الأمــن والدفــاع” يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات.. السودان.. مواجهة (دولــــــــة العــــــــــدوان)..

“الأمــن والدفــاع” يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات..

السودان.. مواجهة (دولــــــــة العــــــــــدوان)..

 

البــرهان للســودانيين: (سيأتي وقت القصاص لكل من أجرم بحقكم)..

 

(دولة العدوان) تيقنت من هزيمة وكيلها.. فاستهدفت المنشآت المدنية..

 

السودان يحتفظ بحق الرد بكافة السبل للحفاظ على سيادة البلاد..

 

الخطوة تعد تحولاً سياسياً كبيراً ونقلة نوعية في الخطاب الرسمي ..

 

أي تعامل مع الإمارات يُعد جريمةً تصل عقوبتها إلى السجن..

 

تقرير : محمد جمال قندول

 

أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني الإمارات العربية المتحدة “دولة عدوان” وقطع العلاقات الدبلوماسية معها وسحب السفارة السودانية والقنصلية العامة في تصعيدٍ خطيرٍ لم يسبق من قبل في تاريخ البلدين.

والتأم أمس اجتماع المجلس بعد استهداف ميليشيات الدعم السريع بدعم من أبوظبي للمنشآت الخدمية بالعاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان في منحى خطير منذ تمرد ميليشيات آل دقلو الإرهابية قبل عامين.

وفي الأثناء، خاطب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانيين، مؤكدًا أنّهم ماضون لتطهير كل شبر من البلاد من ميليشيات التمرد، وإنّه سيأتي وقت القصاص لكل من أجرم في حق الشعب السوداني.

إمداد التمرد

وفي بيــان من مجـلـس الأمـن والدفــاع تلاه وزير الدفاع الفريق الركن ياسين إبراهيم الذي قال إنّ العالم ظل يتابع ولأكثر من عامين جريمة العدوان على سيادة السودان ووحدة أراضيه وأمن مواطنيه من دولة الإمارات العربية المتحدة وعبر وكيلها المحلي ميليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة وظهيرها السياسي.

وتابع البيان: أن الإمارات عندما تيقنت من هزيمة وكيلها المحلي الذي دحرته قواتنا المسلحة المؤسسة الشرعية المناط بها الذود عن حياض الوطن والحفاظ على مقدراته، صّعدت دعمها وسخرت المزيد من إمكانياتها لإمداد التمرد بأسلحة استراتيجية متطورة ظلت تستهدف بها المنشآت الحيوية والخدمية بالبلاد وآخرها استهداف مستودعات النفط والغاز، وميناء ومطار بورتسودان، ومحطات الكهرباء والفنادق وعرضت حياة ملايين المدنيين وممتلكاتهم للخطر، الأمر الذي يهدد الأمن الإقليمي والدولي وبصفةٍ خاصة أمن البحر الأحمر.

وأعلن المجلس رسميًا أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة “دولة عدوان” وقطع العلاقات الدبلوماسية معها وسحب السفارة السودانية والقنصلية العامة، وذلك اتساقاً مع نص وروح المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي أعطت الدول الحق في الدفاع عن نفسها، فيما يحتفظ السودان بالحق في رد العدوان بكافة السبل للحفاظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها ولضمان حماية المدنيين واستمرار وصول المساعدات الإنسانية.

ردع العدوان
وفي سياق التطورات الأخيرة، خاطب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن القائد العام للقوات المسلحة الشعب السوداني. وأكد أنّ القوات المسلحة والقوات المساندة لها والمقاومة الشعبية في صف واحد لردع العدوان.

وتوعد البرهان كل من أجرم واعتدى على الشعب السوداني بقوله: ساعة القصاص ستحين وأن الشعب سينتصر في النهاية.

وتابع رئيس مجلس السيادة أنّ الشعب السوداني واعٍ وضارب بجذوره في تاريخ البشرية، وهو شعبٌ لا تفزعه مثل هذه الحوادث ولا تخيفه هذه النوائب، فهو شعبٌ معلم ومقاتل صنع التاريخ والحضارات، وزاد: المنشآت الحيوية التي تخدم الشعب السوداني هي ملكٌ للشعب وهو الذي بناها وسيعمل على بنائها من جديد. وأضاف: كل خراب أو تدمير لمنشآت مدنية أو عسكرية لن يزيد الشعب إلّا قوةً وصبرًا وتماسكًا.

وأشار البرهان إلى أنّ القوات المسلحة والقوات المساندة لها والمقاومة الشعبية كلها في صفٍ واحد لردع هذا العدوان.

مؤشرات قوية

وفي سؤالنا للكاتب الصحفي والمحلل السياسي د. إبراهيم شقلاوي حول بيان مجلس الأمن والدفاع السوداني الذي أعلن رسميًا قطع العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة ووصفها بـ”دولة عدوان”، ذكر لـ(الكرامة) أنّ الخطوة تعد تحولاً سياسياً كبيراً ونقلة نوعية في الخطاب الرسمي السوداني، مشيرًا إلى أنّ البيان لم يكتفِ بالإشارة إلى التدخل الإماراتي، بل حدده بشكل مباشر كعمل عدائي يستهدف سيادة السودان وأمنه القومي، من خلال دعم ميليشيا متمردة بأسلحة استراتيجية، واستهداف منشآت مدنية واقتصادية حيوية.

هذا الموقف الرسمي الحاد لم يأتِ من فراغ، بل تراكمت خلفه مؤشرات كثيرة وموثقة من منظمات دولية وإقليمية، بل ومن الحكومة السودانية نفسها، حول دور الإمارات في تأجيج الصراع عبر وكيلها المحلي ميليشيا الدعم السريع.

أضاف شقلاوي: لكن المفارقة أن الخرطوم وعلى مدى أكثر من عامين، كانت مترددة في الذهاب نحو هذا التصعيد، وهو ما أثار استغراب المراقبين، الذين رأوا تناقضاً بين حجم التهديد المعلن وبين محدودية الرد السياسي والدبلوماسي عليه.

وأكمل شقلاوي في معرض التعليق قائلًا إنّ السودان قد قرر كسر هذا التردد، واتخذ خطوةً وصفها كثير من المحللين بالمتأخرة ولكن الضرورية.

فالمراقبون رحبوا بالقرار باعتباره انسجاماً أخيراً بين ما يحدث فعلياً على الأرض وبين الموقف الرسمي. وهو أيضاً رسالة واضحة بأن السودان بات يضع السيادة الوطنية فوق أية حسابات إقليمية أو ضغوط دبلوماسية.

من الناحية القانونية، استند البيان إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ليؤكد على حق السودان في الدفاع عن نفسه، مما يضفي على الموقف شرعية دولية ويمهد لإمكانية تحرك سياسي أوسع على المستوى الإقليمي والدولي.

وتابع د. إبراهيم قائلًا: إننا أمام لحظة سياسية مفصلية، تعكس إدراك الدولة السودانية بأن كلفة الصمت قد تجاوزت كلفة المواجهة. وهي لحظة تتطلب من الجميع، داخلياً وخارجياً، قراءة متأنية للتبعات، لأن ما بعد هذا البيان لن يكون كما قبله، سواءً على صعيد توازنات المنطقة أو مستقبل العلاقات بين السودان والدول المتداخلة في أزمته.

ويضيف إبراهيم شقلاوي: هناك ملاحظة مهمة في تقديري يجب الانتباه لها: البيان لم يكتفِ فقط بقطع العلاقات الدبلوماسية، بل ذهب إلى تصنيف الإمارات كـ”دولة عدوان”، وهو تطور أخطر من الناحية القانونية كما يرى مراقبون، لأنه يُفعّل نص المادة (52) من القانون الجنائي السوداني.

وهذا يعني أن أي تعامل مع الإمارات قد يُعد جريمةً تصل عقوبتها إلى السجن، ما يفتح الباب أمام ملاحقات قانونية لأي أفراد أو نشاط اقتصادي أو سياسي مرتبط بها داخل السودان.