مستشاره قال ان الإقتراب من الحزام السوداني سيحرق الجيوش.. خليفة حفتر .. الانتحار فى مثلث الموت؟!

مستشاره قال ان الإقتراب من الحزام السوداني سيحرق الجيوش..

خليفة حفتر .. الانتحار فى مثلث الموت؟!

شهادة من الداخل الليبي: ما يجري بالسودان عدوان إقليمي ممول..

تحذيرات من انفجار إقليمي بسبب أجندات خارجية..

الحزام السوداني.. جغرافيا المقاومة والتاريخ يعيدان تشكيل المعادلة ..

بويصير: حفتر “أهبل” يجهل التاريخ والجغرافيا.. وعقلاء ليبيا مطالبون بالتدخل

الكرامة – علم الدين عمر

في تصريح ناري أثار جدلاً واسعاً..كشف محمد بويصير المستشار السياسي السابق للجنرال الليبي خليفة حفتر عن تفاصيل خطيرة تتعلق بدور حفتر في دعم وتمويل مليشيا الدعم السريع في السودان.. محذراً بوضوح من مغبة التوغل في ما أسماه “الحزام السوداني” لذي وصفه بأنه “محرقة للجيوش” ..في تحذير يبدو أنه موجه مباشرة للواء خليفة حفتر ومليشيات الدعم السريع والجهات الداعمة لهم.

دعم مباشر من حفتر بأوامر خارجية..

بويصير المعروف بقربه السابق من دوائر القرار في شرق ليبيا.. أكد خلال مقابلة مصورة تم تداولها على نطاق واسع.. أن خليفة حفتر يتلقى أوامرا مباشرة من جهات خارجية لدعم مليشيا الدعم السريع.. مشيراً إلى أن هذا الدعم لم يبدأ مع تصاعد الحرب فحسب..بل سبق ذلك بترتيبات عسكرية ومالية منذ بدايات الأزمة السودانية.

ومضى قائلاً: “هذا ليس تحالفاً لحماية الحدود كما يدّعون.. بل هو مشروع لتفجير المنطقة من الداخل يبدأ من السودان ويمر عبر الجنوب الليبي”…

الحزام السوداني.. محرقة الجيوش..

وفي أقوى تصريح له خلال المقابلة.. وجه بويصير إنذاراً واضحاً لحفتر قائلاً:
“اقتربتم من الحزام السوداني؟ هناك تُحرق الجيوش.. والتاريخ يشهد كيف احترق الليبيون قبلكم”.

وأشار إلى أن الحزام السوداني هو شريط جغرافي يمتد من دارفور وحتى مناطق التماس الجنوبي مع ليبيا وتشاد..ويتميز بصعوبة تضاريسه، إلى جانب الخبرة القتالية العالية لمقاتلي المنطقة والجيش السوداني والقوى المشتركة..ما يجعله من الناحية العسكرية منطقة إستنزاف شرسة للقوات الغازية.

حفتر والدعم السريع.. شراكة دموية في الظل..

هذه التصريحات لم تكن مفاجئة تماماً.. إذ سبقتها تقارير إستخباراتية وميدانية خلال الأشهر الماضية.. أكدت وجود خطوط إمداد بين قوات حفتر والدعم السريع عبر الجنوب الليبي.. تشمل تهريب الأسلحة.. وتجنيد مرتزقة.. ونقل موارد مالية.

وتكشف هذه المعلومات – المدعومة بشهادة من داخل معسكر حفتر – عن تشابك خطير في الأدوار الإقليمية.. حيث تُستخدم ليبيا من قِبل أطراف خارجية.. وعلى رأسها الإمارات.. لتنفيذ أجندات توسعية على حساب إستقرار المنطقة.

تحذير من العبث بالمثلث السوداني – المصري – الليبي..

وفي هذا السياق.. شدد بويصير على خطورة العبث بالمثلث الحدودي الحساس الذي يجمع السودان ومصر وليبيا.. محذراً من أن أي تحرك عسكري غير محسوب قد يفجر صراعاً يتجاوز حدود السودان..ويهدد الأمن القومي المصري.. ويشعل الجنوب الليبي.

ووصف حفتر بـ(الأهبل الجاهل بالتاريخ والجغرافيا).. متهماً إياه بتوريط ليبيا في مغامرات عسكرية متهورة تُدار خارج منطق الدولة.. في وقت ما تزال البلاد غارقة في أزماتها السياسية والإقتصادية والأمنية.

ودعا بويصير “العقلاء في ليبيا” إلى التحرك السريع لتجنيب البلاد عواقب هذه السياسات قائلاً:
“من يفكر بالإقتراب من ذلك المثلث..لا يدرك أنه يلعب بالنار على حدود ثلاث دول مترابطة المصير وقد يدفع ثمن هذا اللعب الأرعن الشعب الليبي بأكمله”.

معركة الكرامة تلفظ أنفاسها.. ومواقف رسمية تتبرأ من حفتر..

وفي ظل تطورات ميدانية متسارعة.. تقترب معركة “الكرامة” من نهايتها بإنتصار واضح للقوات المسلحة السودانية.. التي أستعادت زمام المبادرة على الأرض.. وفي تحول لافت سارعت الحكومة الليبية إلى نفي أي علاقة لها بخطوات حفتر.. وأعلنت إدانتها وأستنكارها لأي دعم لمليشيا الدعم السريع مؤكدة تمسكها بسيادة السودان ووحدة أراضيه.

في المقابل أعرب بويصير عن مخاوفه من ضياع مدينة الكفرة نتيجة هذه السياسات الطائشة.. مشيراً إلى أن السودان قد يبدأ بالفعل بتأمين حدوده داخل العمق الليبي لإحتواء التهديدات ما يؤكد دخول المنطقة في مرحلة جديدة من التصعيد الذي قد يعيد رسم خرائط النفوذ على أسس عسكرية لا سياسية.

وفيما يُحذر مراقبون من تحول الأزمة السودانية إلى نزاع إقليمي واسع تتجه الأنظار إلى الجنوب الليبي كمنطقة مفصلية قد تحدد مصير صراعات طال أمدها لكنها لم تُحسم بعد.