تغبيش الحقائق لخدمة اجندة المليشيا.. “تقدّم” : الأكاذيب المفضوحة

تغبيش الحقائق لخدمة اجندة المليشيا..

“تقدّم” : الأكاذيب المفضوحة

مصادر: الجيش استهدف إمدادات عسكرية ضخمة للمليشيا عبر مطار نيالا..
استخدام القوة مبرر في الدفاع عن النفس ومواجهة التهديدات..

خبير قانوني: يجوز للجيش الوطني تحديد قواعد الاشتباك وفق مقتضيات الميدان…

الكرامة : هبة محمود
عقب إدانات واسعة للجيش السوداني من قبل المليشيا والقوى السياسية الداعمة لها، بشأن استهدافه المدنيين في نيالا بدارفور، أمس الأول، أكدت القوات المسلحة السودانية التزامها التام بقواعد الاشتباك والقانون الدولي الإنساني في استهداف الأهداف المعادية.
وقالت القوات المسلحة في بيان أمس الثلاثاء إن بعض الجهات السياسية المحسوبة على مليشيا آل دقلو الإرهابية درجت على ترويج الأكاذيب عقب كل استهداف تقوم به قواتنا لمواقع نشاط المتمردين، في وقت تلتزم فيه الصمت حيال الفظائع والانتهاكات المتعمدة والمروعة التي ترتكبها المليشيا بحق المواطنين والأعيان المدنية بجميع أنحاء البلاد
وأكدت استمرارها في ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن البلاد والتعامل بالأسلوب المناسب مع أي موقع أو مرفق تستخدمه المليشيا وأعوانها للأغراض الحربية ضد الدولة السودانية.

اتهام الجيش… تغبيش الحقائق

ويأتي بيان الجيش عقب محاولات “تغبيش الحقائق”، وفق مراقبين، من قبل المليشيا وداعميها بشأن استهداف الجيش للمدنيين. وأكدت القوات المسلحة عبر بيانها تعاملها مع أي مرفق تستخدمه المليشيا وأعوانها للأغراض الحربية، ما يشير إلى أن القصف استهدف إمدادات عسكرية ضخمة للمليشيا قادمة عبر مطار نيالا، بحسب مصادر كشفت عن تنفيذ الجيش السوداني عمليات عسكرية شن خلالها الطيران الحربي أكثر من أربع عشرة غارة جوية على مدينة نيالا خلال 12 ساعة في أجزاء متفرقة من المدينة، في تصعيد هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب.
ووُصفت تلك الغارات بالعنيفة على مطار نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور غربي السودان.
وبحسب شهود عيان، فإن الأسابيع الماضية شهدت هبوط عدد كبير من الطائرات تكاد تكون بصورة يومية، تحمل معدات عسكرية

المليشيا… الكذب المفضوح

وقال المتحدث الرسمي باسم مليشيا الدعم السريع، الفاتح قرشي، في بيان له الاثنين، إن الغارات الجوية في نيالا استهدفت الأحياء السكنية والمرافق العامة، بما في ذلك المستشفيات، مما أدى إلى “سقوط مئات القتلى الأبرياء في أماكن متفرقة من أحياء المدينة”، على حد قوله.
وأشار البيان إلى تنفيذ الطيران الحربي السوداني، الذي قال إنه مدعوم من قبل جهات خارجية، أربع طلعات جوية ألقت عشرات البراميل والقنابل، متهمًا السلطات السودانية في بورتسودان بترويع المدنيين.
وأكدت المليشيا في بيانها عزمها الرد بقوة، مشددة على أن “العدالة ستطال المسؤولين عن هذه الجرائم”.

“تقدم”… فرية المدنيين

وفيما أكدت المليشيا استهداف الطيران الحربي مدينة نيالا، قالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” إن القصف الجوي للجيش استهدف المدنيين في عدة مدن سودانية، أبرزها كبكابية بولاية شمال دارفور ونيالا بولاية جنوب دارفور.
ووفقًا للبيان الصادر عن اللجنة الإعلامية للتنسيقية، فإن القصف استهدف سوق مدينة كبكابية، مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة.
كما شمل القصف مناطق أخرى، منها مدن الكومة وطابت الشيخ عبد المحمود، إلى جانب مواقع في العاصمة الخرطوم، حيث تعرض مسجد الشيخ أحمد في شمبات وسوق (6) بجوار مستشفى بشائر جنوب الخرطوم لقصف أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين،
وأكدت التنسيقية في بيانها أن هذه الهجمات تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، محذرة من أن استمرار استهداف المدنيين في مناطق لا تشهد مواجهات عسكرية سيعمق الانقسام المجتمعي الحاد

القوات المسلحة… نموذج احترام القانون الدولي

وفي ظل اتهام الجيش القوى السياسية بالكذب وتأكيد التزامه بقواعد الاشتباك والقانون الدولي الإنساني، يرى المحامي وأستاذ القانون الدولي العام د. هاني أحمد تاج السر أن قضية قواعد الاشتباك قضية قديمة ومتجددة مع الأحداث، وتعتبر من القواعد العسكرية ذات الصبغة الدولية في النزاعات المسلحة
وقال في حديثه لـ”الكرامة” إن القوات المسلحة السودانية ظلت ملتزمة بهذه القواعد وفق الإجراءات والمعايير الدولية.
كما نوه إلى أنه يجوز للجيش الوطني تحديد قواعد الاشتباك وفق مقتضيات الميدان، كما أنه مسموح له باستعمال القوة في حالة الدفاع عن النفس أو لتلافي خطر حال أو وشيك، لا سيما إذا كان هناك عدوان بسند دولي
وأشار إلى أن اتفاقيات جنيف الأربع لسنة 1949م والبروتوكولات المكملة لها أجازت تحديد أساليب خاصة بقواعد الاشتباك إذا كانت هناك أسباب أمنية قاهرة أو تهديد حقيقي للجبهة الداخلية للدولة.
وتابع: “محاولة بعض الجهات اتهام القوات المسلحة ما هي إلا نقش على البحر، لأن الجيش ظل لمدة عشرين شهرًا يقدم نموذجًا في إدارة العمليات العسكرية واحترام القانون الدولي الإنساني”

الحسم العسكري… الاستئصال الكامل

من جانبه، يرى الخبير الأمني اللواء معتصم عبد القادر أن ما يحدث يصب في إطار الخطة “ب” التي تحدث عنها قائد التمرد في آخر ظهور له، مشددًا على محاولات تمكين قوات المليشيا في دارفور باعتباره مخططًا دوليًا لتمركز قوتهم هناك.
واعتبر خلال حديثه لـ”الكرامة” أن بيان تنسيقية “تقدم” يأتي في إطار تورطها مع المليشيا التي تلعب الدور العسكري، فيما تلعب هي الدور السياسي، وانزعاجهم من استهداف الجيش عتادًا عسكريًا بمطار نيالا.
وقال عبد القادر إن الجيش لا يستهدف المدنيين كما تفعل المليشيا، لكنه له الحق في تدمير أي مرفق يُستخدم للأغراض العسكرية.
ونوه إلى أن الواجب الأساسي الآن يتمثل في تكثيف العمليات العسكرية لإنهاء التمرد، وكسر شوكته وإمداده.
وتابع: “المعركة لن تنتهي بتحرير مدني أو الخرطوم، يجب استئصالهم بصورة كاملة، لأنهم يمتلكون موارد مستمرة”.
وأضاف: “الأجواء السودانية ملك للجيش السوداني والحكومة السودانية، ويتوجب عليها فعل ما تراه مناسبًا في الحفاظ على كيان الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top