بعد معركة استمرت اكثر من اربع ساعات تكبدت فيها المليشيا خسائر فادحة تحرير” الحاج عبدالله”.. الطريق الى “ودمدني

بعد معركة استمرت اكثر من اربع ساعات تكبدت فيها المليشيا خسائر فادحة

تحرير” الحاج عبدالله”.. الطريق الى “ودمدني ”

الجيش يلحق خسائر بشرية ومادية كبيرة بالمرتزقة في “الحاج عبدالله”

تدمير” 7″عربات قتالية للمليشيا وتعطيل راجمة 40 دليل..

تحرير الحاج عبد الله يمهد الطريق لتحرير ود مدني وولاية الجزيرة

هلاك العشرات من مرتزقة الجنجويد
والاستيلاء على “9”عربات قتالية

فرار المليشيا تاركة قتلاها وجرحاها
وتدمير عربة C8 جنوب الجزيرة

تقرير : رحمة عبدالمنعم

في ملحمة بطولية جديدة، سطّر الجيش فصلاً مشرقاً من فصول العزة والكرامة، بتحرير مدينة الحاج عبد الله من قبضة المليشيات التي عاثت في الأرض فساداً ،بأرواحهم الزكية ودمائهم الطاهرة، تقدم أبطال القوات المسلحة بثبات وشجاعة، ليعلنوا للعالم أجمع أن السودان لن ينحني، وأن أرض الجزيرة ستظل شامخة بحماة ترابها ،هذا النصر الذي توشح بألوان التضحية والفداء ليس مجرد معركة تُضاف إلى سجل البطولات، بل هو وعد جديد بأن الجيش هو الدرع الحصين لوطنه، والسيف القاطع في وجه أعدائه، وقريباً، كل بقعة من هذا الوطن ستعود إلى حضن الحرية والأمان.

تفاصيل معركة
وفي معركة امتدت لأربع ساعات ونيف، نجحت قوات الجيش الباسلة في فرض سيطرتها الكاملة على مدينة الحاج عبد الله بجنوب الجزيرة، ملحقة خسائر فادحة بمليشيا الدعم السريع،وفي تطور استراتيجي، التقت قوات الجيش القادمة من سنار مع قوات جيش المناقل عند كوبري 57، في خطوة تعكس التنسيق المحكم ووحدة الصفوف، ما أدى إلى تعزيز الجهود وتحقيق النصر،وأكد قائد قوات العمل الخاص، الرائد أمن فتح العليم الشوبلي، أن العملية أسفرت عن تدمير سبع عربات قتالية وعربة C8 بالكامل، وتعطيل راجمة 40 دليل، إضافة إلى هلاك عشرات المرتزقة والاستيلاء على تسع عربات قتالية وعدد كبير من الأسلحة الخفيفة.

وأشار الشوبلي إلى أن القوات تواصل تقدمها بثبات ومعنويات عالية، مؤكدة جاهزيتها لخوض المعركة الفاصلة لاستعادة مدينة ود مدني وكل ولاية الجزيرة، بعدما تمكنت من الوصول إلى داخل سوق الحاج عبد الله، وهو ما يعتبر خطوة استراتيجية نحو تحرير المزيد من المناطق الحيوية بالولاية.

أهمية المنطقة
مدينة الحاج عبد الله، الواقعة على الضفة الغربية للنيل الأزرق وعلى الطريق بين ود مدني وسنار، تعد من أكبر المحليات في ولاية الجزيرة من حيث المساحة وعدد القرى التابعة لها، إذ تضم حوالي 118 قرية ووحدات إدارية متعددة ،كما تعتبر مركزًا اقتصادياً وزراعياً مهماً، حيث يمتهن سكانها الزراعة والتجارة والصناعة وتربية الحيوان، وتحتضن مصانع للغزل والنسيج ومحالج القطن ومصانع إنتاج ألواح الثلج.
وأشار الصحفي محمد الفاتح، المتخصص في الشؤون العسكرية، إلى أن تحرير الحاج عبد الله يمثل ضربة قوية لمليشيا الدعم السريع، ويعكس قوة استراتيجية الجيش في استعادة السيطرة على مواقع حساسة. وأضاف لـ”الكرامة”،أن “تحرير الحاج عبد الله يعني عملياً اقتراب القوات المسلحة من معركة الحسم في ود مدني، ما يجعل تحرير ولاية الجزيرة بالكامل أقرب من أي وقت مضى”.

من جهته، أوضح الدكتور أحمد إبراهيم، الباحث في الشؤون الجيوسياسية، أن أهمية الحاج عبد الله لا تكمن فقط في موقعها الجغرافي المتميز على طريق رئيسي، بل أيضاً في كونها نقطة اقتصادية وصناعية حيوية. وقال لـ”الكرامة”،:تحرير الحاج عبد الله يعزز سيطرة الجيش على محاور استراتيجية ويمثل رسالة واضحة بأن الجيش ماضٍ بثبات نحو تحقيق النصر”.

مشاعر الفخر
واستيقظت ولاية الجزيرة على أنغام النصر وعطر الفداء، حيث علت مشاعر الفخر في قلوب الأهالي وهم يشاهدون راية الجيش ترفرف في سماء الحاج عبد الله، معلنةً عن ميلاد جديد للحرية والكرامة، كانت الشوارع تضج بالهتافات، والأيادي تُرفع بالدعاء، والأنظار تترقب بعزة خطوات الأبطال الذين سطروا بدمائهم تاريخاً لا يُنسى.

وبعث المواطن محمد العبيد، ودموع الفرح تملأ عينيه برسالة صوتية لـ”الكرامة” عبر تطبيق “الواتساب ” قائلاً فيها:إنه يوم انتظرناه طويلاً، جيشنا العظيم أعاد لنا الأمان، وأثبت أنه درع هذا الوطن وسيفه القاطع، اليوم نستعيد الثقة، نستعيد الحلم، ونرى في تحرير الحاج عبد الله بداية النهاية لظلم المليشيات ومرتزقتها”.

وعلى ضفاف النيل الأزرق، اجتمعت النسوة يغنين أغاني الفخر للأبطال، فيما كان الشيوخ يتبادلون الحكايات عن معارك مضت وشجاعة لا تعرف الهوادة، قال الحاج أحمد عبد الرحمن، أحد وجهاء المنطقةلـ”الكرامة”: هذا الجيش ليس فقط قوة عسكرية، بل هو روح السودان، وهو أمل كل بيت وكل طفل ينتظر صباحاً آمناً بلا خوف ،تحرير الحاج عبد الله اليوم يعني أن الشمس ستشرق قريبًا على ود مدني وكل الجزيرة”.

وتعالت أصوات الأطفال في الأزقة والساحات، حاملين ألعاباً خشبية وكأنهم يحاكون بطولات جيشهم، فيما كانت النساء تزين بيوت المدينة بالأعلام، تعبيراًً عن الفرح والانتصار. تقول أم علي، وهي أم لأحد الجنود: “لم أنم طوال الليل وأنا أدعو الله أن ينصر أبناءنا، واليوم قلبي يرقص فرحاً لأن تضحياتهم لم تذهب سدى. نحن شعب يؤمن بأن الأرض هي الكرامة، والكرامة هي الحياة”.

هذا المشهد الملحمي الذي رسمته الحاج عبد الله بعد تحريرها لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل هو صفحة جديدة تُضاف إلى كتاب النضال السوداني، تروي قصة شعب يؤمن بجيشه، ويقف معه قلباً وقالبا حتى يتحقق النصر الكامل، وتعود كل المدن إلى حضن الوطن.

عمق الجزيرة
مع اقتراب الجيش من ود مدني، تتزايد التوقعات بحدوث معركة فاصلة تعيد السيطرة الكاملة على ولاية الجزيرة، وتؤكد التطورات الميدانية أن القوات المسلحة عازمة على استعادة كل شبر من أرض الوطن، في مواجهة مليشيا الدعم السريع التي تواجه خسائر متزايدة يوماً بعد يوم.

الجيش، مدعوماً بروح معنوية عالية، يواصل تقدمه بصلابة وإصرار، ليؤكد مجدداً أنه الحامي الأمين لتراب السودان ومصدر الفخر والعزة لكل سوداني.