إرتفاع حدتها داخل التمرد بسبب عمليات الجيش… المليشيا … خلافات واشتباكات

إرتفاع حدتها داخل التمرد بسبب عمليات الجيش…

المليشيا … خلافات واشتباكات

صراع وسط الجنجويد لأسباب قبلية واخرى حول توزيع المنهوبات..

ضعط العمليات العسكرية المستمر للجيش انتج صراعات وسط التمرد..

اشتباكات بين مجموعتين من مليشيا الدعم السريع فى بار وهلاك مقدم خلا..

مشادات كلامية وتبادل للشتائم واستخدام للأسلحة بين الجنجويد..

في نيالا تتجدد اشتباكات عناصر المليشيا بين كل فترة واخرى..

*تقرير : ضياءالدين سليمان*
تصاعدت وتيرة الخلافات داخل أروقة مليشيا الدعم السريع بعد الهزائم الساحقة التي تلقتها في عدد من محاور القتال المختلفة من قبل قوات الجيش، الأمر الذى ادخلها فى مرحلة الانهيار..

وطفت خلافات على سطح الأحداث خلال الايام الماضية بعضها يعود لأسباب قبلية واخرى حول توزيع غنائم ومنهوبات المواطنين الا ان السبب الرئيسي في خلافات المليشيا التي بدت واضحة للعيان هو ضعط العمليات العسكرية المستمر التي تشنها قوات الجيش مما اسفر عن سيطرتها على عدد من المناطق في الخرطوم وكردفان والنيل الأبيض ودارفور.

*خلافات كبيرة*

وتحدثت مصادر داخل مليشيا الدعم السريع، عن تصاعد حدة خلافات التي تباينت بين المشادات الكلامية وتبادل الشتائم وما بين استخدام الأسلحة النارية ضد بعضهم البعض.

وقالت المصادر، إن تلك الخلافات ناتجة عن عجز قيادات المليشيا في السيطرة على عناصرها بسبب العمليات العسكرية المكثفة التي يشنها الجيش مما جعل عناصر المليشيا متفلتة ولا تنصاع لاوامر القيادة مما اثر في ضعف عمليات التحشيد والاستنفار للقتال في صفوف الدعم السريع وارسال تعزيزات لجبهات القتال ، حيث لم تلقى محاولات تحشيد القبائل أي استجابة من قبل الأفراد الذين طلب منهم الذهاب للقتال، حيث اشترط بعضهم أن تشارك القيادات العليا في القتال إلى جانبهم لحسم أمر الخلافات داخل المليشيا ..

وكانت قيادة المليشيا قد أصدرت توجيهات إلزامية لجميع عناصرها الفارين من جبهات القتال بالعودة إلى الجبهات، حيث هددت عبدالرحيم دقلو بمعاقبة الرافضين والمخالفين لهذه التوجيهات.

وتعاني مليشيا الدعم السريع من نزيف حاد في أعداد المقاتلين، حيث تكبدت خسائر كبيرة في مختلف الجبهات، على يد قوات الجيش والمقاومة الشعبية، وكذا في قصف طيران ، فضلا عن العمليات النوعية التي تقودها قوات العمل الخاص.
*نماذج*
وتفاقمت حالة من الانقسامات والاقتتال الداخلي وتصاعدت التوترات بين الفصائل المتمردة بمناطق نفوذها في ولايات شمال كردفان وشمال دارفور، ما أسفر عن مواجهات مسلحة وسقوط قتلى وجرحى، إلى جانب اضطرابات أمنية هددت استقرار المدنيين.

ففي مدينة بارا بولاية شمال كردفان، اندلعت اشتباكات عنيفة مساء الجمعة بين مجموعتين من مليشيا الدعم السريع، الأولى تُعرف بـ”شجعان كرفان” والتي كانت تتبع للقيادي القتيل جلحة، والثانية يقودها المتمرد عبدالله الشهير بـ”الناعم”. وأسفرت المواجهات عن مقتل المتمرد المقدم خلا صالح محمد، وهو أحد القيادات البارزة المنتمي لقبيلة المسيرية.

وأكّدت مصادر محلية أن الاشتباك الذي وقع وسط المدينة أدى إلى انسحاب مفاجئ لقوات الدعم السريع من بارا، وإغلاق السوق بالكامل، مما تسبب في حالة من الهلع وسط الأهالي، في ظل غياب تام للسلطة والنظام.

وفي منطقة أم سعونة بمحلية الطويشة شمال دارفور، تصاعدت حدة التوتر بين العمدة الربيع شرف الدين، أحد رموز الإدارة الأهلية، وقائد فصيل من الدعم السريع يُدعى الصادق أبكر، على خلفية قيام المليشيا بإطلاق سراح عدد من السجناء بشكل عشوائي دون تنسيق مع المجتمع المحلي، ما فُسّر كإجراء استفزازي يهدد الاستقرار المحلي.

هذا التطور أدى إلى سخط شعبي واسع، مع دعوات للتصعيد والمواجهة، وسط أنباء عن استعداد بعض الأهالي لتنظيم مقاومة محلية ضد وجود المليشيا في المنطقة، في ظل ما وصفوه بالفوضى الأمنية والانتهاكات المتكررة.

*نيالا*

وفي نيالا تتجدد اشتباكات عناصر المليشيا بين كل فترة والاخرى ما جعل المدينة تعيش على وقع أحداث متكررة أسفرت عن مغادرة عدد كبير من المواطنين للمدينة

وفي الاسبوع الماضي اشتبكت قوة من الدعم السريع يقودها اللواء أحمد بركة الله مع قوة اخرى في السوق الشعبي بمدينة نيالا،

وأشارت مصادر إلى أن الاشتباكات أدت إلى إصابة اللواء أحمد بركة الله، حيث توفي متأثرًا بالإصابة قبل إسعافه إلى المستشفى، كما قُتل عدد من المسلحين المتفلتين. وأفادت بأن الاشتباكات أدت إلى إغلاق السوق الرئيسي في المدينة مما اجبر عبدالرحيم دقلو على زيارة نيالا وإصدار قرار بمنع السلاح داخل الأماكن العامة خوفاً من تجدد الاشتباكات.

*أزمة مرتقبة*

وكشفت مصادر مطلعة، عن أزمة بين جنود مليشيا الدعم، السريع وما يسمى بالإدارة المدنية بولاية جنوب دارفور التي يسيطر عليها مقربون من عائلة دقلو، وذلك عقب قرار الإدارة بإخراج النازحين القادمين من الخرطوم والجزيرة من مدينة نيالا وتسكينهم في معسكرات تفتقر لأبسط الخدمات.
وأوضحت المصادر أن سبب الأزمة هو أن معظم هؤلاء النازحين هم أسر وأبناء جنود بمليشيا الدعم،السريع، حيث رفض الجنود إبعاد أهلهم من مدينة نيالا والدفع بهم للمجهول، سيما وأن هناك تمييزا في تحديد النازحين المبعدين، ومحاباة لبعض النازحين من قبيلة الرزيقات، حيث جرى تسكين هؤلاء في منازل داخل نيالا.
وقالت المصادر ، إن جنودا بالمليشيا، خصوصا غير المنتمين لقبيلة الرزيقات، أبدوا ضجرا واضحا، وأبلغوا أسرهم برفض تنفيذ قرار الترحيل.

وكان رئيس ما يسمى بالإدارة المدنية التابعة للمليشيا بولاية جنوب دارفور، يوسف إدريس أعلن عزم الإدارة ترحيل النازحين الذين وفدوا إلى نيالا من الفاشر والخرطوم وسنار وكردفان والجزيرة، إلى منطقة منواشي وكيلو 14.

وتشير إلى أن هؤلاء النازحين، كانوا يسكنون في منازل المواطنين في الولايات التي احتلتها المليشيا في الخرطوم والجزيرة وسنار قبل أن يهربوا مع جنود المليشيا إلى دارفور.

*ضغط الجيش*

ويرى مراقبون أن هذه الأحداث تأتي في سياق تدهور الوضع التنظيمي والانضباط داخل الدعم السريع، حيث تتنامى الصراعات بين قادتها الميدانيين، خاصة بعد الضغط العسكري الذي تتعرض له في جبهات القتال، ما يدفع ببعض الفصائل إلى الدخول في صراعات حول النفوذ والمكاسب.

وأشار المحللون إلى أن استمرار هذه الصدامات قد يُسهم في تفكيك المليشيا من الداخل، خاصة في ظل تراجع التأييد الشعبي وانعدام السيطرة المركزية، ما يُنذر بتحول مناطق سيطرتها إلى بؤر فوضى دائمة.