لازلنا فى الشِّتاء ..!! ✍🏼لواء شرطة (م) : د . إدريس عبدالله ليمان

لازلنا فى الشِّتاء ..!!
✍🏼لواء شرطة (م) :
د . إدريس عبدالله ليمان
———————————–
كَثُرَ الحديث فى الوسائط عن ضعف الأداء الحكومى وإنعدام أو قلة الخدمات الأساسية من صحة ومياه وكهرباء وغيرها كما كثر الحديث عن غياب الشرطة الفعلى رغم وجودها الحُكمى فى التصريحات الرسمية ، وضعف أداءها فى المناطق التى تم تحريرها من المليشيا كما تطالعنا الوسائط الإعلامية التى تحتمل الصِحَّة أو المبالغة فى التوصيف ، فإن كان مايتم تداوله صحيحاً فعلى هذه المؤسسة أن تستيقظ وتنهض لمعالجة أوجه القصور فى أدائها لكسب ثقة المواطنين وبناء علاقة جديدة بينهم فهى بحاجة إليهم وهم بحاجة إليها .. وإن كان غير صحيح فهذا هو الوقت المناسب لمراجعة العقيدة المهنية برمتها وإنهاء العقدة التاريخية والوصم المجتمعى الذى لازمها طيلة سنوات عمرها بأنها خادمة للسلطة القائمة أيَّاً كانت وتدين لها بالولاء المطلق وهو المفهوم الذى عجزت الشرطة عن تصحيحه للرأى العام بأنها أهم أدوات إنفاذ القانون الذى تُسِنَّه وتُشَرِّعُه السلطة القائمة سواءًا كانت يميناً أو يساراً أو دون ذلك ، وليس لها إلاَّ تطبيقه وتنفيذه والإلتزام به دون أن تكون لها علاقة لها بسياسة الحُكَّام وأنظمتهم الحاكمة .. وكل المأمول منها أن تنتهج نهج الكرامة ومبادئ العدالة وسيادة حكم القانون ( نَصَّاً وروحاً ) فالذى ينتظرها من مهام وواجبات ليس بالأمر الهيُّن فالمجموعات التى هربت من السجون وجدت غايتها وبُغيتها فى المليشيا فشاركتها فى القتال والإنتهاكات ( ومنهم من هو محكومّ عليه بالإعدام ومنهم بالمؤبد ) ، وقطعاً ستسعى تلك المجموعات الكبيرة إلى ديمومة الفوضى وإضعاف الدور الشُرطى بإستهداف المؤسسة الأمنية وإخافتها ( إن لم تجد عصا الدولة الغليظة ) حتى تجد البيئة الملائمة لممارسة أنشطتها الإجرامية ، فإذا نجحت فى مسعاها فى زعزعة الأمن أو عدم إستقراره على أقل تقدير فإن هذا الأمر سيُضعف الدولة المُنهكة أصلاً ، وسيجعل المواطن السودانى يبحث عن وسائل بديلة أكثر موثوقية من الدولة فى ظَنِّه ولعلها تكون القبيلة أو العشيرة أو الصُحبة ( والسلاح على قفا من يشيل ..!! ) .. فيجب على ولاة الأمر فى ظِلِّ إنشغالهم بالمعركة الكبرى أن لاينسوا أمر الناس وتوفير الخدمات الضرورية لأنها خير معين على الإستقرار والأمان ، وأن تجد الشُرطة ولو سطراً واحداً من صفحات إهتماماتهم بتحسين ظروف الخدمة بدءًا بالرواتب وإنتهاءًا بنقص القوة وضعف المعينات والحماية القانونية الإستثنائية حتى يكتمل الأداء المهنى بإعادة ماتم تدميره من مقومات الأمن المجتمعى .. فالتضحيات التى قدمتها الشرطة فى هذه المعركة والبطولات العظيمة والبسالة والرجولة فى ميادين القتال ودماء الشهداء وفقد الأعضاء تؤكد أن هذه المؤسسة العظيمة تستحق السند والإهتمام الحقيقى من الدولة .. فيا إخوتى أروا أهل السودان من أنفسكم خيراً .. ونُذكركم بالمقال أدناه الذى كُتب بعد ثلاثٍة وعشرون يوماً فقط من إندلاع الحرب بتأريخ 8 مايو 2023 رغم إتساع النظر وإختلاف زوايا ( الشوف ..!! ) وتغيُّر الأحوال وتطورها وإختلافها عمَّا كانت عليه قبل عامين
وحفظ الله بلادنا وأهلها من كُل سوء .