ترحيب دولي وإقليمي واسع باختياره رئيساً لوزراء السودان
تعيين كامل إدريس .. استعادة المؤسسات المدنية..
الأمم المتحدة ترحب بتعيين إدريس وتدعو إلى توافق وطني
الاتحاد الإفريقي يعتبر الخطوة مدخلاً لاستعادة الحكم الدستوري
الجامعة العربية تدعم استعادة المؤسسات المدنية في السودان
لقاء ثلاثي في بغداد لتحريك الجهود الدولية بشأن الأزمة السودانية
كامل إدريس شخصية توافقية تحظى بثقة إقليمية ودولية
تقرير :رحمة عبدالمنعم
قوبل تعيين الدكتور كامل الطيب إدريس رئيساً لمجلس وزراء السودان، بموجب مرسوم أصدره رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بترحيب واسع على المستويين الإقليمي والدولي، باعتباره خطوة إيجابية نحو استعادة الحكم المدني ووضع البلاد على مسار الحل السياسي الشامل، بعد فراغ تنفيذي دام أكثر من ثلاث سنوات وسط حرب مدمرة وانهيار مؤسسات الدولة.
الأمم المتحدة
وأكّد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش أخذ علماً بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيساً للوزراء في السودان، معرباً عن أمله في أن تمثل هذه الخطوة بداية عملية سياسية أكثر شمولًا تُفضي إلى تشكيل حكومة مدنية واسعة التمثيل تُعبّر عن تطلعات الشعب السوداني وتُسهم في وقف الحرب.
وقال دوجاريك في تصريحاته الصحفية أمس الأربعاء، إن الأمين العام “يعبّر عن أمله أن تسهم هذه الخطوة في مشاورات شاملة تُسفر عن تشكيل حكومة واسعة التمثيل وتُحقّق السلام”، مشدداً على ضرورة أن تكون الأولوية القصوى للتوافق الوطني بما يعود بالنفع المباشر على الشعب السوداني، لا سيّما في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والخدمية نتيجة الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.
الاتحاد الإفريقي
بدوره، رحّب الاتحاد الإفريقي، يوم الثلاثاء، بتعيين الدكتور كامل الطيب إدريس رئيساً للوزراء، معتبراً الخطوة تطوراً مهماً في مسار استعادة النظام الدستوري والحكم الديمقراطي في السودان.
وفي بيان رسمي، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، عن أمله في أن يسهم الدكتور إدريس “بشكل مفيد في الجهود الجارية لاستعادة النظام الدستوري والحكم الديمقراطي”، وحث جميع الأطراف السودانية على مضاعفة جهودها نحو انتقال سياسي سلمي وشامل بقيادة مدنية.
وأكد البيان التزام الاتحاد الإفريقي الراسخ بوحدة السودان وسيادته واستقراره، ودعمه لمساعي الوصول إلى حل سياسي دائم يكفل تحقيق السلام والتنمية والحكم الرشيد لجميع السودانيين ،كما أبدت المفوضية استعدادها الكامل للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم هذا المسار الانتقالي الحيوي.
الجامعة العربية
من جانبها، عبّرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن ترحيبها بتعيين الدكتور كامل إدريس، ووصفت هذه الخطوة بأنها “هامة نحو استعادة عمل المؤسسات الوطنية المدنية”، خاصة في ظل التحديات الجسيمة التي تواجه السودان على المستويات الإنسانية والسياسية والأمنية.
وذكر مصدر مسؤول في الأمانة العامة أن الجامعة العربية ستكثف جهودها خلال المرحلة المقبلة من أجل دعم وحدة السودان وصون سيادته، إلى جانب تعزيز الاستجابة الدولية لاحتياجاته التنموية والإنسانية، والمساهمة في استعادة مسار التحول المدني من خلال عملية سياسية شاملة يقودها السودانيون أنفسهم.
وأشار المصدر إلى أن الجامعة ترى في تعيين رئيس وزراء مدني بداية لاستعادة التوازن المؤسسي في الدولة، بما يُسهم في تقوية الجبهة الداخلية ويضع حداً لحالة التمزق التي يعيشها السودان منذ اندلاع الحرب.
وفي تطوّر متصل، عُقد في السادس عشر من مايو الجاري، وعلى هامش القمة العربية المنعقدة في بغداد، لقاء هو الأول من نوعه منذ اندلاع الأزمة السودانية، جمع بين رؤساء كل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.
وجرى خلال الاجتماع مناقشة سبل تنسيق الجهود الجماعية لدعم السودان وإنهاء الأزمة التي أرهقت البلاد وأثّرت على أمن واستقرار الإقليم ككل، وأكّد المشاركون أهمية تعيين رئيس وزراء كخطوة تمهيدية للانتقال إلى مرحلة التفاوض الشامل وبناء مؤسسات الدولة على أسس مدنية وقانونية راسخة.
قبول واسع
ويُعد الدكتور كامل الطيب إدريس من الشخصيات السودانية البارزة على الساحة الدولية، حيث سبق أن شغل منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، ويتمتع بسجل طويل من العمل الدبلوماسي والقانوني على المستوى الدولي. ويُنظر إليه باعتباره شخصية توافقية يمكنها لعب دور فاعل في تقريب وجهات النظر بين مختلف المكونات السياسية والمدنية في السودان.
ويرى مراقبون أن تعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء في هذا التوقيت الحرج يُعد بارقة أمل جديدة لبلد أنهكته الحرب، خاصة في ظل دعم دولي وإقليمي واضح يدفع باتجاه إنهاء الأزمة واستعادة الحياة السياسية والدستورية في السودان ،ويعتقد المراقبون أن الشخصية التوافقية التي يتمتع بها إدريس، إلى جانب خبرته الدولية، قد تسهم في خلق بيئة حوار بنّاء بين مختلف الأطراف السودانية.
وبحسب المراقبين، فإن الطريق لا يزال مليئاً بالتحديات، لا سيما في ما يتعلق بوقف الحرب واستعادة الأمن وتوفير الخدمات الأساسية، لكنّ هذه الخطوة قد تشكّل نقطة تحوّل إذا ما توافرت الإرادة السياسية والالتفاف الشعبي حول مشروع وطني جامع يُعيد للسودان مكانته ويضع حداً لحالة الانهيار المستمرة منذ أكثر من عامين.