” المركزي” اوقف صرف استحقاقاتهم لنحو عامين..
متقاعدو بنك الخرطوم..
المعاناة والحقوق الضائعة
تفاصيل صادمة وحكايات مؤلمة لمعاشيين وافتهم المنية في انتظار الحقوق
مرضى من المتقاعدين يناشدون السيادي بالتدخل
معاشي ل”الكرامة” :البنك المركزي خالف قرار المحكمة الدستورية
تحقيق: هبة محمود
لنحو العامين وقضية استحقاقات متقاعدي بنك الخرطوم السنوية،تراوح مكانها دون إجابة مقنعة أو رفض قاطع من قبل محافظ بنك السودان المركزي برعي الصديق.
تفاصيل صادمة وحكايات مؤلمة لمعاشيين وافتهم المنية وهم في انتظار صرف إستحقاقهم السنوي للعامين ( 2024 – 2025) لتظل اسماءهم قيد كشفوفات لم يبت في أمرها بعد.
وعلى ذات النسق الذي صدق فيه محافظ بنك السودان المركزي بدفع جميع الاستحقاقات لمنسوبي البنوك الحكومية من المتقاعدين بما فيهم البنك المركزي، كان يأمل معاشيو بنك الخرطوم فى دفع استحقاهم، سيما أنه حق مكفول بقرار صادر عن المحكمة الدستورية، يحمل الرقم (161).
وفي ظل ما أعتبره المعاشيين الذين تحدثوا لـ”الكرامة” مماطلة وتسويف من قبل البنك المركزي، فانهم يتساءلون في الوقت نفسه عن أسباب ودوافع المنع على الرغم عن إجازة الاستحقاقات في الميزانيات السنوية.
وطالب المعاشيون بضرورة التدخل العاجل على مستوى راس الدولة، بعد أن تضاعفت معاناتهم في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
إنتظار طويل
وعلى رصيف الإنتظار ظل يقف مرضى وكبار السن من متقاعدي بنك الخرطوم، دون أن يتم النظر في صرف مستحقاتهم للعامين الماضيين، على الرغم من سلسلة طويلة من المخاطبات التي دفعوا بها إلى محافظ بنك السودان المركزي، لكنها لم تجد الإجابة حتى الآن.
وبحسب وثائق اطلعت عليها” الكرامة” فقد خاطب مجلس الوزراء بنك السودان المركزي، وذلك عقب شكوى تقدمت بها منظمة متقاعدي البنوك الحكومية، إلا أن مجلس الوزراء نفسه لم يجد إجابة، لتظل القضية ساكناً بلا حراك.
ويعد مجلس الوزراء الجهة الرسمية المخول لها متابعة تنفيذ صرف الاستحقاقات، التي قضت بها المحكمة الدستورية في العام 2020.
وأكد المعاشيين الذي تحدثوا لـ “الكرامة” أن ثلاثة محافظين سابقين قاموا بتنفيذ قرار المحكمة الدستورية بشأن استحقاقات متقاعدي البنوك الحكومية، لافتين إلى أن آخر استحقاق تم صرفه لهم كان في مطلع فبراير من العام 2023م ليتم في العام 2024 و العام 2025 صرف الاستحقاقات لكل معاشيي البنوك الحكومية عدا منتسبي بنك الخرطوم.
رسالة في بريد المحافظ ..
ويقول الأمين العام لمنظمة متقاعدي البنوك الحكومية (اتحاد متقاعدي البنوك الحكومية سابقاً) عزالدين يس عثمان لـ “الكرامة” أن محافظ بنك السودان اختار القرار الخطأ والظالم في وقت الكارثة بأن حرم معاشيي مجموعة بنك الخرطوم من إستحقاقهم السنوي.
وأكد على سلسلة من المخاطبات والمطالب التي دفعوا بها للمحافظ لمعرفة الأسباب التي حرمتهم دوناً عن غيرهم كمتقاعدين من البنوك الأخرى الحكومية في صرف استحقاقهم.
وقال: حقوقنا مجازة في الميزانية وبعد بيع بنك الخرطوم أصبحنا نؤول إلى بنك السودان المركزي، ويتم صرف الاستحقاقات على هيكل بنك النيلين.
واكد يس أنهم تواصلوا مع نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار، وذلك بعد أن آل بنك السودان الى مجلس السيادة بدلاً عن مجلس الوزراء، لكنهم حتى الآن لم يصلوا إلى حل على حد قوله.
وتابع: خاطبنا المحافظ وطلبنا مقابلته لكنه لم يرد ولم يسمح لنا بمقابلته.
وزاد: نقول للمحافظ انت أدرى بما يعانيه زملاؤك متقاعدي البنوك والذين أرسوا قواعد العمل المصرفي ببلادنا منذ القرن الماضي والواجب تكريمهم وليس وضع العراقيل لمنع مستحقاتهم.
السنوسي. متقاعد انهكه السرطان
ووفق المتقاعدين لـ “الكرامة” فإن أحد زملائهم ويدعى السر السنوسي، كان ينتظر صرف مستحقاته للذهاب إلى القاهرة لتلقى العلاج من مرض سرطان الحنجرة، مؤكدين أنه قام بمخاطبة محافظ بنك السودان المركزي لكن دون استجابة.
ووصل بالسنوسي الأمر، نقلاً عن زملاءه أن طالب المحافظ بنصف مستحقاته فقط للذهاب لتلقي العلاج قبل أن توافيه المنية.
وقالت نائب مدير منظمة متقاعدي البنوك الحكومية،رابحة زين العابدين الطيب لـ”الكرامة” أن عدم صرف الاستحقاقات تضرر منه كثيرين من المعاشيين، دون أن يستجيب محافظ بنك السودان المركزي حتى الآن.
ونوهت إلى أن عدد من المتقاعدين تكبدوا المشاق ومنهم من توفته المنية ومنهم تدمرت منازلهم وهم بحاجة إلى هذه الاستحقاقات.
الباب مفتوح أمام الإدارة القانونية
وفيما تمت إحالة القضية إلى الإدارة القانونية في بنك السودان المركزي، سعت ” الكرامة ” بدورها للوصول إليها والوقوف على الملف، لكن لم يتسن لها الوصول حتى لحظة كتابة التحقيق، وتترك “الكرامة” الباب مفتوحاً امام الادارة للتوضيح والإجابة على كل الاستفهامات، والعودة في حلقة اخرى .