من أساطير المقاومة في معركة الكرامة … العمدة صالح كوري.. صرع المليشيا “بالنشاب”

من أساطير المقاومة في معركة الكرامة …

العمدة صالح كوري.. صرع المليشيا “بالنشاب”

من “أعواد” الحطب صنع سلاح قنص “المتمردين”

جيّش الشباب وقاد شرارة المقاومة بسنار

أصطادوا بسهامهم أعناق “الجنجويد” في مواجهة المدافع ..

تكتيك “العمدة” البسيط غيّر المعادلة وأرعب الجنجويد

التقى البرهان وأعلن ملاحقة التمرد في دارفور بمتحرك “دانفوديو”

تقرير :أشرف إبراهيم

تظل لمعركة الكرامة الوطنية الكثير من القصص والبطولات منها ما ذكر ومالم يذكر، ومن أبطال معركة الكرامة المنسيين والذين لم يجدوا حظهم في التداول الإعلامي “العمدة” صالح كوري، الرجل الذي صرع المليشيا المتمردة بالنشاب والآلات البدائية في ولاية سنار محدثاً فيها الكثير من الخسائر، وكان واحداً من الذين أوقدوا جزوة المقاومة الشعبية بولاية سنار وكان ملهماً لكل القرى في وسط البلاد لتحذو حذوه في الإستنفار والمقاومة.
لقاء البرهان
خرج العمدة صالح إلى فضاء الإعلام لأول مرة الاسبوع الماضي لدى لقائه رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ضمن وفد الهيئة العليا لإسناد متحرك عثمان دانفوديو المتوجه الى دارفور لمساندة القوات المسلحة في ردع المليشيا المتمردة وطردها من مدن وقرى دارفور
وقال رئيس الهيئة العليا عندما أدركنا إن البلاد تواجه المخاطر والتحديات تنادينا كأبناء الفولاني للوقوف خلف القوات المسلحة لصون وحدة السودان واستقراره وسلامة أراضيه وأمنه.
مؤكداً حرصهم على التصدي لمليشيا آل دقلو والقضاء عليها وتحرير كل شبر دنسه العملاء والمرتزقة.
مقاومة أسطورية .
مافعله العمدة صالح والشباب الذين استنفروا معه حسب شهود عيان كان عملاً أسطورياً، فقد واجهوا آلة الموت الجنجويدية المدعومة بالعربات القتالية الحاملة للمدافع والدوشكات “بنشاب” صنع من أعواد الحطب وأعملوا سهامهم في أعناق “الجنجويد” والقوا بهم في أتون الموت والرعب دون معرفة مصدر الخطر المجهول لهم.
“حرب القش”
وحسب الروايات المتداولة فقد أطلق جنود المليشيا على عمليات العمدة صالح “حرب القش” وقال أحدهم سمعنا بحرب الطيران ولكن لم نسمع “بحرب القش” وهي لم تكن إلا السهام التي واجههم بها العمدة صالح ومقاتلو الفولاني بقرى سنار ،
وأكد خبراء إن قوات العمدة صالح كوري كانت تستخدم النشاب ليس فقط بسبب نقص في الذخيرة وعدم تكافؤ السلاح مع المليشيات وإنما وكانت جزءً من التكتيك القتالي عندهم حيث كان للنشاب دور في القتال كسلاح بلا صوت يستخدم في القنص وفي “الكمائن”.
شرارة المقاومة
بعد إجتياح المليشيا المتمردة لمدينة سنجة و الدندر وإنتشارها جنوباً وشرقاً وقيامها بنهب القرى في مناطق الدندر والرهد وحتى تخوم ولاية النيل الأزرق حيث كانت منطقة واسعة ومفتوحة، تكاثرت جرائم المليشيا وبدأت مقاومة العمدة صالح كوري وغيّرت المعادلة في المنطقة، ووجد المتمردين أنفسهم أمام قوة ربما لم يتوقعونها، تفزع وتهجم وتتسلل وتطارد، وساهمت في طردهم وتطهير المنطقة وتأمينها.

الفزع الأول

ووفقاً لرواية شهود عيان كانت أول عملية مقاومة تقوم بها قوات العمدة في قرية دبركي جنوب سنار، حيث وصلت قوة صغيرة من قوات العمدة وانضم لها مواطنين مسلحين من القرية وقع اشتباك وشهداء من المواطنين وتم قتل المتمردين الذين هاجموا القرية لم يخرج من المتمردين سوى ثلاثة فقط تمكنوا من الفرار.
الموت على ضفة النهر

وأكد شهود أنه في أعقاب سقوط سنجة والسوكي والدندر ونزوح الآلاف ومن لم ينزحوا في مناطق الرهد والحواتة كانوا قد حزموا أمتعتهم استعدادا للنزوح، ونقلوا أموالهم وأسرهم وعرباتهم إلى مناطق أخرى ، قدم العمدة بقوة صغيرة وثلاثة بنادق والبقية يحملون “نشابات” عبر العمدة صالح نهر الرهد إلى الضفة الأخرى بلا سيارات وبذخيرة محدودة وفي الضفة الأخرى توجد عربات لمواطنين هربوا من الدندر وتركوها لأنهم وجدوا النهر ممتلئ ونجوا بأنفسهم، وجاء المتمردين لأخذ العربات ووجدوا الموت في انتظارهم وانقذ العمدة العربات. ومن هنا بدأت رحلة مقاومة طويلة للتمرد من مناطق نائية بعيدة معزولة بظروف الطبيعة والخريف والأمطار والخيران انتهت بمطاردتهم حتى الدندر .
معارك عديدة دارت في قرى غير معروفة مثل “دبركي”، “أم بقرة”، “عبد البنات” ، “الدليبة”، “منوفلي”، “حلة بلة” وغيرها، وصولا إلى “كامراب” وفي “كامراب” تم قتل وأسر العديد وهرب من هرب.

تأثير وإرادة

ويقول الخبير العسكري العميد معاش عبد الله إسماعيل في تعليقه ل(الكرامة )، بأن مافعله العمدة صالح ومجموعته بالحسابات العسكرية كان غير ممكناً لفارق القوة وإنعدام المقارنة مع المعدات العسكرية التي كان يمتلكها التمرد.
وأشار إسماعيل إلى أن الإرادة والتأثير وروح المقاومة كان لها مفعول السحر في تحقيق نتائج ميدانية مذهلة.
ويمضي إسماعيل إلى أن الطريقة التي اتبعها العمدة كوري كانت مرهقة للتمرد حيث كان يتسلل من مناطق غير مرئية ويواجه بسلاح غير معهود لهم، فضلاً عن تخيره لمناطق يعرفها أكثر منهم وينتخب المجموعات المعزولة وهذه نزعة تكتيك فطري ساعدته في إحداث إختراق كبير .
الطريق إلى دارفور.
العمدة صالح أعلن العزم بالتوجه إلى دارفور ولكن هذه المرة بقوات أكبر حجماً وتسليحاً أطلق عليها “متحرك دانفوديو”، ويتوقع أن تلتحق بالمعارك التي تدور هناك قريباً لتساهم في تحرير المدن التي يحتلها التمرد في دارفور.