بيان مفبرك بإسم شوري الجعليين والقبيلة تنفي..
إعلام المليشيا .. الحرب بالشائعات
ترويج الأكاذيب لن يغطي على خسائر الميدان..
فقدان السند المجتمعي يسقط المليشيا في الفوضى..
إرتباك وتخبط وبحث عن نصر من ورق..
محاولات يائسة لضرب العلاقات مع مصر.. والتغطية على الهزائم..
الكرامة : علم الدين عمر
في خطوة جديدة تكشف عن إفلاس سياسي وأخلاقي مضت مليشيا الدعم السريع في الترويج لشائعة مغرضة تزعم أن رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد قام بـ”بيع أراضٍ سودانية لجمهورية مصر العربية” مقابل دعم الجيش السوداني في حربه ضد التمرد المسلح الذي تقوده هذه المليشيا.. وقد جري تداول و توزيع بيان مفبرك يحمل اسم “شورى قبيلة الجعليين” بصورة كثيفة طوال يوم أمس كمصدر لتلك المزاعم في محاولة لإضفاء الشرعية الزائفة على الأكاذيب.
أكاذيب مفضوحة وخطة مكرورة..
تعكس هذه المحاولة نمطاً بات مكشوفاً من الحرب الإعلامية التي تنتهجها المليشيا منذ إندلاع القتال في أبريل 2023، والتي ترتكز على بث الشائعات ومحاولة تشويه الرموز الوطنية والطعن في مواقف الدول الداعمة لاستقرار السودان.. الشائعة الجديدة لا تستند إلى أي مصدر رسمي أو وثيقة واضحة وإنما إلى بيان مفبرك ركيك الصياغة يفتقر إلى أبسط المعايير السياسية والإجتماعية لقبيلة معروفة بحكمتها ووزنها في المجتمع السوداني.
تجاهل لطبيعة الدولة..
الزج باسم مؤسسة الرئاسة في مثل هذه الأكاذيب يعكس جهلاً بيناً بطبيعة الدولة السودانية وبالآليات الدستورية والقانونية التي تحكم أي تصرف يتعلق بالسيادة أو الحدود.. فالسودان ليس دولة يحكمها فرد بل دولة مؤسسات حتى في ظل الحرب ولا يمكن لأي جهة بما فيها القيادة العليا أن تتخذ قراراً آحادياً بشأن الأراضي أو السيادة الوطنية دون الرجوع للأطر التشريعية والسياسية المعروفة.
إستهداف للعلاقات السودانية-المصرية..
يأتي هذا الترويج الكاذب في سياق حملة منظمة تستهدف العلاقة التاريخية والمتينة بين السودان ومصر وهي علاقة تقوم على المصالح المشتركة والروابط الثقافية والإجتماعية والإقتصادية.. وتقوم مصر بدور واضح في دعم وحدة السودان ومؤسساته الوطنية وفي مقدمتها القوات المسلحة التي تخوض حرباً وجودية ضد مشروع التفتيت والتخريب الذي تقوده المليشيا بدعم خارجي.
لقد فشلت مليشيا الدعم السريع رغم الدعم الإعلامي والسياسي الذي تحظى به من بعض القوى الإقليمية والدولية في كسب أي تعاطف شعبي داخلي ما دفعها إلى محاولة إحداث شرخ بين الشعب السوداني والدول التي وقفت مع قضيته وعلى رأسها مصر..وتعد هذه الشائعة امتداداً لمحاولات سابقة لفبركة الوثائق وتزييف التصريحات لتأليب الرأي العام ضد القيادة السياسية والعسكرية.
وعي شعبي وإدراك للمخطط..
وعلى الرغم من ضخامة الحملات الإعلامية الممولة إلا الشارع السوداني بتجاربه الطويلة أصبح أكثر وعياً بمثل هذه الأساليب وهو يدرك تماماً أن معركته اليوم ليست مع أطراف خارجية بقدر ما هي مع مليشيا دمرت المدن.. وشردت المواطنين.. ونهبت الممتلكات وتحالفت مع المرتزقة الأجانب ضد الدولة ومؤسساتها..
بيان “شورى الجعليين” المفبرك ليس سوى محاولة بائسة لإثارة فتنة مجتمعية وضرب النسيج الإجتماعي في لحظة دقيقة من تاريخ السودان..كما يعكس مدى إرتباك المليشيا أمام الانتصارات الميدانية التي تحققها القوات المسلحة.. وفقدانها لأي مشروع سياسي حقيقي يمكن أن يُطرح أمام الرأي العام.
دعم مستمر للدولة..
دعم مصر للسودان لم يكن يوماً مشروطاً أو استغلالياً بل يأتي في إطار دعمها لوحدة الدولة السودانية ورفضها لتفكيكها أو العبث بسيادتها..ومثل هذا الدعم الذي يشمل المساعدات الإنسانية واللوجستية والسياسية لا يمكن أن يُفسر إلا في سياق التعاون الأخوي بين دولتين تربطهما علاقات ضاربة في عمق التاريخ.
خلاصة..
تكشف هذه الحملة الإعلامية الجديدة عن ضيق أفق قادة المليشيا ومموليهم وعن جهلهم بطبيعة الشعب السوداني ووعيه الوطني.. وهي محاولة مفضوحة لن تنطلي على الرأي العام ولن تؤثر على موقف الشعب الداعم لقواته المسلحة ولا على علاقات السودان بشركائه الحقيقيين.
وفي وقت تحاول فيه مليشيا الدعم السريع تسويق الأكاذيب يمضي الشعب السوداني في معركته العادلة.. موحداً خلف جيشه الوطني مدركاً أن النصر في هذه الحرب الوجودية لن يُصنع بالشائعات بل بالإرادة والصمود والتضحيات.