مصرع الطيار الجنوبي سامسون أوهيد في غارة جوية للجيش على مطار نيالا..
جوبا .. أسئلة العلاقة بالجنجويد
منصات جنوبية تنعي أوهيد وتؤكد مقتله خلال مهمة مع طائرة شحن كينية
الطيار كان يعمل مساعداً ضمن طاقم الطائرة التي ارسلتها الإمارات ..
مقتل أربعة ضباط إماراتيين في الغارة وسط صمت فى أبوظبي
الفرقة السادسة : تدمير طائرة شحن إماراتية كانت تنقل أسلحة للتمرد
احباط خطة لنقل عناصر من الجنجويد للتدريب العسكري بالامارات..
صحفي جنوبي: مقتل أوهيد يثبت تورط جوبا في دعم (ال دقلو)
تحقيقات مستقلة تكشف تنسيقاً عسكرياً بين الجنوب والمليشيا ..
صمت حكومة سلفاكير يثير الشكوك حول تورط منهجي في دعم الجنجويد
تقرير :رحمة عبدالمنعم
قُتل الطيار الجنوب سوداني سامسون أوهيد، الأمين العام لرابطة طياري جنوب السودان، في غارة جوية نفذها سلاح الجو استهدفت طائرة شحن عسكرية إماراتية كانت تهبط في مطار نيالا، الخاضع لسيطرة مليشيا الدعم السريع، في ولاية جنوب دارفور. الطائرة، التي كانت مسجلة في كينيا وتعمل لصالح خطوط خاصة، كانت تنقل إمدادات عسكرية ولوجستية اماراتية ضمن جسر جوي خارجي لدعم المليشيا المتمردة، وفق ما أكدته مصادر عسكرية سودانية ومواقع تحقيق مستقلة.
الطيار الجنوبي
لقي الطيار الجنوب “سوداني سامسون أوهيد” ، مصرعه في غارة جوية نفذها طيران الجيش ،السبت ، الماضي استهدفت طائرة شحن كينية كانت تنقل إمدادات إلى مليشيا الدعم السريع في مطار نيالا، الخاضع لسيطرتها بولاية جنوب دارفور ،وأفادت منصتا “جوبا برس” و”Hot in Juba” أن أوهيد كان على متن الطائرة في مهمة تعاقدية، حيث عمل مساعداً للطيار، وأن الغارة أدت إلى مقتله مع كامل طاقم الطائرة، وأثارت الحادثة موجة نعي واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في جنوب السودان، وسط صمت رسمي من حكومة جوبا بشأن ملابسات مقتل أحد أبرز الطيارين المدنيين في البلاد.
ووفقاً لمراقبين عسكريين، فإن وجود شخصية بحجم أوهيد على متن طائرة شحن عسكرية متجهة إلى منطقة حرب لا يمكن أن يكون صدفة أو مجرد نشاط تجاري ،ويشير محللون إلى أن الأمر يعكس تنسيقاً عسكرياً منظمًا يربط بين شبكات نقل الأسلحة، والمجال الجوي لجوبا، ومليشيا الجنجويد الموجودة على الأرض في دارفور، ما يطرح تساؤلات خطيرة حول مستقبل العلاقة بين الخرطوم وجوبا، في ظل تصاعد الاتهامات والقرائن.
ضياط إماراتيين
وفي السياق ذاته، أسفرت الغارة الجوية على مطار نيالا عن مقتل أربعة ضباط إماراتيين وإصابة تسعة آخرين، وفق ما أفادت مصادر ميدانية متطابقة، وذلك أثناء عملية تفريغ شحنة عسكرية كانت تُقلّها الطائرة، وبينما أصدرت وزارة الدفاع الإماراتية بيانًا مقتضبًا نعت فيه الضباط دون تحديد مكان أو طبيعة المهمة، أظهرت تحقيقات ميدانية وتقارير مستقلة أن الضباط كانوا ضمن بعثة لوجستية عسكرية إماراتية تدعم مليشيا الدعم السريع، الأمر الذي يؤكد ضلوع أبوظبي في العمليات العسكرية الدائرة في السودان،،
وفي أعقاب العملية، أصدرت الفرقة السادسة مشاة – في الفاشر – بيانًا رسميًا أكدت فيه أن الغارة الجوية استهدفت طائرة شحن إماراتية من طراز بوينج، كانت تحمل إمدادات عسكرية ولوجستية، تشمل أسلحة وذخائر وطائرات مسيّرة انتحارية واستراتيجية، لصالح مليشيا الدعم السريع.
وأوضح البيان أن القصف أدى إلى مقتل عدد من الأجانب وإصابة آخرين، نُقلوا لاحقًا إلى المستشفى التركي ومستشفى الشرطة بمدينة نيالا، فيما جرى منع دخول المدنيين إلى تلك المرافق لدواعٍ أمنية، وأضافت الفرقة أن العملية العسكرية أحبطت خطة لنقل قوة إضافية من عناصر الدعم السريع إلى دولة الإمارات لتلقّي تدريبات عسكرية، مشيرة إلى تحييد نحو 150 من عناصر المليشيا خلال الضربة.
تورط جوبا
واعاد مقتل الطيار سامسون أوهيد، وهو شخصية بارزة في قطاع الطيران بجنوب السودان إلى الواجهة تساؤلات قديمة حول الدور الإقليمي المتنامي لجوبا في دعم مليشيا الدعم السريع، وقال الصحفي الجنوبي لام دينق نوت شول في صفحته على موقع (الفيسبوك ) إن “أوهيد “لم يكن مجرد طيار مدني؛ بل كان شخصية تنظيمية في قلب مؤسسة الطيران في جوبا”، مشيراً إلى أن مقتله على متن طائرة عسكرية تنقل ذخائر إلى المتمردين في نيالا “يؤكد ضلوع جهات نافذة في جنوب السودان في التنسيق مع المليشيا”.
وأضاف شول أن صمت حكومة سلفاكير تجاه هذه الحادثة المأساوية وتجاه تقارير عديدة توثق عبور الدعم عبر أراضيها، يثبت وجود سياسة منهجية لدعم الفوضى في السودان، مؤكداً أن الأدلة تتعدى التكهنات لتصبح وقائع دامغة، موثقة بشهادات ضحايا، وصور الأقمار الصناعية، وتوقيتات العمليات العسكرية.
صمت رسمي
وتشير دلالات مقتل الطيار الجنوبي سامسون أوهيد بحسب مراقبين إلى أبعاد تتجاوز مجرد سقوط ضحية مدنية في ساحة قتال، إذ يعكس الحادث حجم التداخل الإقليمي في الحرب، ويكشف عن خطوط إمداد إماراتي ودعم باتت مكشوف يربط جوبا بمليشيا الدعم السريع. فوجود شخصية مهنية وقيادية مثل أوهيد، على متن طائرة تحمل عتاداً عسكرياً إلى منطقة يسيطر عليها فصيل متمرد، لا يمكن فصله عن السياق السياسي والأمني المتشابك بين الخرطوم وجوبا،كما أن الصمت الرسمي من حكومة جنوب السودان تجاه مقتله، يزيد من الشكوك حول تورطها في دعم (الجنجويد) في وقت تتعاظم فيه الحاجة إلى مواقف إقليمية واضحة تحترم سيادة السودان وتدعم استقراره، لا أن تغذّي الحرب بوسائل غير مباشرة تحت غطاء العمل الإنساني أو المدني.