تفاقم الوضع الإنساني والمنظمات تحذر من كارثة وشيكة..
المليشيا.. “جريمة حرب” فى “مستشفى الابيض”
القصف طال عددا من الأحياء السكنية تقطنها عائلات ..
الإعيسر : العمليات العسكرية لن تتوقف حتى تطهير البلاد..
الحكومة: لا مستقبل لميليشيات مسلحة تتحرك خارج القانون
الكرامة : علم الدين عمر
في تطور خطير يشي بتصاعد وتيرة اليأس وأتساع رقعة الإنتهاكات الممنهجة لمليشيا الدعم السريع.. إتهمت الحكومة ميليشيا الدعم السريع بشن قصف مدفعي إستهدف مستشفى الضمان في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.. إلى جانب عدد من الأحياء السكنية التي تقطنها عائلات وأسر مدنية ما أدى إلى سقوط ضحايا وتدمير أجزاء من المرافق الحيوية.
وفي بيان رسمي وصف الناطق باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر الهجوم بـ”الاعتداء الإرهابي الغاشم” معتبراً أن إستهداف المرافق الصحية والمساكن الآمنة “يمثل إستمراراً للجرائم البشعة التي ترتكبها الميليشيا في حق الشعب السوداني منذ بداية تمردها المسلح ضد الدولة”.
مشاهد من الأبيض..
شهدت مدينة الأبيض خلال اليومين الماضيين حالة من التوتر بعد أن طالت نيران القصف مواقع مدنية حساسة ، وبحسب شهود عيان تحدثوا للكرامة فإن سحب الدخان تصاعدت من محيط مستشفى الضمان فيما هرعت سيارات الإسعاف لنقل الجرحى وسط حالة من الذعر بين المرضى والمواطنين.
يقول أحد السكان من المنطقة القريبة للمستشفي : “سقطت القذائف قرب منزلنا وسمعنا أصوات إنفجارات قوية..واضح أن الإستهداف تم للمستشفي تحديداً وليس من قبيل الصدفة أو الخطأ .. حتى المستشفى لم يسلم من القصف..المليشيا تستهدف المواطنين والأعيان المدنية دون شك.”
وأضاف شهود أن أحياء سكنية مثل الرديف والزهور وحي القبة تعرضت أيضاً لسقوط قذائف عشوائية.. تسببت في أضرار مادية كبيرة وسقوط جرحى بينهم نساء وأطفال.
الحكومة .. إرادة الشعب أقوى ..
البيان الحكومي أكد أن هذه الجرائم لن تُثني القوات المسلحة السودانية المدعومة بإرادة جماهيرية واسعة عن مواصلة عملياتها العسكرية الرامية لاستعادة السيطرة على كامل البلاد لا سيما في مناطق غرب السودان في دارفور وكردفان التي تشهد مواجهات دامية منذ بداية الحرب.
وشدد الناطق الرسمي على أن الحكومة “لن تتهاون في تطبيق القانون، ولن تقبل ببقاء شبر واحد تحت سيطرة من وصفهم بـ(القتلة والمجرمين والإرهابيين الذين باعوا الوطن وتحالفوا مع أجندات خارجية هدفها تمزيق السودان)”.
كما أكد أن استهداف المنشآت الصحية يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان وخرق واضح للقانون الدولي الإنساني لاسيما إتفاقيات جنيف التي تحظر أي إعتداءات على المرافق الطبية والعاملين فيها.
تحذيرات أممية وتوثيق دولي ..
يأتي هذا التطور وسط تحذيرات متكررة من منظمات أممية وحقوقية من تدهور الوضع الإنساني في مناطق الصراع خصوصاً في ظل سجل متصاعد من الإنتهاكات المنسوبة لميليشيا الدعم السريع بما في ذلك القتل خارج القانون.. والنهب.. والإعتداءات الجنسية وتدمير البنية التحتية بما فيها المستشفيات والمدارس.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد وثّقت في تقرير سابق قيام ميليشيا الدعم السريع بشن هجمات ممنهجة على المدنيين في دارفور.. ووصفت الوضع هناك بأنه “يقترب من التطهير العرقي”.. وهو توصيف ردت عليه الحكومة السودانية حينها بالمطالبة بفرض عقوبات دولية على قادة الميليشيا.
الوضع الإنساني: أزمة مركبة ومأساة تتفاقم..
بحسب مصادر طبية من داخل الأبيض فإن الهجوم على مستشفى الضمان “أخرج قسماً كبيراً من المستشفى عن الخدمة” ما يُشكل ضربة قاسية للنظام الصحي في المدينة التي تعاني أساساً من نقص في الإمدادات الطبية والأطباء.
وتشير التقديرات إلى أن آلاف الأسر في الأبيض مهددة بالنزوح وسط شح كبير في الغذاء والدواء وخدمات الإيواء في حين تواصل الجهات الرسمية والمجتمعية بذل جهود لتأمين الإحتياجات الأساسية للمدنيين.
الإعيسر: لا مكان للميليشيات في الدولة..
في ختام البيان أطلقت الحكومة نداءً إلى كل السودانيين للتماسك والوحدة.. مؤكدة أن البلاد تمر بـ”حرب كرامة” لا مجال فيها للتسوية مع من حملوا السلاح ضد الشعب والدولة. وقال البيان: “لن يكون هناك مستقبل في السودان للميليشيات ولا لأعوانها في الداخل أو الخارج”.
وأضاف: “الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار.. والشفاء العاجل للجرحى.. والعودة الآمنة للمفقودين..هذه تضحيات لا تُقدر بثمن ولن نخذلها.