سيطر على أهم منطقة إستراتيجية فى طريقه نحو شمال دارفور..
* الجيش فى ” العطرون” … “عملية مباغتة”
تقرير : ضياءالدين سليمان
مناطق الصحراء تشهد منذ أسابيع عديدة تصاعداً في المواجهات العسكرية..
تحرير منطقة العطرون الاستراتيجية بعد عملية نوعية ناجحة ..
المليشيا فرّت تاركة خلفها عدداً من السيارات القتالية والاسلحة والذخائر.
تمكنت القوات المسلحة والمشتركة من السيطرة على أهم منطقة إستراتيجية بشمال دارفور بعد معركة شرسة الحقت خسائر كبيرة وسط مليشيا الدعم السريع ..
وبدأت عدد من متحركات الجيش في التحرك بشن عمليات عسكرية وفتح جبهات قتال جديدة على محور الصحراء في إطار تنفيذ خطتها الرامية للزحف نحو مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور وفك الحصار عنها بعد اكثر من عام ونصف..
وتشهد عدد من المناطق الواقعة في الصحراء منذ أسابيع عديدة تصاعداً في المواجهات لاسيما في مناطق شمال وغرب دارفور وسط محاولات متكررة من قبل مليشيا الدعم السريع لإعادة التمركز في المناطق المفتوحة.
*التفاصيل*
وقالت مصادر ميدانية ان قوات الجيش والقوات المشتركة والمستنفرين والمقاومة الشعبية نفّذت صباح امس الأحد عملية نوعية ناجحة تمكّنت خلالها من تحرير منطقة العطرون الاستراتيجية الواقعة على الحدود السودانية الليبية والتي تُعد من ضمن أبرز القواعد الميدانية التي اعتمدت عليها المليشيا في إدارة عملياتها عبر الصحراء..
وأضافت المصادر بأن العملية جرت بتنسيق عالي ومحكم بين القوات حيث اوكلت لكل وحدة مقاتلة ادوار محددة حيث ناورت قوات الجيش بعدد من السيارات القتالية استطاعت من خلالها أن تشغل قوات المليشيا في الاتجاه الغربي بينما تمكنت قوات أخرى من الجيش والقوات المساندة له من الدخول والسيطرة على احد اهم المناطق لمليشيا الدعم السريع نظراً لمكانتها الإستراتيجية.
وبحسب المصادر الميدانية فإن العملية العسكرية لم تأخذ فيها قوات الجيش وقتاً طويلاً حتى تمكنت من السيطرة على المنطقة والحاق خسائر كبيرة وسط المليشيا التي فرّت تاركة خلفها عدداً من السيارات القتالية والاسلحة والذخائر.
*أهمية المنطقة*
وتتبع منطقة “بئر العطرون” التي سيطرت عليها قوات الجيش لمحلية المالحة بشمال دارفور، حيث تبعد نحو 340 كلم عن الفاشر وتقع تحت تضاريس منخفضة يصعب فيها العمليات العسكرية الا من خلال تكتيك عسكري معيّن.
وتكمن أهمية منطقة العطرون في موقعها الاستراتيجي الذي يربط شمال دارفور بالولاية الشمالية وتستخدمه المليشيا كممر لنقل العتاد والمرتزقة القادمين من ليبيا عبر مطار سار الحدودي حيث تضم أكبر مخزون استراتيجي لذخائر المليشيا ونقطة تجميع لمرتزقة أجانب من كولومبيا وتشاد ومالي والنيجر..
وقالت مصادر عسكرية ان منطقة وادي العطرون تعتبر احد القواعد التي تستخدمها المليشيا في اطلاق المسيرات التي كانت تستهدف مناطق الولاية الشمالية مما شكّل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي ومحاولة مستمرة لاختراق العمق السوداني وزعزعة الاستقرار..
*ضربة قاصمة*
ويرى مراقبون بان السيطرة على منطقة العطرون هي بداية خطوات فك الحصار عن مدينة الفاشر نظراً لموقعها الجغرافي الذي يساعد في قطع اي طريق إمداد يمكن أن يأتي للميليشيا.
ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء ادم محمد الامين ان استعادة السيطرة على العطرون وجهت ضربة قاصمة للمليشيا وأفشلت آخر محاولاتها للتوغل شمالًا بعد أن تم قطع شريان الإمداد الأجنبي وإغلاق البوابة الغربية التي طالما استُغلت لإدخال الدعم العسكري.
ويضيف اللواء ان هذه العملية اكدت على قدرة الجيش والقوات المساندة له على إدارة المعارك الحاسمة وتحرير المناطق الحساسة وبسط سيطرة الدولة على مفاصل الحدود وهو تقدم استراتيجي يمهّد الطريق لتحرير كامل عمق شمال دارفور وتطهير الصحراء من فلول التمرد.
*خطوة مفصلية*
وقال العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث باسم القوة المشتركة في بيان تلقته صحيفة “الكرامة”، إن “تحرير العطرون يمثل خطوة مفصلية في سبيل استعادة الاستقرار بإقليم دارفور، ومؤكد التزامه بحماية المدنيين والتصدي لمليشيا الدعم السريع”.
وأضاف البيان أن القوات المشتركة تتابع عن كثب التحركات على الحدود مع ليبيا وتشاد، مؤكدة استعدادها الكامل للتعامل مع أي تهديدات أمنية محتملة.
ودعت القوة المشتركة في ختام بيانها، المواطنين إلى دعم جهود استعادة الأمن، مثمنةً صمودهم، ومعبرةً عن تقديرها لتضحيات المقاتلين في الجبهات.