تصاعدت وتيرتها لشق صف القوى الداعمة للجيش.. “الشائعات والتزوير” .. سلاح الجنجويد الجديد

تصاعدت وتيرتها لشق صف القوى الداعمة للجيش..

“الشائعات والتزوير” .. سلاح الجنجويد الجديد

المليشيا تسعى لإرباك الرأي العام بعد خسائرها الميدانية

العدل والمساواة: الخطاب المنسوب لجبريل إبراهيم مزور ..

محافظ مشروع الجزيرة: لا علاقة للمشروع بوزارة المالية منذ 2014

محللون: حرب الشائعات يقودها تدخل استخباراتي إقليمي ..

حملات تستهدف الإسلاميين ودرع السودان والعدل والمساواة …

عمار العركي: وعي “قيادة العدل والمساواة” أفشل مخطط المليشيا

استغلال تصريحات مناوي الأخيرة لإحداث شرخ بين القوات المشتركة

الكرامة: هبة محمود

تداولت الأوساط السياسية والمجتمعية مساء أمس الأول بيان نفي وتكذيب من قبل حركة العدل والمساواة السودانية، رداً على خطاب اعتذار قالت إنه مزور، نسب لرئيس الحركة د. جبريل إبراهيم، ويعتذر فيه لقائد درع السودان أبو عاقلة كيكل عن مقال مسيء نشر على الموقع الرسمي للحركة،وأكدت الحركة في بيانها أن الخطاب مزور ولا أساس له من الصحة، مشيرة إلى أن المقال مثار الحديث رأي شخصي يعبر عن كاتبه ،وعلى الرغم من توتر العلاقة بين د. جبريل إبراهيم وكيكل مؤخراً بسبب مشروع الجزيرة وانتقاداته لوزارة المالية لرفع يدها عن المشروع وتوقف الدعم المالي له، إلا أنه وفق مراقبين، فإن الأمر لا يرقى إلى خلاف بالشكل المطروح حالياً، سيما في ظل توضيح محافظ مشروع الجزيرة المهندس إبراهيم مصطفى، الذي أكد أن المشروع، بموجب القوانين السارية لسنة 2014، ليست لديه أي ارتباطات أو حقوق لدى وزارة المالية الاتحادية أو أي بنود في الميزانية.
وقال المحافظ في توضيح صحفي: “بالرغم من ذلك ظلت المالية تدعم المشروع في توطين زراعة التقاوي وفي بنود التنمية والإعفاءات الجمركية وسير دولاب العمل، تقديراً للظروف القاهرة التي تعرض لها المشروع، وتساعد الآن في تقييم الأضرار الناجمة عن الحرب لإعادة الإعمار.”،ليبقى السؤال قائماً: من الذي يؤجج الخلاف بين القوى الداعمة للجيش؟

تأجيج الخلافات
واتهمت حركة العدل والمساواة مليشيا الدعم السريع بالتزوير لإحداث ربكة في الرأي العام وتشويه الحقائق ،وقالت الحركة في بيانها إن التزوير هو منهج تتبعه مليشيا الدعم السريع بهدف إرباك الرأي العام، داعية وسائل الإعلام والجمهور إلى التحقق من أي أخبار أو بيانات تنسب إلى الحركة عبر قنواتها الرسمية المعتمدة، وعلى رأسها الموقع الإلكتروني وحسابات الحركة الموثقة على منصات التواصل الاجتماعي.
لكن في مقابل ذلك، يرى محللون سياسيون أن الأمر أكبر من مليشيا الدعم السريع ومن مقدراتها، معتبرين أن ما يحدث هو حرب إشاعات تقودها أجهزة مخابرات دول إقليمية تسعى لإحداث وقيعة بين الحركات والمجموعات الداعمة للقوات المسلحة السودانية.

حرب استخباراتية
وبحسب مدير مركز الراصد للدراسات الاستراتيجية، د. الفاتح محجوب، فإن ما يجري من تزوير بيانات باسم حركة العدل والمساواة هو مجهود يتجاوز قدرات الدعم السريع وحاضنته السياسية،ولفت في حديثه لـ”الكرامة” إلى أن التدخل الدولي في الشأن السوداني يتحكم في المشهد ويهدد أمن واستقرار الدولة، مؤكداً أن الحملات تستهدف الإسلاميين وقوات درع السودان وحركة العدل والمساواة بهدف إحداث فتنة وانشقاق بين المجموعات المتعاونة مع الجيش.
ويرى محجوب أن الحملات تدار بذكاء، بدأت بخطاب مزور استهدف الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، واستُغلت بعدها تصريحات كيكل حول مشروع الجزيرة.
وأضاف: “لم يصدر بيان إساءة رسمي من قبل العدل والمساواة حتى يخرج بيان اعتذار.”،وتابع: “هذه حرب استخباراتية ذات مستوى عالٍ، تقوم على نهج منسق ومرتب، ومن المتوقع أن يزداد هذا النوع من البيانات المزورة لإحداث بلبلة ووقيعة.”

السلاح الجديد
وعلى ذات النسق، يرى متابعون أن مليشيا الدعم السريع، عقب خسائرها أمام الجيش، باتت تستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لإحداث فتنة،واعتبر كثيرون أن حركة العدل والمساواة بتوجيه أصابع الاتهام إليها مباشرة بالتزوير وإحداث ربكة في الرأي العام، قد فوتت الفرصة على المليشيا.
وتسعى مليشيا الدعم السريع عقب تحرير الخرطوم لفك الارتباط بين الجيش والقوة المشتركة بأي وسيلة، لتحقيق هدفها في الاستيلاء على الفاشر، من خلال تكثيف الهجمات، إفراغ معسكر زمزم، وتخوين القوات المسلحة باتهامها ببيع الفاشر ،وفي ظل تفويت الفرصة عليها، تبدأ وفق معطيات المشهد العام حرباً من نوع آخر وهي حرب الشائعات.

إفشال المقاومة
وفي غضون ذلك، يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عمار العركي أن القيادة داخل حركة العدل والمساواة على درجة عالية من الوعي ولم ينطلِ عليها المخطط الإعلامي عبر حرب البيانات.
وأشار العركي في إفادته لـ”الكرامة” إلى أن المليشيا تقود حملة موجهة لإفشال المقاومة في الفاشر، وفك الخناق عنها، وإعاقة الحشود العسكرية، مؤكداً أن المليشيا ترى ضرورة إحداث شرخ بين القوة المشتركة والقوات المسلحة، مستغلةً عدة معطيات، في مقدمتها تصريحات حاكم الإقليم مناوي الأخيرة حول التأخر في فك حصار الفاشر.
وتابع: “لكن رغم ذلك، فإن ما حدث لا يمنع وجود تيار غاضب داخل حركة العدل والمساواة، إلا أن القيادة على قدر عالٍ من الوعي.”