المدير العام لقوات الجمارك اللواء صلاح احمد ابراهيم لوفد (صحيفة الكرامة) :
استعدنا نظام (الأسيكودا) لتسهيل الإجراءات الجمركية بعد “معركة تقنية”
واجهنا تحدي تعويض فاقد الإيرادات ونجحت فى اسناد الدولة
تسييّر قوافل غذائية ودعم المستشفيات وحفر الأبار ضمن مسؤوليتنا المجتمعية
قوات الجمارك تشارك في معركة الكرامة وقدمت الشهداء..
نفذنا الربط المقدر بنسبة 197% ونواصل جهودنا لحماية الاقتصاد..
الجمارك ستظل سداً منيعاً أمام التهريب وحامياً للاقتصاد الوطني
(…..) هذه خطة الجمارك للعام الجديد..
بورتسودان : رحمة عبدالمنعم
في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، برزت شخصيات وطنية حملت على عاتقها مسؤولية حماية مؤسسات الدولة وضمان استمرارية عملها رغم تعقيدات الحرب ،من بين هذه الشخصيات، اللواء صلاح أحمد إبراهيم، المدير العام المكلف لقوات الجمارك، الذي يقود الجمارك في واحدة من أصعب المراحل، مسهماً في تعزيز الإيرادات، تأمين التجارة، مكافحة التهريب، ودعم المجهود الحربي والإنساني. بحنكة إدارية ورؤية استراتيجية حيث نجح في الحفاظ على دور الجمارك كمؤسسة محورية في الاقتصاد الوطني، بل وجعلها رافداً رئيسياً لدعم القوات المسلحة والشعب السوداني خلال الحرب.
وفد (صحيفة الكرامة) التقى اللواء صلاح أحمد إبراهيم، مدير عام قوات الجمارك، أمس السبت اثناء زيارته لرئاستها فى بورتسودان محمولا على اهتمام مكتب اعلام قوات الجمارك الذى يقوده العميد مجاهد الفادني، حيث استعرض المدير العام الإنجازات التي حققتها الجمارك خلال الحرب، والدور الذي اضطلعت به في دعم القوات المسلحة وتأمين الاقتصاد الوطني.
معركة الإيرادات
وأكد مدير عام قوات الجمارك المكلف ،اللواء صلاح أحمد إبراهيم، لدى لقائه بوفد صحيفة الكرامة أمس الأحد ، أن الجمارك كانت من أوائل المؤسسات التي انتقلت إلى بورتسودان عقب اندلاع الحرب، مشيراً إلى أن نحو 60% من إيرادات الجمارك تأتي من موانئ البحر الأحمر، مما وفر أرضية صلبة لضمان استمرارية الإيرادات رغم فقدان الخرطوم كأحد أهم المنافذ الاقتصادية.
وأضاف أن استعادة نظام (الأسيكودا)، المعني بتسهيل الإجراءات الجمركية، كانت معركة كبيرة خاضتها الجمارك بنجاح عبر كوادرها الفنية والتقنية، بهدف تبسيط المعاملات الجمركية وتعزيز كفاءة الأداء في ظل الأوضاع الطارئة، كما أوضح أن الجمارك واجهت تحدياً كبيراً في تعويض الإيرادات التي كانت تأتي من الخرطوم، وهو ما استدعى الاعتماد على ولاية البحر الأحمر كمصدر أساسي لتعويض الفاقد.
وأشار إلى أن الجمارك، رغم الظروف الصعبة، أدت دورها الاقتصادي بالتوازي مع دور قواتنا في الميدان، مضيفًا: “مثلما يقاتل الجنود في الخطوط الأمامية، كنا نقاتل لتعظيم الإيرادات وضمان استمرار تدفق الموارد لخزينة الدولة”.
دور محوري
وشدد مدير عام الجمارك على الدور الكبير الذي لعبته الجمارك في معركة الكرامة، حيث لم يقتصر على الجانب الاقتصادي وحماية الإيرادات، بل امتد ليشمل دعم المجهود الحربي، وكشف عن أن الجمارك قدمت ضباطاً وجنوداً في الصفوف الأمامية للقتال، كما فقدت عدداً من منسوبيها شهداءا في سبيل الوطن.
وفي سياق دعم الجمارك للمجتمع، أوضح أن الجمارك قامت بتسيير قوافل غذائية إلى مواطني مدينة ودمدني العائدين إلى جانب مساهمتها في دعم المستشفيات بالإمدادات الطبية اللازمة، و التبرع بحفر ابار المياة في بورتسودان ،تأكيداً على التزامها الوطني في هذه المرحلة الحرجة.
وهنأ اللواء صلاح أحمد إبراهيم الشعب السوداني، ورئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول عبدالفتاح البرهان، وجميع القوات النظامية على الانتصارات الكبيرة التي تحققت مؤخراً مشيداً بجهود قوات مكافحة التهريب التي نفذت ضبطيات متتالية أسهمت في حماية الاقتصاد الوطني ومنع تدفق الأسلحة والمخدرات إلى الداخل.
الأداء الجمركي
وكشف اللواء صلاح احمد ابراهيم عن خطة طموحة للعام الجديد تهدف إلى رفع قدرات منسوبي الجمارك داخلياً وخارجياً، وتوسيع نطاق الربط الشبكي مع الجهات ذات الصلة، وتطوير نظام إدارة المخاطر لضمان مزيد من الفعالية في مكافحة التهريب وتأمين الاقتصاد الوطني.
وأكد أن الجمارك ستواصل جهودها في مراقبة المعابر والمنافذ الحدودية، وتشديد إجراءات مكافحة تهريب السلاح والمخدرات، والتصدي لمحاولات تهريب الآثار والمخطوطات السودانية، فضلاً عن مكافحة عمليات حق غسل الأموال والجرائم العابرة للحدود ،وأشار إلى أن قوات الجمارك حققت 197% من الربط المقرر لها خلال العام الماضي، وهو ما يعكس التزام منسوبيها بتحمل المسؤولية الوطنية والعمل الجاد من أجل تعافي الاقتصاد السوداني والخروج بالبلاد إلى بر الأمان.
عمليات التهريب
وأوضح مدير الجمارك أن قواته لعبت دوراً محورياً في مكافحة التهريب وضبط عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات التي كانت في طريقها لدعم المتمردين، مشيراً إلى أن عناصر المليشيا تعتمد بشكل أساسي على تعاطي الترامادول والحبوب المخدرة، وهو ما كشفته العديد من الضبطيات التي تمت بفضل يقظة رجال الجمارك. وقال أن الجمارك تمكنت من إحباط محاولات عديدة لتهريب الأسلحة بهدف دعم المليشيا، بالإضافة إلى التصدي لعمليات تهريب الذهب التي تستهدف ضرب الاقتصاد الوطني، وأضاف أن آخر هذه الضبطيات نجاح قوات الجمارك في إحباط تهريب 19 كيلوغراماً من الذهب عبر مطار بورتسودان، مؤكداً استمرار الجهود لحماية موارد البلاد ومنع استغلالها في تمويل التمرد.
تعديلات جديدة
وكشف اللواء صلاح أحمد إبراهيم عن تعديلات مرتقبة في قانون الجمارك تشمل منح حصانة للضباط والجنود لحمايتهم أثناء أداء واجبهم الوطني، بالإضافة إلى تشديد العقوبات على المهربين، بهدف ردع أي محاولات للإضرار بالاقتصاد السوداني وتعزيز قدرة الدولة على مواجهة التحديات الجمركية والأمنية.
استيراد السيارات:
وحول الرسوم الجمركية المتوقعة لتنفيذ قرار استيراد السيارات قال اللواء صلاح انها تقل وتزيد حسب موديل السيارة وسنة صنعها، مشيرا الى انه كلما كان الموديل حديثا كلما قلت الرسوم التى تزيد كذلك كلما تاخرت سنة الصنع لضمان دخول سيارات بجودة عالية، ولتشجيع ادخال العربات الجديدة.
وفي ختام حديثه، شدد مدير عام الجمارك على أن البلاد تمر بظروف استثنائية تتطلب تكاتف الجهود، مؤكدًا أن الجمارك ستظل سداً منيعاً في وجه التهريب، وركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الوطني، وشريكاً رئيسياً في معركة الكرامة حتى دحر التمرد واستعادة الاستقرار.