ياسر عائس يكتب :الرهان الخاسر !!

وهج الحروف
الرهان الخاسر !!
أدركت فرنسا بعد فوات الأوان أن تعويلها على المليشيات المتمردة كان رهانا على جواد خاسر ، فالصراع حول الموارد في القارة السمراء بات هو الموجه الأساسي للسياسات الغربية في المنطقة بعد أن نضبت بقية الموارد وبات ما في باطن الأرض هو السلاح القادم لتشكيل العالم الجديد .
حاولت فرنسا رفع يدها عن السودان و أرادات من تشاد ان تغل يدها أيضا بعد نحو عامين من حرب إمتدت لتشمل غالبية الأراضي السودانية.
تسابق فرنسا الوقت قبل إستلام ترامب مقاليد الحكم في يناير القادم ، وذلك لتشكيل وعي جديد ورسم صورة مغايرك للقارة العجوز وكما هو معلوم فإن ترامب منكفئ على الداخل الأمريكي ومثقل بحمولة الناخبين الذين يرون في المساهمات العسكرية الأمريكية في أوروبا والشرق الأوسط إهدارا للموارد وعلى حساب دافع الضرائب .
وسبق لترامب أن طالب أوروبا بالتفكير في أسس دفاعية جديدة لحماية أراضيها والكف عن الإعتماد الكلى على واشنطن،، وهو ما حرك فرنسا إنابة عن أوروبا لإيقاف الحرب على السودان لثقتهم التامة أن وصول ترامب للبيت الأبيض يعني تغيير موازين ومعادلات اللعبة ، وسينشط بكل جبروته لإيقاف الحروب ومنها السودان وفلسطين وأوكرانيا وسوريا ، وتخفيف حدة التوتر بين الغرب وإيران.
أما على مستوى الإقليم فالسودان لا يجد دعما ولا إسنادا من المنظمات ، وقد إنفض قبل أيام إجتماع قمة التعاون الخليجي والتي خلا بيانها الختامي من مجرد ذكر إسم السودان… نعم نحن لسنا أعضاء في التجمع الإقليمي ولكن على الأقل تجمعنا اواصر الدين واللغة والجوار والمصير المشترك.
وقبلها لم تقدم الجامعة العربية دعما للسودان ممثلا في قواته المسلحة وقيادته الشرعية التي تحظى بإلتفاف الشعب لحسم معركة التمرد… بل ظلت هذه الواجهات الكرتونية تساوي بين الجاني والضحية ولا تسمي ما حدث بأنه محاولة للإستيلاء على السلطة بإنقلاب ولا تعتبر ما تقوم به المليشيات تمردا على الجيش… هذا هو التطفيف وإختلال موازين العدل والقياس ، وينبغي على السودان بعد نهاية الحرب التي في خواتيمها إعادة تشكيل وهندسة علاقاته في المحيط بالتركيز على القاهرة وأسمرا فقط بعد أن كشفت الحرب زيف الإدعاءات وكذب الأنظمة التي تأتيها القرارات والمواقف من وراء البحار.
طبقت مصر حرفيا حسن الجوار وقرنت اقولها بالأفعال بسلسلة من المواقف لا حصر لها وختمتها بزيارة وزير خارجيتها للسودان وهى الأولى لمسؤول عربي وأفريقيا رفيع للسودان.
تقترب حرب التمرد من إكمال عامين ولا تزال مساهمات بعض الدول التي كنا نظنها شقيقة وصديقة تنحصر في تقديم البطاطين والأغذية والخيام وهو واجب ضعيف ودور هامشي شعر معه شعب السودان بمرارة الخذلان.
يجب أن يكون الرهان مستقبلا على علاقات متوازية وعلى قدم المساواة… فما بعد الحرب ليس كما قبلها…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top