مسيرات إماراتية تستهدف المدينة والمنشآت الحيوية
بورتسودان ..تفاصيل الهجوم الثالث
طائرات مسيّرة تضرب ميناء بشائر ومحيط مطار بورتسودان
انفجارات عنيفة تهز المدينة وتصاعد ألسنة اللهب في مناطق متفرقة
أضرار جزئية بفندق مارينا وسط المدينة جراء القصف
الطيران المدني يعلن تعليق الرحلات من وإلى مطار بورتسودان
شركة الكهرباء: استهداف محطة تحويلية يتسبب في انقطاع تام للتيار
الحكومة تتهم الإمارات بدعم الهجمات وتصفها بـ”الإرهابية”
مصر تدين الهجمات وتعتبرها تصعيداً خطيراً
الأمم المتحدة تحذر من انهيار الإمدادات الإنسانية بسبب استهداف البنية التحتية
تقرير:رحمة عبدالمنعم
تعرضت مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة لليوم الثالث على التوالي، لقصف عنيف بطائرات مسيّرة أطلقتها دولة الإمارات، مستهدفة منشآت مدنية وبنى تحتية حيوية. وأسفر الهجوم عن انفجارات ضخمة وأضرار واسعة، وسط تنديد رسمي محلي وإقليمي ودولي، واتهامات مباشرة لأبوظبي بدعم مليشيا الدعم السريع وتغذية الحرب في البلاد.
دويّ انفجارات
استيقظ سكان مدينة بورتسودان ،أمس الثلاثاء، على دوي انفجارات عنيفة هزت أرجاء المدينة، جراء قصف جديد بطائرات مسيّرة إماراتية استهدفت مواقع حيوية، أبرزها ميناء بشائر، الذي اندلعت فيه حرائق ضخمة عقب الهجوم ،كما طال القصف فندق “مارينا” في وسط جنوب المدينة، مُلحقاً به أضرارًا جزئية.
واستمرت الهجمات الجوية في استهداف مواقع قريبة من مطار بورتسودان الدولي، مما أدى إلى توقف حركة الطيران في المطار لساعات، في امتداد للشلل الذي أصابه خلال اليومين الماضيين. كما طالت المسيرات منشآت مدنية وأخرى تابعة للبنية التحتية الحيوية في المدينة.
من جهتها، أعلنت شركة كهرباء السودان في تعميم صحفي صدر امس الثلاثاء أن الطائرات المسيّرة استهدفت محطة بورتسودان التحويلية، ما أدى إلى انقطاع كامل في التيار الكهربائي عن المدينة،وأكدت الشركة أن “الاستهداف الممنهج والمتكرر لمحطات الكهرباء ينعكس سلباً على خدمات المياه والصحة، ويزيد من معاناة المواطنين”.
وفي ذات السياق، أصدرت سلطة الطيران المدني بياناً صباح الثلاثاء أعلنت فيه تعليق جميع الرحلات من وإلى مطار بورتسودان حتى إشعار آخر، نتيجة الهجمات المتكررة بالطائرات المسيّرة، والتي باتت تشكل خطراً مباشراً على سلامة الطيران المدني وحركة المساعدات الإنسانية عبر المطار.
طائرات إماراتية
وفي تصريح رسمي أدلى به من موقع استهداف مستودعات الوقود، جدّد الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، خالد الإعيسر، اتهامه لدولة الإمارات العربية المتحدة بالوقوف خلف الهجمات على بورتسودان، واصفًا إياها بـ”الإرهابية والإجرامية” ومخالفة للقوانين الدولية.
وقال الإعيسر: إرادة الشعب السوداني ستظل عصية على الانكسار، ولن تُرهب بمثل هذه الأفعال الإجرامية، التي تُحرّمها القوانين الدولية ،وأوضح أن القصف الجديد استهدف الميناء الجنوبي ومواقع استراتيجية أخرى، من بينها مطار المدينة، مؤكداً عدم تسجيل خسائر بشرية حتى لحظة صدور البيان.
وتابع الإعيسر: الطائرات المسيّرة التي تنفذ هذه الهجمات توفرها دولة الإمارات لمليشيا الدعم السريع الإرهابية، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية والدفاع المدني تعمل على تأمين المدينة والتعامل مع التهديدات.
التصعيد الخطير
من جانبها، أعربت جمهورية مصر العربية عن إدانتها الشديدة لـ”الاستهداف المكثف” الذي تعرضت له منشآت مدنية في بورتسودان صباح امس الثلاثاء. وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي أن الهجمات تمثل تصعيدًا خطيراً يعيق جهود تثبيت وقف إطلاق النار، ويُفاقم من معاناة المدنيين، ويعرقل إيصال المساعدات الإنسانية
وشدد البيان على رفض مصر القاطع لأي استهداف للمنشآت المدنية، معتبرة أن ذلك يمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتهديدًا مباشراً للبنية التحتية ومقدرات الدولة.
بدورها، أبدت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، صدمتها وقلقها البالغ” من تكثيف الهجمات على البنية التحتية المدنية في بورتسودان، خاصة أنها تمثل مركزًا إنسانيًا رئيسيًا في البلاد.
وأكدت نكويتا في بيان صدر يوم الثلاثاء أن هذه الهجمات تهدد بانهيار سلاسل الإمداد الإنساني، خاصة بعد استهداف مطار المدينة ومستودعات الوقود ومحطة الكهرباء، مشيرة إلى أن المطار يعد شريان حياة” للإغاثة، ووصفت الهجمات بأنها “انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي”، داعية إلى وقف فوري للأعمال العدائية واتخاذ تدابير لحماية المدنيين والمنشآت المدنية.
قطع العلاقات
ويرى مراقبون أن الهجمات التي تتعرض لها مدينة بورتسودان، والتي تُنفذ بطائرات مسيّرة تطلقها دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل مباشر، تمثل انتهاكًا صارخاً لسيادة السودان وتطوراً بالغ الخطورة في مسار الحرب ،وأشار المراقبون إلى أن استهداف منشآت حيوية كالموانئ والمطارات ومحطات الكهرباء يكشف عن نوايا متعمدة لإحداث شلل في المدينة، التي تُعد حاليًا المركز الإداري والإنساني الأهم في البلاد، مما يُفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية.
وفي رد فعل رسمي، أصدرت لجنة الأمن والدفاع بياناً أعلنت فيه قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات، متهمة إياها بشن “عدوان مباشر” على مدينة بورتسودان من خلال الطائرات المسيّرة، إلى جانب دعمها العسكري واللوجستي لمليشيا الدعم السريع. وأكد البيان أن السودان يحتفظ بحقه الكامل في الرد على هذا العدوان بما يراه مناسباً لحماية سيادته وأمن مواطنيه.