المليشيا الإرهابية مستمرة في استهداف المنشآت الحيوية محطة أم دباكر…تفاصيل الهجوم الثاني

المليشيا الإرهابية مستمرة في استهداف المنشآت الحيوية

محطة أم دباكر…تفاصيل الهجوم الثاني

التمرد يستهدف محطة أم دباكر ب 5 مسيرات انتحارية

أضرار جسيمة بثلاثة محولات كهربائية

انقطاع التيار الكهربائي عن مدن النيل الأبيض بعد الهجوم..

هجوم جديد يعيد استهداف محطة أم دباكر بعد أقل من شهر

وزير الدفاع يكشف عن قواعد انطلاق الطائرات المسيّرة ..

الجيش يتهم تنظيم (دقلو اخوان الإرهابي ) بتدمير البنية التحتية

الإمارات زودت مليشيا الدعم السريع بالطائرات المسيرة الاستراتيجية

استهداف البنية التحتية يزيد من معاناة السودانيين..

تقرير :رحمة عبدالمنعم
في تطور خطير ضمن سلسلة الهجمات التي تشنها مليشيا الدعم السريع على البنية التحتية الحيوية في السودان، استهدفت طائرات مسيّرة انتحارية فجر يوم امس الأحد محطة أم دباكر لتوليد الكهرباء، الواقعة بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد. يُعد هذا الاعتداء استكمالاً لنهج المليشيا في استهداف المنشآت التي تمثل شريان الحياة للمواطن، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدة مدن رئيسية في الولاية، بينها كوستي وربك.

تفاصيل الهجوم
والهجوم الذي نفذته المليشيا باستخدام 5 طائرات مسيّرة انتحارية تسبب في أضرار واسعة بمحطة أم دباكر، وهي المحطة الحرارية الأكبر لتوليد الكهرباء في السودان، وبحسب مصدر رسمي من شركة الكهرباء، فإن الهجوم أدى إلى تضرر ثلاثة محولات رئيسية، اثنان منها بشكل كبير بينما أصيب الثالث بأضرار أقل نسبياً، وقد أثّر ذلك على إمدادات الكهرباء التي تغذي مدن النيل الأبيض، حيث اشتكى السكان المحليون في تلك المناطق من الانقطاع التام للتيار الكهربائي بعد الهجوم.

الهجوم الأخير ليس الأول من نوعه على محطة أم دباكر، إذ سبق أن تعرضت المحطة لهجوم مشابه في الثاني والعشرين من يناير الماضي، عندما استهدفت سبع طائرات مسيرة المحطة نفسها، الهجمات المتكررة على المحطة تشير إلى استراتيجية واضحة لمليشيا الدعم السريع لتعطيل المنشآت الحيوية وإحداث شلل كامل في الخدمات الأساسية للسكان.

طائرات مسيرة
وتصاعدت خطورة هذه الهجمات مع كشف وزير الدفاع الفريق ركن يسن إبراهيم، في تصريحات لصحيفة الكرامة، عن تفاصيل مثيرة حول الطائرات المسيرة التي تستخدمها المليشيا، وأكد أن هذه الطائرات تنطلق من قواعد خارجية، وتحديداً من قاعدة أم جرس التشادية، مشيراً إلى أنها من طراز High-Altitude Long Endurance، المصنفة ضمن الطائرات الاستراتيجية ذات المدى البعيد، وأضاف الوزير أن هذه الطائرات قادرة على التحليق لمدة تصل إلى 24 ساعة متواصلة وعلى ارتفاع يبلغ 70 ألف قدم، مع وزن يتجاوز 4 أطنان ،وقد أشار إلى أن الطائرات يتم تزويدها بالوقود أثناء الطيران لزيادة مداها، وهو ما يعكس تخطيطاً ممنهجاً واستراتيجياً لضرب المنشآت الحيوية في السودان.

تداعيات الهجوم
الهجوم الأخير ألحق أضراراً مباشرة بالمحول الكهربائي المغذي لمدينتي كوستي وربك، ما أدى إلى توقف الخدمات بشكل كامل في تلك المناطق، وأعلنت شركة كهرباء السودان أن هذا الهجوم هو السابع من نوعه على منشآت الكهرباء منذ اندلاع الحرب في البلاد ،وفي الوقت نفسه، تعمل الفرق الفنية على مدار الساعة لإصلاح الأضرار، بهدف إعادة التيار الكهربائي إلى المناطق المتضررة في أقرب وقت ممكن. ومع ذلك، فإن الهجمات المتكررة تضعف قدرة الشركة على توفير خدماتها بشكل مستمر، وتكشف عن تحديات كبيرة في تأمين هذه المنشآت ضد الاعتداءات المستقبلية.
وفي بيان شديد اللهجة، أدانت القيادة العامة للقوات المسلحة هذا الهجوم ووصفته بأنه امتداد لممارسات “مليشيا آل دقلو الإرهابية” التي تسعى لتدمير مقدرات البلاد، وأوضح البيان أن المليشيا، منذ تمردها الفاشل ومحاولتها الانقلاب على السلطة، استهدفت البنية التحتية السودانية بشكل منهجي، بما في ذلك الكهرباء، والمياه، والمرافق الصحية والتعليمية، وأشار البيان أيضاً إلى تورط جهات خارجية في دعم المليشيا، وعلى رأسها دولة الإمارات، التي زُوّدت المليشيا بالأسلحة المتطورة، وأكدت القيادة العامة أنها تمتلك تفاصيل دقيقة حول مسارات إمداد الأسلحة وطرق دخولها إلى البلاد عبر دول الجوار.

تصعيد ممنهج
ويأتي الهجوم على محطة أم دباكر ضمن سلسلة من الاعتداءات التي شنتها مليشيا الدعم السريع على البنية التحتية في مختلف أنحاء السودان.،ففي الشهر الماضي، أقدمت المليشيا على إحراق مصفاة الخرطوم (مصفاة جيلي) شمال العاصمة، وهي أكبر محطة لتكرير النفط في البلاد، ما أدى إلى توقف العمل فيها بالكامل، كما استهدفت محطة كهرباء دنقلا في الولاية الشمالية، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة، إلى جانب استهداف محطات الكهرباء والمياه بولاية القضارف.،وفي وقت سابق، نفذت المليشيا هجوماً على سد مروي، أحد المشاريع الاستراتيجية الكبرى في الولاية الشمالية.
وفي سياق متصل، أصدرت منظمة نداء الوسط بياناً نددت فيه بالهجوم على محطة أم دباكر، مؤكدة أن المليشيا تواصل حربها المعلنة ضد الشعب السوداني ،وأشارت المنظمة إلى أن هذه الهجمات تهدف إلى تدمير البنية التحتية بشكل ممنهج، وهو ما يعكس رغبة المليشيا في تعطيل الحياة اليومية للمواطنين وزيادة معاناتهم.

أبعاد الأزمة
الهجمات المتكررة على المنشآت الحيوية في السودان تعكس تصعيداً خطيراً، يستهدف إضعاف قدرة الدولة على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، ويعدّ هذا الأمر تحدياً كبيراً أمام الحكومة التي تواجه أزمة مركبة، تشمل حماية هذه المنشآت من جهة، وإصلاح الأضرار الناتجة عن الهجمات من جهة أخرى.
إن استهداف محطة أم دباكر يأتي ضمن سلسلة ممنهجة من الاعتداءات التي تسعى لتعطيل حياة المواطنين السودانيين وضرب استقرار البلاد.،وفي ظل استمرار هذه الحرب، يبقى الأمل معقوداً على قدرة الجيش اوالقوى الوطنية على حماية مقدرات الشعب السوداني، والتصدي لهذه الهجمات المتكررة التي تستهدف أساسيات الحياة اليومية.