تغريدته حول من اشعل الحرب اثارت موجة من السخرية..
مبارك الفاضل … التغريد خارج السرب
تقرير:ضياء الدين سليمان
القاصي والداني يعلم أن اىمليشيا هي من اشعلت الحرب في السودان
وفي بدايات الإنقاذ كان اشرس المعارضين ثم صار مساعداً للبشير.
عارض النميري قبل أن يجري مع ذات النظام مصالحة وطنية شاملة…
قفز من مركب الانقاذ حينما إشتدت المظاهرات على التى اطاحت بالنظام ..
أكد موت حميدتي و عاد للحديث عن التفاوض مع الدعم السريع..
*تقرير : ضياء الدين سليمان*
وجد مبارك الفاضل المهدي رئيس حزب الأمة القيادي السياسي المثير للجدل وجد نفسه في موقف يحسد عليه جلب له السخرية وانتاشته سهام النقد بصورة لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تغريدته المتعلقة بهوية من اطلق الرصاصة الأولى في الحرب.
ودوّن الفاضل تغريدة على موقع (إكس) تويتر سابقاً بعد عودته من دولة الإمارات، أثارت موجة من الغضب والسخرية.
وقال “مبارك” في تغريدة على منصة “إكس”، إن قرار الهجوم على قوات الدعم السريع في المدينة الرياضية صدر من قادة إسلاميين في الجيش بأمر من قيادة الحركة الإسلامية و ممثليها “علي كرتي، وعلي عثمان محمد طه”، مطالباً بتكليف لجنة دولية للتحقيق في المسؤولية عن بدء الحرب وتحويل الجناة للمحكمة الدولية الجنائية.
وسخر البعض من تغريدة الفاضل كونه تحدث عن معلومات غير حقيقية، وأن القاصي والداني يعلم أن مليشيا الدعم السريع هي من اشعلت الحرب في السودان .
ولم يجد مبارك أدنى حداً من تعاطف المتابعين الذين انبروا في السخرية منه كون أن هذه التغريدة واحدة فقط من سلسلة تغريدات عديدة اثبت فيها مبارك الفاضل انه يغرد وحده خارج السرب فضلاً عن مواقفه المتأرجحة والتي عرف بها طوال تاريخه.
*مواقف متأرجحة*
لم يعرف الناس لمبارك الفاضل وطوال تاريخيه السياسي اي مواقف ثابتة تعبّر عن مبادئه منذ أن كان طالباً في الجامعة الأميركية ببيروت ثم انتقل إلى جامعة شيلر الأميركية فالرجل ظلت مواقفه تتقلب كيفما اتفقت مع مصالحه.
حيث يذكر التاريخ انه عارض الرئيس نميري حتى تم اتهامه من ضمن الذين قاموا بالمحاولة الانقلابية الشهيرة في 1976م قبل أن يجري مع ذات النظام مصالحة وطنية شاملة.
وفي بدايات الإنقاذ كان من اشرس المعارضين لها ثم بعد سنين صار مساعداً للرئيس البشير لكنه أقيل من منصبه، ثم اعتقل عام 2007 بتهمة تدبير محاولة انقلابية.
وفي 2010.أعلن العودة إلى حزب الأمة، وترشح للانتخابات الرئاسية ثم انسحب منها. وفي سنة 2012 خرج من السودان معارضا لحكم البشير، ومتقاربا مع الجبهة الثورية المتمردة ثم عاد ابان فترة الحوار الوطني الذي اطلقه نظام البشير ليصبح وزيراً للإستثمار ونائباً لرئيس الوزراء ثم سرعان ما قفز من مركب البشير حينما إشتدت المظاهرات على النظام الذي اطيح به في العام 2019م ليبدأ رحلة جديدة من تقلب المواقف بالتقارب تارة مع قحت والابتعاد عنها تارة أخرى.
*مواقف الحرب*
أبدى مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة مواقفاً متناقضة حيال الحرب الدائرة في السودان حيث أعلن مبارك مساندته لقوات الجيش في الأيام الأولى من الحرب من خلال ظهوره الثابت والدائم في وسائل الإعلام المحلية والعالمية وكان مبارك يؤكد في كل ظهور اعلامي له بأن الجيش تصدى لعدوان الدعم السريع المدعوم من قبل عدد من الدول مع تصنيفه للدعم السريع على أنه مليشيا ترتكب الجرائم والانتهاكات في حق الشعب السوداني ويجب دحرها بكل الوسائل حتى انه أكد في إحدى المرات على موت زعيم التمرد حميدتي في أيام الحرب الأولى وانه يعلم مكان قبره الا انه سرعان ما بدأ يتحدث عن ضرورة التفاوض مع الدعم السريع وإيقاف الحرب مع لغة ناعمة طابعها مهادن للمليشيا رغم انه كان دائماً يؤكد بأنه لا تفاوض مع الدعم السريع إلا على الاستسلام مقابل العفو وإخلاء الأحياء السكنية والمستشفيات ليفاجئ الجميع بتصريح جلب له سخرية كبيرة عن أن الإسلاميين هم من اطلق الرصاصة الأولى للحرب.
ورجحت مصادر موثوقة ان يكون موقف مبارك المفاجئ نتيجة لعدم تعيينه رئيساً للوزراء بعد وعودات تلقاها في وقت سابق من جهات نافذة في الدولة من خلال وجوده في بعض التحالفات السياسية المساندة للجيش.
*محب للسلطة*
التجارب السياسية لمبارك الفاضل التي خاضها من عمر البلاد كلها كانت تشير إلى أنه يحب السلطة ودائماً ما يسعى إليها بكل الوسائل ..
فالناظر الي تجربة مبارك يجد أنه كان ضمن الطاقم الوزاري في كل الحقب السياسي التي مرت علي السودان منذ نظام نميري وفترة الديمقراطية الثالثة التي ترأسها الراحل الصادق المهدي ووجوده على فترتين من عمر نظام الرئيس البشير.
مبارك جمع في فترة حكم ابن عمه الصادق المهدي بين وزارتين في وقت واحد، فشغل منصب وزير الصناعة ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية ثم تولى منصب الداخلية والطاقة والتعدين في وقت لاحق من ذات الحقبة علاوة على مشاركته في رسم السياسات الدفاعية والأمنية للبلاد.
وفي إطار سعيه للسلطة قاد مبارك الفاضل انشقاقا ضد حزب الأمة في عام 2000م، فترأس الحزب الجديد الذي أصبح يحمل اسم “حزب الأمة: الإصلاح والتجديد”، ثم دخل في شراكة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم آنذاك.
*زيارة غامضة للإمارات*
فوجئت الأوساط بالزيارة الغامضة التي قام بها مبارك الفاضل، إلى دولة الإمارات بدعوة من حكومة أبوظبي، حيث أثارت الزيارة جدلاً واسعاً
وانتقد الأوساط السودانية التبدل المريب في مواقف مبارك الفاضل، الذي كان داعماً للجيش، ولكنه اتجه في الآونة الأخيرة إلى انتقاده وانتقاد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان.
وربط كثير من المراقبين بين الدعوة الإماراتية لرئيس حزب الأمة، وبين هذا الانقلاب الكبير في مواقف الرجل، خصوصاً توقيت الدعوة الذي جاء بعد هجومه العنيف على قادة الجيش.
وترغب الإمارات بشكل مُلِح في توفير دعم سياسي لتحالف تأسيس الذي يتبنى تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة مليشيا الدعـ،،م السريع.
ويرى البعض أن مبارك الفاضل ربما يكون موعوداً بمنصب سياسي كبير في تلك الحكومة المزعومة، رابطين ذلك بتطلعات الرجل القديمة المتجددة لحكم السودان، التي تبدَّدت مؤخراً عقب اختيار الدكتور كامل إدريس لمنصب رئيس الوزراء، وأدائه بالفعل اليمين الدستورية أمس.
*رجل بلا ذاكرة وبلا مواقف*
ويقول الكاتب الصحفي عبدالماجد عبدالحميد مشكلة مبارك الفاضل أنه رجل بلا ذاكرة. وبلا مواقف… طيلة سنوات عمره السياسي ظل يقفز من مركب إلي مركب.. والمدهش أن كل المراكب التي يظن فيها النجاة سرعان ما تغرق.. وتتركه في منتصف اللجة.. فيبدأ مرة أخري بحثاً عن النجاة.. يتعلق بقشة!
ليس سراً أن مبارك الفاضل كان قد اتجه إلي الإمارات وعرض خدماته قبل أشهر.. وكان قبلها في بورتسودان يبحث عن موطئ قدم مع الذين يحذر منهم الآن!!
مبارك الفاضل لديه قدرة خارقة علي الوقوف في الجانب الخطأ من مسيرة المشهد السياسي.. وهذا التردد أفقده أبسط قواعد الموضوعية عند قراءة إتجاه البوصلة السياسية …
سيبقي ماقاله الإمام الراحل بحق مبارك الفاضل ماثلا كقلادة في عنق الفاضل.. قال عنه الإمام الراحل ذات يوم مبارك الفاضل (كضب المطر وأكل التيراب).