الذي تمارسه كفيل بان يدفعها خارج اسوار الوجدان السوداني، لان المعركة معركة كرامة وطن وشعب لايجدي فيها الحياد.
(6)
بالمقابل، رفض عدد من المتابعين محاولات (تخوين) الاعلاميين او الفنانين، مؤكدين ان الامر لايحتاج لافراد اي مساحات لمثل اولئك، لانهم سيتساقطون لوحدهم بعد الحرب وذلك بعد ان لايجدوا من يقف خلفهم ويدعمهم، مشيرين الى ان محاولات تسليط الضؤ عليهم ربما تجعلهم ابطالاً عند البعض وربما اكسبتهم تعاطف اخرين وهو الامر المرفوض.
(7)
عدد ممن استطلعتهم (الكرامة) حول الموضوع اشاروا لنقطة مهمة وهي ان بعض الاعلاميين والفنانين يعيشون في دول داعمة للمليشيا، وذلك قد يجعلهم يمارسون الحياد غصباً عنهم، لكن جزء من المستطلعين رفضوا النظر من تلك الزاوية، مشيرين الى ان الدول التي تدعم المليشيا هي حتى الان ترفض الاعتراف بدعمها للمليشيا مما يجعلها حذرة من ابعاد اي مواطن سوداني يساند الجيش وذلك حتى لاتثبت تهمة دعمها للمليشيا، وبين هذا وذاك يظل ملف الفنانين والاعلاميين مفتوحاً لحين اشعار آخر.!