تسمية 5 وزراء : للعدل.. والمالية.. والصناعة والتجارة.. والحكم الاتحادي.. والأوقاف..
“حكومة كامل” .. الشعب في الانتظار..!!
ََينتظر إصدار مراسيم خلال الأيام القليلة القادمة لإكمال حكومة الأمل..
تحديات معقدة تجابه الحكومة فى تنفيذ معالجات إسعافية عاجلة للاقتصاد..
حالةً من القبول الشعبي أفرزتها التعيينات.. ومطالبة بتسريع وتيرة الاختيار..
تقرير : محمد جمال قندول
أصدر رئيس الوزراء مساء أمس الأول الخميس قرارات جديدة في إطار تشكيل حكومته، حيث قام بتعيين المهندس محمد كرتكيلا صالح وزيرًا لوزارة الحكم الاتحادي والتنمية الريفية، فيما تمت تسمية الدكتور عبد الله محمد درف علي وزيرًا للعدل، والدكتور جبريل إبراهيم محمد وزيرًا لوزارة المالية، والأستاذة محاسن علي يعقوب للصناعة والتجارة، وبشير هارون عبد الكريم عبد الله وزيرًا للشؤون الدينية والأوقاف.
ََوينتظر أن يواصل إدريس في إصدار المراسيم خلال الأيام القليلة القادمة لإكمال حكومة الأمل التي تجابه تحديات معقدة ما بين إعادة الإعمار، وإجراء معالجات إسعافية عاجلة للاقتصاد وغيرها.
حرب الكرامة
ومن الوزارات الخمس التي أُعلنت احتفظ ثلاثة منهم بمقاعدهم وهم جبريل إبراهيم، وكركتيلا، ومحاسن علي يعقوب، فيما حوت القائمة تعيين القانوني الضليع والخبير دكتور عبد الله درف، ليقود حقبة جديدة بالعدل، حيث قوبل تعيينه بحفاوة بالغة في الأوساط الشعبية والرسمية لا سيما وأن للرجل سيرة ذاتية مشرفة ومواقف قوية وواضحة في حرب الكرامة، ويُعول عليه في أن يلعب أدوارًا مقدرة في مسيرة العدل خاصة بالمحافل الخارجية لإدانة ومعاقبة كل الذين شاركوا مع ميليشيات آل دقلو وساندوها كذلك سياسيًا.
أما وزير الشؤون الدينية الجديد فهو من “التحالف السوداني” ومن الوجوه الشبابية الصاعدة عبر هذا الكيان، ويتوقع أن يقدم إسهامات كبيرة في تجربته الجديدة.
وبتسمية “5” وزارات مؤخرًا أصبح تشكيل حكومة الأمل 10 حقائب حتى الآن في انتظار تسمية 12 ليكتمل العدد ويبدأ د. كامل إدريس مسيرته بشكلٍ رسميٍ وسط دعوات السودانيين بأن يحدث د. كامل اختراقًا حقيقيًا بالمشهد.
سلام جوبا
ولم يمثل احتفاظ د. جبريل إبراهيم بمقعده مفاجأة للسودانيين، إذ أنه عطفًا على مبدأ تكليفه الأول لحقيبة المالية عبر بوابة اتفاق سلام جوبا، ولكن الرجل استطاع أن يقدم سهمًا وافرًا ليقود وزارته بعد الحرب بلا موارد، ونجح بشكل بائن في تأسيس العاصمة الإدارية المؤقتة وتثبيت مؤسسات الدولة.
أما وزيرة الصناعة والتجارة محاسن علي يعقوب فقد برزت كإحدى الوجوه النسائية التي تصدت للتكليف في وقتٍ صعب قبل الحرب وتحديدًا إبان إجراءات الخامس والعشرون من أكتوبر 2023، ومنذ ذلك الحين وهي تقود دفة حقيبتها الوزارية باقتدار كبير بعيدًا عن الزخم الإعلامي، إذ تعمل في صمتٍ دون ضوضاء،
فيما لم يمثل كذلك اختيار المهندس محمد كرتكيلا أي نوع من الدهشة لا سيما وأن الرجل قليل الكلام ولكنه أيضا من وجوه الحرب التي ظهرت في زمن المحنة، وإن كان قد حاز على ذات الوزارة للمرة الأولى عن حصة المنطقتين في اتفاق سلام جوبا
الأخير، وإن كان شخصية لا خلافية، لكنه مطالب بجهود أكبر في فترته الثانية خاصة وأنه على رأس وزارة ذات وزن ثقيل معنية بإدارة الولايات والتنسيق، وبالتالي يتطلب ذلك حضورًا أكبر يتسق مع تحديات الراهن.
التحديات
ويرى مراقبون أن قرارات رئيس مجلس الوزراء الأخيرة بتسمية خمسة حقائب وزارية تأتي في إطار استكمال الجهاز التنفيذي، وشملت كفاءات وطنية غير حزبية.
ويقول الخبير والمحلل السياسي د. طارق حسين إن تسمية 5 وزارات ليصبح إجمالي العدد المختار حتى الآن 10 وزارات، أفرز حالةً من القبول الشعبي، غير أن د. كامل مطالب بإسراع وتيرة الاختيار وتقديم ما تبقى من الحقائب خلال الفترة القليلة القادمة، وضرورة أن تحوي عناصر شبابية تكون فاعلة وذلك لمجابهة التحديات المعقدة التي تحيط بالبلاد، وتنتظر حكومة قوية يراهن عليها الشعب لإزالة كل الأضرار التي خلفتها الحرب.
ويُعد اختيار الكفاءات الوطنية التي تمتلك الخبرات التراكمية والقدرة على إدارة الجهاز التنفيذي مؤشرًا إيجابيًا لنجاح قيادات الجهاز التنفيذي خلال الفترة المقبلة، حيث يلتمس ذلك بشكل واضح من خلال الرضا التام لعددٍ من الشخصيات التي برزت أسماؤهم بالتشكيل الوزاري أمس الأول الخميس.