تسأولات حول التكنيكات العسكرية الممكنة لمواجهة الخطر… ابطال فعالية المسيرات .. الممكن والمستحيل..

تسأولات حول التكنيكات العسكرية الممكنة لمواجهة الخطر…

ابطال فعالية المسيرات .. الممكن والمستحيل..

قيادة الجيش تؤكد الإنتقال إلى خطة بديلة فى التعامل مع المليشيا..

التمرد تحول الى حرب المسيرات عقب فشله فى مواجهة الجيش ..

الجيش استطاع ادخال منظومات دفاعية جديدة ومتطورة…

القضاء على المسيرات يتم من خلال ثلاث طرق هي (…..)….

تقرير : هبة محمود
في تصريحات مماثلة لما أدلى به رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بشأن القضاء على المسيرات التي تطلقها مليشيا الدعم السريع، أكد الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة وعضو مجلس السيادة، على وجود ترتيبات للقضاء على المسيرات.
وقال العطا في حوار مع “الكرامة” نشرت أمس الأول أن ثمة ترتيبات عسكرية جارية من القيادة لإنهاء فعالية الطائرات المسيّرة التي تستهدف البلاد، متهما دولة الإمارات بتزويد المتمردين بطائرات مسيّرة صينية الصنع ذات مدى بعيد وتقنيات متطورة تشمل الاتصال بالأقمار الصناعية.
ويرى خبراء عسكريين أن تصريحات قادة الجيش تؤكد على إنتقال المؤسسة العسكرية في السودان إلى خطة بديلة مع المليشيا التي حولت مسار الحرب، من كونها حرب مدن إلى حرب مسيرات عقب فشلها ميدانياً على الأرض.
وازاء هذه التصريحات، تطل التسأولات حول التكنيكات العسكرية التي من الممكن أن تنتهجها القوات المسلحة في إبطال خطر المسيرات؟!

*هل قادت صعوبة العمليات التقليدية العسكرية المليشيا إلى حرب المسيرات؟!
لقد انتهجت مليشيا الدعم السريع وعقب هزيمتها على الأرض في أكثر من موقع إلى نهجاً جديداً في حربها مع الجيش السوداني، وذلك من خلال استخدام مسيرات انتحارية و أخرى استراتيجية عالية الصنع، إستهدفت من خلالها المنشات والمرافق الحية والبنى التحتية، سيما محطات الكهرباء ومستودعات البترول والمطارات.
وفيما كانت المليشيا ترتكز في استهدافها بالمسيرات نطاق محدد، إستهدفت ولا مرة مطلع مايو الجاري ولايتي البحر الاحمر وكسلا، ما أدخل الحرب نطاق اخر.
وأتى استهداف هذه الولايات عقب توعد الرئيس البرهان بالقضاء على المسيرات، فكان الرد في تخريب المنشات الحيوية والقواعد العسكرية.
وكان خلال خطاب ألقاه البرهان قبل ثلاثة أسابيع بمناسبة تدشين مبادرة “عافية وطن” لدعم المتضررين من الحرب “، قد أكد قرب القضاء على خطر المسيرات حين قال “قريبا لن تسمعوا بالمسيرات وهي تضرب المرافق الخدمية والمدنية.

*كيف يتم التعامل مع خطر المسيرات؟
لقد بدأت وفي أعقاب تحرير ولاية الخرطوم دوائر الأمل تتسع للملايين من السودانيين الآملين في العودة إلى منازلهم، غير أنه وبعد إستهداف المليشيا مدينة بورتسودان ،بدأت المخاوف تدب من جديد، ما جعل التسأولات تترى حول كيفية تعامل الجيش مع هذه المسيرات وابطال مفعولها؟!
وبحسب الخبير الأمني والعسكري اللواء معتصم عبد القادر، لـ”الكرامة” فإن القضاء على المسيرات يتم من خلال ثلاث طرق في أولها اعتماد نظام التشويش إذ أن المسيرات بحد قوله تعتمد على الإحداثيات، التي يبطلها هذا النظام ما يجعل المسيرة تفتقد لوجهتها المحددة.
أما الطريقة الثانية فتتم عبر المضادات الأرضية، فيما يعتمد في الطريقة الثالثة القضاء أو السيطرة على منصات إطلاق هذه المسيرات.
ويؤكد عبد القادر على أن القضاء على المسيرات الانتحارية يعتبر الأسهل لأن عملية إسقاطها تتم عبر عمليتي التشويش والمضادات الأرضية، فيما يصعب التعاطي مع الإنتحارية لكونها تحمل قذائف، وان السيطرة عليها تتم عبر القضاء على منصات إطلاقها.
ويرى في ذات الوقت أن الجيش استخدم هذه الطرق الثلاث والتي كان آخرها السيطرة على قاعدة العطرون أمس والتي تعتبر منصة إطلاق المسيرات من إقليم دارفور، مؤكدا أن السيطرة عليها سيحدث علامة فارقة في المعركة.
وتابع: البرهان والعطا لا يتحدثان من فراغ، فالجيش استطاع ادخال منظومات دفاعية جديدة ومتطورة وقد استطاعت الدفاعات الأرضية التعامل مع المسيرات.

*لماذا فضلت المليشيا الحرب (عن بعد)..
وبحسب تقارير فإن حرب المسيرات بدت أكثر وضوحا في الحرب الدائرة في أوكرانيا، حيث كشف تقرير للفايننشال تايمز أنه بعد ان اندلعت الحرب، ارتفع عدد الشركات المصنعة للطائرات المسيرة في أوكرانيا من 6 إلى أكثر من 200.
ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن الانتشار السريع للتكنولوجيا الجديدة القوية في ساحة المعركة يؤدي إلى قلب التسلسل الهرمي لصناعة الدفاع العالمية، التي يهيمن عليها كبار المقاولين منذ فترة طويلة.
إلى جانب ذلك، يرى مراقبين أن حرب المسيرات تتناسب مع الوضع الحالي لقوات الدعم السريع. بعد أن دحرها من جميع المناطق التي سيطرت عليها والعودة بها إلى مناطقها في إقليم دارفور.
وتعتبر حرب المسيرات وفق الكثيرين هي الوسيلة الأنسب للمليشيا لمواصلة أعمالها العدائية وهجومها عن بعد، في ظل عدم الإعتراف بالهزيمة.
وقد أثبتت المليشيا فشلها في الحرب على الأرض وعدم تمكنها من التغلب على الجيش السوداني الذي استطاع تحويل موازين المعركة تماماً.

*اسباب تحول المسيرات لسلاح فعال في الحروب الحديثة؟!

بدره يرى الخبير العسكري عمر أرباب إن ظهور المسيرات أدى إلى تغييرات كبيرة في الحروب الحديثة، استطاعت أن تحدث تغيير كثير من موازين القوى وذلك لفعاليتها القتالية وقدرتها على إصابة الأهداف بدقة وصعوبة اكتشافها لصغر حجمها بجانب تكلفتها المادية القليلة حيث أنها رخيصة السعر وسهولة الحصول عليها والتدريب إذ أنها لا تحتاج إلى تدريب لفترة طويلة.
ويؤكد في حديثه لـ”الكرامة”إلى أن كل هذه الأسباب جعلت من المسيرات أسلحة فعالة في الحروب، لافتاً إلى أن عملية مكافحتها تعد من العمليات المعقدة.
لكن رغم ذلك يذهب إلى وجود إجراءات تحد بصورة كبيرة من فاعليتها والاضرار التي يمكن أن تسببها، منها عملية التشويش الالكتروني واستخدم التضليل الخدع الإلكترونية، بالإضافة إلى عمليات الدفاع الجوي وتأمين المواقع الحيوية والإستراتيجية من المسيرات، وكذا استهداف منصات الاطلاق سواءً كانت ثابتة أو متحركة.
وتابع: هناك عملية أخرى لمكافحتها وهي تفعيل عمل المصادر لجمع المعلومات الاستخباراتية في اكتشاف مواقع المسيرات للتعرف على إمكان الاطلاق والاسقاط.