المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور يروي لـ”الكرامة” تفاصيل مأساوية
آدم رجال : كثيرون ماتوا عطشًا وجوعًا في الطريق الى “طويلة”
ارتفاع فى الحالات النفسية بين النازحين .. ونساء تعرضن للاغتصاب..
700 ألف نازح وصلوا طويلة في الفترة من 11 أبريل وحتى الآن..
النازحون تحت الشمس بلا خيام، ولا يملكون إلا ما يرتدونه..
أسر فقدت أبناءها جوعاً وعطشاً في الطريق من زمزم إلى طويلة
مخاوف من انتشار الأوبئة، خاصة أن الخريف على الأبواب
حوار: هبة محمود
وصف المتحدث الرسمي باسم منسقية اللاجئين والنازحين بإقليم دارفور، آدم رجال، الوضع داخل منطقة طويلة بالمأساوي، رغم المجهودات التي تبذلها المنظمات الدولية والوطنية، وغرف السلطة المدنية والطوارئ، والسلطات المحلية.
وحذّر آدم، في مقابلة مع “الكرامة”، من مغبة انتشار الأمراض والأوبئة بسبب قضاء النازحين حاجتهم في العراء، وعدم توفر خدمات المياه والصرف الصحي.
وقال إن النازحين يعيشون بلا خيام وتحت أشعة الشمس، ولا يملكون سوى ما يرتدونه، لافتاً إلى أن الوضع داخل طويلة يتطلب جهوداً دولية كبيرة جداً، وزيادة في الدعم من المانحين والدول، بالإضافة إلى ضرورة وقف الحرب. التفاصيل خلال الأسطر التالية…
*بدايةً، آدم رجال، ضعنا في الصورة، وصف لنا الأوضاع من داخل منطقة طويلة حالياً، كيف تبدو؟*
الأوضاع مأساوية، والتفاصيل صادمة، والقصص صعبة. الوضع أكبر من أن يُحكى، وما شاهدناه أدخلنا في صدمات نفسية.
*هل تدفق النازحين ما زال مستمرًا؟*
النزوح مستمر لكنه قلّ مقارنة بالفترة الماضية، بسبب منع الناس داخل المعسكرات من الخروج من أبو شوك أو الفاشر.
*كيف هي الأوضاع الإنسانية؟ وما هي الجهود المبذولة؟*
الوضع الإنساني داخل طويلة صعب جدًا جدًا، على الرغم من المجهودات الجبارة التي تبذلها المنظمات الدولية والوطنية، وغرف السلطة المدنية، وغرف الطوارئ، والسلطات المحلية. الجميع يبذل جهدًا مشتركًا ولا يمكن التقليل من جهد أي جهة، لكن الوضع صعب. وفي ظل ذلك، قامت السلطة المدنية بمنح النازحين قطع أراضٍ لهم.
*هل تم تسليم النازحين خيامًا؟ أم ما زالوا في العراء؟*
حتى الآن، الخيام والمشمعات لم تصل، هناك خيام وصلت لكنها قليلة مقارنة بالأعداد الهائلة من الأسر، التي تقضي يومها تحت الشمس، وليلاً على الأرض وفي البرد. لا يملكون سوى ما يرتدونه. الظروف قاسية ومريرة، تعجز الكلمات عن وصفها، خاصة النساء والأطفال.
*بالنسبة لخدمات المياه والصرف الصحي، كيف تم التعامل معهما؟*
للأسف الوضع صعب. التبرز في العراء، ولا تستطيع التحرك بدون كمامة. هناك مخاوف من انتشار الأوبئة، خاصة مع اقتراب الخريف.
*هل هناك أمراض منتشرة حاليًا؟*
نعم، الحصبة في الوقت الحالي.
*ماذا عن توفير المياه؟ من أين يحصل النازحون على حاجتهم؟*
السلطة المدنية توفر المياه عبر عربات، لكنها لا تكفي. كذلك هناك منظمات قامت بتأجير تناكر، لكنها أيضًا لا تفي بالغرض بسبب العدد الكبير.
*كم بلغ عدد النازحين مؤخرًا بحسب آخر الإحصائيات لديكم؟*
في الفترة من 11 أبريل وحتى الآن، يقدّر عدد النازحين إلى طويلة بحوالي 700 ألف، بخلاف من نزحوا منذ بداية الحرب.
*هل هناك وفيات؟ وكم عدد الذين لقوا حتفهم في الطريق؟*
نعم، توجد وفيات، لكن لا توجد لدينا إحصائيات دقيقة، كثيرون ماتوا عطشًا وجوعًا في الطريق. التقيت بأسرتين فقدوا 5 أطفال بسبب العطش والحر في المسافة بين زمزم وطويلة.
*قصص مؤلمة؟*
الروايات مأساوية وصادمة. هناك سيدة توفي أبناؤها الأربعة وزوجها من المفقودين، وهي الآن على وشك الولادة، لوحدها، ولا تدري ماذا تفعل. هذا نموذج من الصدمة بسبب الحرب.
*كيف ينظر النازحون إلى ما يحدث؟ وفيما يفكرون؟*
أبسط طموحاتهم الآن تكمن في الحصول على فرشات ومشمعات. الوضع يحتاج إلى جهود دولية كبيرة جدًا، وزيادة في دعم المانحين والدول. والأهم من ذلك، يجب أن تتوقف الحرب.
بالنسبة للطعام، كيف يتم توفيره؟
برنامج الغذاء العالمي وفر غذاءً لحوالي 220 ألف نسمة، لكن الكميات غير كافية.
*ماذا عن مجهودات غرف الطوارئ؟*
غرف الطوارئ تعمل، ولديها 13 تكية، كذلك أطباء بلا حدود لديها 9 تكايا. لكن الأعداد كبيرة، ولا يكفي.
*بالنسبة للدواء؟*
العلاج والدواء يأتي عبر أطباء بلا حدود وبعض المنظمات الأخرى. لكن الوضع خارج عن طاقتها، وهم أنفسهم يصفون الوضع بحالة طوارئ قصوى.
*هل هناك حالات اغتصاب تمت في الطريق من زمزم إلى طويلة؟*
نعم، هناك حالات اغتصاب تمت من قبل الميليشيات في الطريق، بالإضافة إلى انتهاكات أخرى كالعنف الجنسي، الضرب، إطلاق النار، أو الضرب بالسياط والعصي.
*هل تمتلكون أرقامًا بعدد هذه الحالات؟*
لا، لأن الضحايا يدخلون إلى مستشفى أطباء بلا حدود لتلقي العلاج. خلال الأسابيع الماضية، دخل المستشفى أكثر من 350 شخصًا.
*كيف هي الصحة النفسية للنازحين؟ وهل هناك حالات واضحة؟*
نعم، هناك ارتفاع كبير في أعداد الحالات النفسية. أغلب الناس بحاجة إلى دعم نفسي، لكن لا نملك أرقامًا دقيقة حتى الآن.
*ما هي الجهود التي تبذلونها كمنسقية للاجئين والنازحين؟*
نحن نبذل مجهودًا كبيرًا جدًا مع منظمات وجهات دولية، ونعمل على عكس الوضع الراهن كما هو.