بعضها افلت من المضادات الارضية للجيش… المُسيَّرات.. سلاح الانتقام

بعضها افلت من المضادات الارضية للجيش…

المُسيَّرات.. سلاح الانتقام

قصف المواطنين الأبرياء، واستهداف البنية التحتية بالبلاد..

إحباط وسط المواطنين، ومطالبة الجيش بسرعة حسم الميليشيا..

الإمارات تدرب 300 ميليشي على المُسيَّرات قبل إرسالهم إلى السودان..

البرهان: قريباً لن تسمعوا بالمُسيَّرات تقصف المرافق الخدمية والمدنية..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
حالة من الحزن والإحباط وخيبة الأمل تضرب السودانيين في الداخل والخارج، جراء الأسلوب الجديد الذي نحت إليه ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومن ورائها دويلة الإمارات الشريرة، بانتهاج حرب المُسيَّرات بعيدة المدى واستهداف المواطنين الأبرياء والعزل وتسوية جثثهم مع الأنقاض على شاكلة ما حدث في معسكر زمزم للنازحين، وفي بعض المواقع الحيوية بمدينة الدامر حاضرة ولاية نهر النيل مؤخراً، هذا فضلاً عن التدمير الممنهج للبنيات التحتية بضرب شبكات الكهرباء في السدود ومحطات التوليد، الأمر الذي جعل الكثير من مدن السودان تعيش تحت وطأة إظلام دامس، تأثرت معه معظم الخدمات الأساسية للمواطنين وفي مقدمتها الخدمات الصحية، وخدمات المياه.

انتصارات متلاحقة:
وحققت القوات المسلحة والقوات المساندة خلال الشهرين الماضيين انتصارات ساحقة ومتلاحقة على ميليشيا الدعم السريع وانتزعت بموجب ذلك العاصمة الخرطوم، والمدن الكبرى التي كانت تسيطر عليها ميليشيا آل دقلو في ولايات الجزيرة، وسنار، والنيل الأبيض، الأمر الذي دفعها إلى الهروب غرباً والاحتماء ببعض حواضنها الاجتماعية في ولايات كردفان ودارفور، حيث ينتظر ميليشيا الدعم السريع صيفٌ ساخنٌ من العمليات على خلفية اعتزام القوات المسلحة تطهير كردفان ودارفور من دنس الميليشيا، حيث بدأت عمليات متحرك الشهيد الصيَّاد تؤتي ثمارها في العديد من المناطق في كردفان، مسنودة بتحركات مماثلة لقوات درع السودان بقيادة أبوعاقلة هيكل، ومتحركات أخرى من الفرقة العاشرة مشاة أبوجبيهة، والفرقة 14 مشاة كادقلي، بالإضافة إلى الفرقة 22 مشاة بابنوسة، حيث حققت هذه المتحركات انتصارات كبيرة على ميليشيا الدعم السريع في عدة محاور بكردفان، الأمر الذي دفعها إلى إعمال هذه الاستراتيجية الجديدة بإعلان حرب المُسيَّرات من على البعد باستهداف المواطنين والأعيان المدنية وضرب المواقع التي تقدم خدماتها الأساسية للمواطنين، الأمر الذي خلّف خسائر كبيرة في الأرواح والأنفس والممتلكات هذا فضلاً عن التدمير الذي لحق البنية التحتية، وما زاد طين أوجاع المواطنين بلة، أن الكثير من مُسيَّرات المتمردين أفلتت من عيون المضادات الأرضية للجيش، الأمر الذي أثار عدة تساؤلات بشأن طبيعة هذه المُسيَّرات القادرة على إصابة أهدافها رغم وجود أجهزة الرصد والتشويش التابعة للجيش، والتي كانت قد نجحت في الكثير من المواقف السابقة في التعامل مع هذه المُسيَّرات وتدميرها قبل الوصول إلى هدفها.

حنكة ووعي:
وبحنكته وقراءاته الواعية لما يعتمل في نفوس المواطنين من مخاوف وأحزان، فقد تعهد رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بالاقتصاص للشهداء، وتوعد ميليشيا الدعم السريع بدفع الثمن غالياً لتطاولها على قتل السودانيين، وقال البرهان الذي كان يخاطب يوم أمس السبت حفل تدشين مبادرة “عافية وطن” لدعم المتضررين من الحرب، قال ” قريباً لن تسمعوا بالمسيرات” مجدداً عزم القوات المسلحة والقوات المساندة لها على “اقتلاع ميليشيا الدعم السريع”، وأكد البرهان أن القوات المسلحة انتقلت من الدفاع إلى الهجوم، وأن المقاتلين في كل مكان يصطفون لتحرير البلاد شبراً شبراً، وأن الأمور تسير بصورة مثالية وفق ما خطط لها، مطالباً السودانيين بالصبر.

خطاب موفَّق:
وأثنى الجنرال والخبير العسكري دكتور معاوية علي عوض الله على حديث البرهان الذي وصفه بالموفَّق، وقال إنه تنزل برداً وسلاماً على أفئدة وقلوب المواطنين الذين عاشوا أياماً صعبة من الإحباط والأوجاع والأحزان جراء تكثييف ميليشيا الدعم السريع هجماتها عبر الطائرات المُسيَّرة خلال اليومين الماضيين، باستهداف المواطنين، والأعيان المدنية، وحتى بعض مواقع الجيش، مبيناً أن هذه الهجمات البربرية لميليشيا آل دقلو ليست سوى فرفرة مذبوح ومحاولة انتقامية بائسة تعكس حالة اليأس التي باتت تضرب المتمردين بعد هزائمهم الساحقة في محاور وجبهات القتال التي فرض فيها الجيش كلمته، وهو أمر أدى إلى فشل الميليشيا في إسقاط مدينة الفاشر التي كانوا يخططون أن تكون “مسقط رأس” فكرتهم المجنونة القاضية بتشكيل حكومتهم الموازية، وأكد الجنرال معاوية دانيال أن رسالات التطمين التي وردت بين ثنايا خطاب الفريق البرهان تؤكد أن الجيش يعمل وفق استراتيجية واعية بخطورة المرحلة ومتطلباتها الأمنية والعسكرية، وأن البرهان طالما تعهد بألا يسمع المواطنون قريباً بالمُسيَّرات فإن ذلك سيكون ماثلاً في القريب العاجل، مؤكداً أن الجيش الذي استطاع سحق الميليشيا ودحرها وضرب قوتها الصلبة وطردها من الخرطوم لتهيم على وجهها في الفيافي والصحاري، لقادرٌ على إيقاف مُسيَّراتها حتى لو كانت تنطلق من داخل قصر بن زايد في أبوظبي.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر تبقى قضية إنهاء حرب مُسيَّرات الميليشيا، مطلباً جماهيرياً ملحاً لما ظلت تعكسه هذه المُسيّرات من تأثيرات نفسية على المواطنين الذين استبشروا خيراً بانتصارات القوات المسلحة والقوات المساندة لها، والتي أدت إلى هروب الميليشيا الإرهابية من العاصمة الخرطوم والمدن الكبرى في الولايات التي كانت تسيطر عليها في بواكير الحرب، ويبدو القادم أسوأ في ظل تدريب الإمارات 300 من عناصر الميليشيا تمهيداً لنقلهم إلى السودان والاستمرار في حرب المُسيَّرات، وكأني أراهم قد أمنوا مكر الله، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.