السفير خالد موسي دفع الله يكتب (للكرامة):
عبد الله الأزرق: حصاة من مجامر النار
كان يمكن أن تكون شيخاً متلفعاً بالثوب فى مدارج العلم وتقابة الخلوة..
روحك القلقة والتواقة للمجد و المنافحة عن الوطن كانت تحلق كالنحلة بأزيز ورحيق فواح..
؛؛؛؛ لم تكن تبحث في اللوائح عن لعاعات الخدمة من إجازة، ونثرية لجان، بل كنت وقافًا عند الحق ، قويًا فى الأخذ بالعزائم؛؛؛؛
؛؛؛؛من كان يصدق أنه عندما عاد من لندن كان يسدد أقساط بناء منزله للبنك العقاري’؛؛؛؛
كان ليلا مضطرباً، ووجوه الموتى تمر علىّ كالسحاب، وأنا بين غفو وصحو، حتى أدركت أنه حلم من مملكة الإشارات حيث الصراع بين معارج الروح و أوشال الطين، حتى عاجلنى خبر موتك الفاجع، ومثلك كانت تستوى له سيقان الحروف وتنحى له القوافي، و كنت صبورًا جلدًا و المرض قد غاص في كل مسام الجسد حتي ذهبت الى الله جزءا فجزءا.
أتيت الى الدنيا على قدر، وأنت متوشح بتاريخ آل المجذوب في العلم والسماحة والأدب و قول الشعر. ومضارب آل الازرق في القضارف قبس من نار المجاذيب تهوى إليهم أفئدةً من الناس في طلب العلم والقرآن، كان يمكن أن تكون شيخاً متلفعاً بالثوب فى مدارج العلم وتقابة الخلوة، أو تاجرًا منتفخ الجيوب يكنز المال ويحلف بالطلاق فى سوق القضارف تحصد السمسم وتغنى له بصوت مشروخ، لكنك إخترت طريق المكاره، إذ كانت وزارة الطاقة وأنت خبير الإقتصاد هى أول الطريق، وجاءت فترة التحصيل والدراسة لدرجة الماجستير في نيويورك ووسكنسون فى أمريكا، وكنت حتى ذاك الحين مشغول بالتحصيل و ترتيب الأسرة، ثم إخترق فؤادك ذلك السهم السحري، وهموم المجتمع والعمل العام.د، فلبيت النداء قافلاً الى السودان ملتحقا بالسلك الدبلوماسي.
لم يكن قدرك أن تمشى في الظلال، تغلق الملفات، وتطفئ نور المكتب وتحمل البطيخ والصحف في الثانية والنصف ظهرا تبتغي الراحة في منزلك وبين أسرتك، لكن روحك القلقة والتواقة للمجد و المنافحة عن الوطن كانت تحلق كالنحلة بأزيز ورحيق فواح. كنت تقدح الذهن و ترهق الجسد و تقدم المقترحات وتكتب الأوراق وتشترك في عضوية اللجان المتعددة، والسودان كان محاصرًا حين مسغبة. لم تكن تبحث في اللوائح عن لعاعات الخدمة من إجازة، ونثرية لجان، بل كنت وقافًا عند الحق ، قويًا فى الأخذ بالعزائم. وكان ذلك أسلوب غريب على من هم فى درجتك ورتبتك الدبلوماسية.
كانت الهمهمات تسرى في أروقة الوزارة عن ذلك القصير و المفوه الذي يشتعل نشاطا و يتحدر كالسيل قوة في الموقف. عندما كانت المرتبات مثل نقرات الطائر الفزع كان يمد يديه ويقول فليأخذ كل منكم ما يكفيه. كان حاتم عصره في الكرم، إذ كان ينفق بيمينه ما لا تعلم شماله. وكانت كثير من مستحقاته المالية تنفق علي الفقراء والعمال لا يسأل عنها.
من كان يصدق أنه عندما عاد من لندن كان يسدد أقساط بناء منزله للبنك العقاري، ولم يكن ذلك عن مسغبة ولكن عادة الكرم التي تفنى كل مدخر، إذ ظل ينحر الحاشى لكل ضيف وزائر. كما رفض أن يأخذ إمتيازات درجة الوكيل إذ يُملّكه القانون السيارة التي كان يستخدمها، فتركها في مكانها وغادر الى بيته. و الأغرب حقا أنه كان يدفع حوافز ما بعد ساعات العمل للعاملين معه فى إدارة الشؤون العربية من جيبه الخاص، عندما ضاقت اللوائح عن الوفاء بذلك. إذ كان لا يتوقف عن إنجاز العمل مهما كلفه ذلك من رهق أو مال.
كنت دبلوماسيًا يافعاً في إدارة الإعلام وكان هو الرجل الثانى في ترتيبها. وجدته مشغولا بكتابة تصور صندوق التكافل، ثم أقنع به قيادة الوزارة التى إشترطت عليه صيغة ( المنفلة) وهى أن يتم توزيع المبالغ بالتساوى بين كل الفئات لا فرق بين سفير و خفير. لكنه أقنعها بنسبة الإستقطاع حسب الدرجات تحقيقا للعدالة. وعندما رفض البعض المشاركة فى الإستقطاع ومنهم شخصيات معروفة، أصدر من قيادة الوزارة أمرًا أن تكون المشاركة ملزمة للجميع إلا للمنتسبين من وزارات أخرى. ويعتبر صندوق التكافل صدقة جارية لروح عبد الله الأزرق إذ أغاث الملهوف وستر العانى وأقال عثرة المكلوم وسد الدين العاجز و زرع البسمة في ثغر المريض، بروح تكافلية خلاّقة. وأدى دوره فى مسغبة اللجؤ والمنافى والنزوح.
ترك الراحل عبد الله الازرق فى كل مكان عمل به بصمةً قويةً لا تمحى، في نيروبي، واشنطن، بكين، صوفيا ولندن. يحفظ له قادة الحركة الشعبية في نيروبي أثناء حرب الجنوب ذلك البعد الإنساني الفريد، فى تقديم الخدمات القنصلية لأسرهم، ومساعدة ضعيفهم و حل مشاكلهم. وترك ذلك أثرا في تغيير الصورة النمطية عن المندكورو الشرير والغادر. وساهمت تلك المناقب في تعميق الصلات الشخصية التي كان لها دور أثناء إنفاذ اتفاقية السلام الشامل.
كان نشاطه الأبرز في لندن، إذ كانت صداقاته الإنسانية عامرة وعابرة للحدود، وكان شاعر مجلس السفراء العرب يطلبون منه القصائد فى مناسباتهم المختلفة، فتخرج سائغة بيضاء من غير سوء. رغم متاعبه الصحية التي ظهرت باكرا إلا ان عطاؤه لم يضعف و إبداعه الادبى لم يجف بل ظل يورق على شجرة الحياة بكل جديد.
كان كثير المعارك فيما يراه حقا، لم ينتصر يوما لنفسه، كما كان دقيقا صارما في تقييم عمل مرؤوسيه. و يمحضهم النصح فيما يجب أن يحسنوه، وجلب له ذلك همهمات وربما خصومات. فهو طورًا في معمعان ولجة وطورًا جذلان راضيا، لكنه كان لا يتراجع ويقول أريد أن تكون هاماتهم فوق الثريا من أجلهم وليس من أجلى. و تلك مدرسة لها تاريخ في وزارة الخارجية كان عرّابها الوكيل الأسبق محمد عثمان يس و السفير خليفة عباس و حارس بوابتها السفير عوض الكريم فضل الله، ورغم صرامته المهنية لكنه كان طيفا من الإنسانية النبيلة وفيضا غامرا من المكرمات و الكرم الفياض.
وهو أفضل من وصف نفسه في قصيدة كعبة المضيوم التي كتبها في مدح سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر.
*ويا صَاحِبَيْ إنيِّ عَزيزٌ مُكرَّمٌ وإنيِّ أبِيٌّ وصَعْبٌ قِيَادِيَا*
*فَطَوْرَاً تَرَانِي في عِرِاكٍ ولُجَّةٍ وَطَوْرَاً أسُوقُ الجُرْدَ جَذَْلانَ رَاضِيَا*
*”وَطَوْرَاً تَرَانِي في ظلالٍ ونِعمةٍ” أُضَاحِكُ سَلْمَى والحِسانَ الرَّوَانِيَا*
*وما كُنْتُ مَدَّاحَ الرِّجالِ ولم أكُنْ مَعِيبَاً تَعْرِفَا ما مَكَانِيَا*
عندما كانت علاقته بأحد الوزراء مضطربة، هوت به السيارة من أعلى كبرى شمبات على جرف النيل، فإنكسرت يده، وعاده ذلك الوزير في المشفى مطمئنًا متسائلاً عن عدائه غير المبرر وكتابة المقالات ضده، فقال له بين الضمادات وتأوه الألم لقد إنكسرت يدي التى أكتب بها، لكن لسانى ما يزال طليقا ذربًا، هذا الصدق في المواقف، جعل ذلك الوزير بعد سنوات طوال وبعد أن تعمقت علاقة الصداقة الأخوية بينهما، يقف في صف المتبرعين بالكلية لعبد الله الأزرق.
المتأمل في حياة الراحل عبد الله الأزرق العامرة، لا يستقيم له ميسم البحث حتى يقف على تراثه الإسري من آل المجذوب وآل الأزرق في العلم والقرآن و الشعر. وكذلك أبعاد شخصيته الإنسانية، و سيرته المهنية و شخصيته الشعرية و الأدبية. فهو مثقف وكاتب وشاعر.
السفير عبد الله الأزرق لم يكن شاعرا مهوما في وادي عبقر، يكتب لحفيف الشجر وشروق الشمس والخد الأسيل، كما لم يكتب الشعر إسترزاقا أو إستلطافا، ولم يهجو ويمدح لآصرة شخصية، لكن يفعل كل ذلك لموقف وهدف. كان يكتب بحد السكين كما قال الشاعر عبد الباسط سبدرات، أو أنه يكتبه لموقف وجودى كما قال محمد عبد الحي. ولعل قصيدته في مدح الناها التى سارت بذكرها الركبان لم تكن غزلا كما زعم البعض، أو نسيبا كما قال الشاعر السفير محمد الطيب قسم الله. لكنها كانت موقفًا مراسميًا، إستدعته مطلوبات إستقبال وزيرة خارجية موريتانيا بما يحبه شعب الشناقيط وهو الشعر والقوافى. وتعود القصة أن السفير الراحل وكان مديرا للإدارة العربية في وزارة الخارجية قد أستقبل نظيره من وزارة خارجية موريتانيا في إطار التحضير للزيارة. فقال له الضيف الزائر وكان شاعرا إنه سيلقى قصيدة في حب السودان، فأقترح عليه السفير الراحل الأزرق أن يكتب كل منهما شطرًا فى البيت الواحد. فجاءت القصيدة على النحو الذى سمعه الناس. وعمل الأزرق بحكمة العرب بأن يستقبل الناس بما يحبون وأهل موريتانيا يحبون الشعر. ورغم الهدايا المادية القيمة التي أُهديت للوزيرة الناها إلا انها أصرّت على تزيين صالون بيتها فى نواكشوط ببعض أبيات قصيدة الأزرق لأنها الأبقى علي مر الدهور والأزمان.
وقد كان الأزرق شاعرا فطحلا لا يجارى في صناعة القوافي، وكان كثيرا ما يطلعني على قصائده قبل النشر وأشهد أنه إمتنع عن نشر كثير من قصائد الهجاء التى كان قد كتبت عفو الخاطر إنفعالا بموقف أو ردا على متطفل أو متنطع، ولو أنه نشر بعضها لسارت به الركبان ورغم غضبه المضرى في الهجاء إلا أنه سرعان ما يثوب ويؤوب مغلباً الحكمة على الجهر بالسوء من القول.
وأطلعت علي قصيدة هجاء على صحفى زايد عليه منتفخا بريش الطاؤوس إمتنع عن نشرها، ولو أنه فعل لإعتزل ذلك الفنيطيق على قول محمد المهدى المجذوب الصحافة والكتابة. و الراحل الأزرق كثير المدح والفخر فى شعره، فلم يكن يمدح رياءً أو لإكتساب سمعة أو إبتغاء لذهب المعز، او إرتعابا من سيفه.د، بل يستجيش لموقف وجودى أو جمالى مما يُحبّر الشعر ويشنف الآذان. وإن أردت أن تقف على روائع بيانه فأقرأ بيت شعره
*يَحُثُّ مَطَايَايَ شَفِيْفَاً مِنْ الهَوَى ومِنْ رَصِينِ الشِّعْرِ أُزْجِي قَوَافِيَا.*
ولاحظت انه لم يستحمر الشعر و يركب حماره مثل الزجل، أو يسترخص أغرضه فيكتب فى الحقير العابر بل يتنقى من المعادن النفيس. لكنه يكتب فى الموقف والثقافة والتعبير عن جدلية موقفه الوجودى، عبر الأحداث المُنجّمة والأقضية المتجددة. تجد فى قافيته أثر المتنبئ في قوة الديباجة والإعتزاز بالنفس، لذا مالت نفسه لينتقى من الشعر أجزله ، وأراد الفحولة والجزالة فجاءته مطواعة قيد قريحته ينتقى منها اللؤلؤ والزبرجد والذهب الرغام، ويطرح ما عداها من أوشاب.
أما الأزرق المثقف والكاتب فتجد ذلك في سلسلة فريدة من قصص الغربيين الذين أشهروا إسلامهم بعنوان “أقربهم مودة”، وكنت أطالبه منذ فترة أن يعكف عليها تحريرًا وتصويبًا وتوسيعًا لنشرها كتابا، وكانت ستجد القبول والذيوع والإنتشار. و دونك كذلك سلسلة مذكرات سيرته الذاتية عن تاريخ عمله المهنى في وزارة الخارجية التى إختط لها منهجا فريدا، فهى قد خرجت من نوازع السيرة الذاتية التي يكون فيها الفرد هو مركز الأحداث، و تميز أسلوبه فيها عن منهج من سبقوه ممن تشرفت بكتب سيرتهم المكتبات العامرة. بل إن سداد منهجه تميز عن ما أختطه عمرو موسي وزير الخارجية المصري الأسبق في مذكراته تحت عنوان ” كتابيه”، بجزأيه، فترة وزارة الخارجية والجامعة العربية، الذى قام بمهمة التوثيق فيه الصحفي خالد ابوبكر، الذى أجري مقابلات ممن شاركوا في الأحداث وضمنها الكتاب مع الحواشى والشروح، بل إستمدت مذكرات السفير الأزرق فرادة منهجية بتركيزه على الوقائع وسياق الأحداث و الربط الزمني والموضوعي، أكثر من إهتمامه بتضخيم ذاته و موقعه الفعلى فى صناعة الأحداث.
ودونك كذلك كتابه عن “صناعة التوحش” عن داعش، حيث أستل قلم الباحث المحقق عن تاريخ نشأتها وتطورها و تحدياتها و نظرات حول مستقبلها، وقد توقع إنحسار الظل عنها. وعندما صدر الكتاب حررت مقالا أشرت فيه أن الأزرق خلع بردة الشعر ولبس برادة الحديد. وحرر السفير الراحل هذا الكتاب وهو علي سرير المرض بعد عملية زرع الكلية في أسطنبول، وكان يقوم مرهقا من السرير الأبيض ليكتب رغم توجيهات الطبيب بالخلود للراحة. وتم نشر الكتاب على منصة أمازون كما تمت ترجمته للغة الانجليزية.
وللسفير الراحل عبد الله الازرق مناظرات قلمية، مع عدد من المثقفين والمفكرين، و ما كان ينطلق فيها من بعد شخصي بل من موقف جدلى. و ربما لاحظ المتابع أنه صدوعا عن رأيه، وأنظر الي أسلوب سجاله القلمي مع السفير الدكتور الراحل حسن عابدين. حيث قال “تجربتي في وكالة الخارجية علمتنى أن المسؤولية لا تنقضي بمغادرة المنصب فما يتاح للوكيل من أسرار وما يطلع عليه من أحوال مرؤوسيه تضاعف هذه المسؤلية وتديم شطراً منها إلى أن يلاقي ربه”.
خاض الأزرق مناظرات ومعارك، أشهرها على القنوات في لندن، وعندما سُئِل عن مصدر معلوماته، قال إن البعرة تدل علي البعير. كما خاض معركة إعلامية مع بعثة اليوناميد وعقد مؤتمرا صحفيًا قال إن القوات الأممية تستورد السمك المدخن، وتهرب من أى مواجهة لتترك أسلحتها و تناكر الوقود غنيمة لقوات التمرد حينها.و ذلك موقف ما كان أحد يجرؤ على قوله. ولكن إنكسر سيفه فيما عُرِف بمجزرة الترقيات في الخارجية عام 2015، وتلك مسئولية حمل وزرها من هم دونه خبرة أو كتاب منير، أثناء فترة إستشفائه ونقاهته، وعندما سألته عن مغزى تحمل المسئولية لقرارات لم يكن طرفا فيها، قال لأنني جزء من طاقم القيادة فلا أبد أن أتحمل مسئولية القرارات حتى لو لم أشارك فيها. وبغض النظر عن صحة موقفه من عدمها فهى تعكس شخصيته فى تحمل المسئولية بشجاعة وجلد. و رغم بعده عن أروقة الوزارة إلا انه كان يناصح من جاء بعده كتابة ومهاتفة، وحذر مسئول رفيع أن قرار إقالته في الطاولة متى ما نفذ قرارات لجنة التمكين، وأن عليه أن يقف الموقف الصحيح من التاريخ، وقد صدق الرجل حين كذبه ذلك المسؤول. فأنتهى الى ما أنتهى إليه مفصولى لجنة التمكين. وكان كبيرًا و أحد تلامذته فى وزارة الخارجية يرفض أن يحرر له إفادة قنصلية لإجراء أسرى عادى فى أحدى القنصليات فلم يتضجر أو يكفهر.
أما عبد الله الأزرق الأب ورب الأسرة فتلك قصة أخري، إذ كان ينفق من أبوته وحنانه على أسرته من لا يخشى شح الوجدان. وله فلسفة فى ذلك ، فهو يرى أن الأب ليس منوط به الإنفاق فحسب، ولكن أن يبذل حنانا مقيمًا غير مشروط على أبنائه وبناته. وكان الإمام الراحل الصادق المهدي يقول “إن عماد الأسرة الإيمان والحنان”.
عاش عبد الله الأزرق حياته بصدق، كان كريما وفيا، وإنسانا نبيلا وشاعرًا مفلقًا خنذيذًا، خاصم بصدق وصادق بنبل ووفاء، كان قلبه أبيضا وسكينه حمراء.
اللهم إن عبدك عبد الله الأزرق جاءك خالى الوفاض إلا من محبة خالصة لك ولرسولك الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، قدم لأهله ووطنه ولم يستبق شيئا. قدم عمره وشبابه وصحته من أجل الله والوطن ما أستطاع الى ذلك سبيلا. اللهم تقبله قبولا حسنا وأجعل الجنة مثواه مع الصديقين و الشهداء وحسن أولئك رفيقا. وإنا لله وإنا إليه راجعون.