تهاوت تحت وقع ضربات الجيش .. واصداء دولية لاستعادة القصر .. المليشيا ..انهيار (مشروع دقلو اخوان )

تهاوت تحت وقع ضربات الجيش ..
واصداء دولية لاستعادة القصر ..

المليشيا ..انهيار (مشروع دقلو اخوان )

 

إحكام الحصار على جيوب الجنجويد.. الموت أو الاستسلام

هلاك المئات من عناصر المليشيا .. والجيش يدفن الجثث بالبوكلن

الجيس بفترب من تحرير العاصمة.. والمليشيا تلفظ أنفاسها الأخيرة

الخارجية الأمريكية: استعادة الجيش للقصر الجمهوري حدث مهم

فلول الدعم السريع محاصرة وانقطاع الاتصالات مع القادة..

قادة الجنجويد يفرّون.. وعناصرهم يتخبطون بلا توجيهات وسط الحصار

العميد عثمان حسن: انهيار الجنجويد بات أمراً واقعًا والجيش يفرض سيطرته

فولكر : الجيش يحقق نصرًا سياسياً وعسكرياً والمليشيا ستتراجع لدارفور

احتفاء عالمي بانتصار الجيش.. وانهيار مليشيا الجنجويد

تقرير : رحمة عبدالمنعم

تواصل القوات المسلحة تقدمها الحاسم في الخرطوم، محكمة الحصار على ما تبقى من جيوب المليشيا التي باتت بلا قيادة أو دعم. ومع استعادة الجيش للمنشآت السيادية والمواقع الاستراتيجية، تتفاقم خسائر المليشيا التي فقدت القدرة على التنظيم والتواصل، لتجد نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما: الموت أو الاستسلام. التحولات الميدانية الأخيرة أكدت انهيار التمرد بشكل غير مسبوق، وسط احتفاء محلي ودولي بانتصارات الجيش التي تمهد لتحرير العاصمة بالكامل.

إحكام السيطرة
تواصل القوات المسلحة إحكام قبضتها على العاصمة الخرطوم وأجزاء واسعة من البلاد، مسددة ضربات قاصمة لمليشيا الدعم السريع، التي فقدت قدرتها على الصمود وفقدت مواقع استراتيجية عدة تحت وطأة الهجمات المركزة.
وفي اليومين الماضيين ، تمكن الجيش من تحرير القصر الجمهوري، ومباني مجلس الوزراء، ووزارات المالية والداخلية والخارجية والصحة والتجارة والزراعة والحكم الاتحادي والإعلام، إضافة إلى رئاسة جهاز المخابرات العامة، ومجمع المحاكم، ورئاسة شرطة الجمارك. كما استعاد الجيش السيطرة على برج شركة زين، وبنك السودان المركزي، ومصرف الساحل والصحراء، وبرج التعاونية، وجامعة السودان، وكلية البيان، وقاعة الصداقة، ومتحف السودان القومي.
وفي تطور آخر، وسّعت القوات المسلحة نطاق عملياتها في مدينة أم درمان، حيث وصلت إلى تقاطع الصهريج بمحلية “أمبدة”، وسيطرت بالكامل على سوق ليبيا، مما قطع أهم خطوط الإمداد التي كانت تستخدمها المليشيا لإعادة تموضعها.

عجز المليشيا
وأكد الخبير العسكري، العميد م. عثمان حسن، أن المعارك الأخيرة أثبتت عجز المليشيا عن التنسيق بين قياداتها العليا ووحداتها الميدانية، مما جعلها تتهاوى بسرعة أمام تقدم الجيش.
وأوضح في حديثه لصحيفة الكرامة أن التطورات المتسارعة في الخرطوم وولايات الجزيرة وسنار وأجزاء من شمال كردفان وضعت المليشيا أمام خيار وحيد: التراجع والانهيار.
وأشار إلى أن فقدانها هذه المناطق دفعها إلى البحث عن تحالفات مع جهات متمردة أخرى، مثل الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، في محاولة لإنقاذ ما تبقى من قوتها، لكنه أكد أن هذه التحالفات تظل بلا جدوى، نظراً للحالة الميدانية المتدهورة للمليشيا.
كما أوضح أن استعادة القصر الجمهوري بعد معارك استمرت أربعة أيام يمثل نقطة تحول حاسمة في المشهد العسكري، حيث يمهد الطريق أمام الحكومة لإعادة ترتيب الأوضاع الإدارية في الخرطوم خلال فترة وجيزة.

واقع جديد
في السياق ذاته، اعتبر المبعوث الأممي السابق للسودان، فولكر بيرتيس، أن الانتصارات الأخيرة للجيش ستجبر مليشيا الدعم السريع على الانسحاب إلى معاقلها في دارفور.
وقال في حديث لوكالة أسوشيتد برس (AP): “لقد حقق الجيش السوداني نصراً عسكرياً وسياسياً مهماً، واستعاد السيطرة على الخرطوم بشكل شبه كامل، مما سيؤدي قريباً إلى تطهير العاصمة بالكامل من المليشيا”.
وأضاف: “لكن هذا لا يعني نهاية الحرب بعد، حيث لا تزال المليشيا تسيطر على بعض المناطق في غرب السودان، لكنها أصبحت معزولة وفاقدة للزخم العسكري”.
وأشار بيرتيس إلى أن القوى المدنية التي تحالفت مع المليشيا فقدت كل شرعيتها بعد الانهيار الميداني الأخير، مما يعيد المشهد السياسي إلى مرحلة جديدة، يكون فيها للمدنيين الوطنيين الدور الرئيسي في إعادة بناء السودان”.

جثث المرتزقة
ومع تواصل تقدم الجيش، تكبدت المليشيا خسائر بشرية هائلة، حيث كشف مصدر عسكري لصحيفة الكرامة أن جثث القتلى من عناصر المليشيا تملأ الشوارع، واضطر الجيش إلى دفنها باستخدام آليات “البوكلن” بسبب كثافة أعدادهم.
وأكد المصدر أن الجيش عثر على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر داخل مباني جهاز المخابرات العامة، التي كانت المليشيا تستخدمها كمخازن للأسلحة النوعية، إلا أن السيطرة عليها حرمت المتمردين من أحد أهم مصادر قوتهم.
وأضاف أن المليشيا فقدت القدرة على التواصل بين قياداتها الميدانية، مما أدى إلى انهيار التنسيق العسكري بين وحداتها المتبقية في الخرطوم، مشيراً إلى أن عدداً من قادتها فروا نحو دارفور بعد أن فقدوا السيطرة تمامًا.

الخارجية الامريكية

ومع هذه التطورات،قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية السيدة تامي باروسي ان بلادها تتابع التطورات الجارية في السودان، وقالت ان استعادة القوات المسلحة لمباني القصر الجمهوري بالخرطوم يعد حدثاً مهماً.
وأشارت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية في تعليقات صحفية في الايجاز الصحفي الذي نشره موقع الوزارة اليوم السبت 22 مارس، أشارت الى ان الخارجية الامريكية تتابع تطورات الأحداث في السودان، وقالت “أعتقد أن العالم جله ينبغي ان يتابع هذا الوضع”، واضافت “ويبدو أنه حدث مهم، ونحن نراقب الوضع ونعي ذلك” .
واكدت للصحفيين استعادة القوات المسلحة السودانية للقصر الجمهوري يوم الجمعة .

واحتفت الصحافة العالمية بانتصارات الجيش السوداني، ووضعت “واشنطن بوست” خبر استعادة القصر الجمهوري في صدر صفحتها الأولى، معتبرة أن هذا الحدث يمثل تحولًا جذريًا في المشهد السوداني.
كما نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرًا تحت عنوان: “الجيش وهزيمة الجنجويد”، مؤكدة أن سقوط الدعم السريع في الخرطوم يعني نهاية نفوذه في العاصمة.
وأكدت الصحف الدولية أن هزيمة المليشيا تعني إفشال المشروع الإقليمي الذي كان يهدف إلى فرض سيطرة الدعم السريع على السودان، مما يمثل انتصارًا كبيرًا للشعب السوداني وجيشه الوطني.

انهيار شامل
مع استمرار العمليات العسكرية وتطهير الخرطوم من فلول المليشيا، تتجه الأنظار إلى الخطوات المقبلة التي سيتخذها الجيش لإعادة الاستقرار إلى العاصمة.
وأكد العميد عثمان حسن أن ما حدث يمثل أكبر انهيار للمليشيا منذ بداية الحرب، حيث لم تعد تملك أي مقومات للصمود، وأصبحت مجرد فلول متفرقة تبحث عن مهرب أو ملاذ آمن.
وختم بقوله: “القوات المسلحة تتقدم بثبات نحو إنهاء التمرد، وخلال الفترة المقبلة ستشهد البلاد تطورات عسكرية حاسمة تؤدي إلى استعادة كامل أراضيها وتأمينها من خطر المليشيات المسلحة”.