المليشياتفرض حصاراً محكما على اخر معاقلها بام درمان.. “مواطنو الصالحة”.. دروع بشرية لاطالة الحرب

المليشيا تفرض حصاراً محكما على اخر معاقلها بام درمان..

“مواطنو الصالحة”.. دروع بشرية لاطالة الحرب

التمرد مستمر فى ممارسة جرائمه وممارسة القتل والاختطاف والنهب ..

منع المدنيين من الذهاب للأسواق وشراء الاحتياجات الأساسية.

” الصالحة” تحولت إلى ثكنة عسكرية بقيادة قجة ومرتزقة من دولة مجاورة ..

 

اعتقال 154 شخصا بينهم 31 امرأة وطفلا ومنع المواطنين من مغادرة المليشيا

الكرامة: هبة محمود
في اخر معاقلها بمدينة امدرمان تستخدم مليشيا الدعم السريع، المواطنين بمدينة الصالحة دروع بشرية ، بعد أن فشلت في إحراز أي تقدم ميداني.
وفي إطار نهجه القتالي يستمر الدعم في ممارسة جرائمه ضد المواطنين والتنكيل بهم، بمدينة الصالحة بشكل مأساوي.
وبحسب لجان أحياء الصالحة في أم درمان فإن قوات المليشيا تمارس القتل والاختطاف والنهب بحق المواطنين في المنطقة، مشيرة إلى أن هذه القوات منعت المدنيين من الذهاب إلى الأسواق والمحلات التجارية لشراء الاحتياجات الأساسية.
وقالت في بيان لها أمس الثلاثاء أن المليشيا تفرض حصارا محكمًا على المدنيين بمنعهم الخروج من المنازل إلى السوق والمحلات التجارية، ما أدى إلى حرمانهم من الاحتياجات الأساسية التي تشمل الغذاء والدواء.
وأشارت إلى أن المليشيا منذ هزائمها في شرق النيل والخرطوم، حولت منطقة الصالحة إلى ثكنات عسكرية بقيادة الجنرال قجة ومرتزقة من دولة مجاورة، يطلقون الرصاص على المدنيين لأقل الأسباب.

جرائم بالجملة

والاسبوع الماضي نقلت تقارير تنفيذ المليشيا هجوما على منازل المواطنين في منطقة صالحة
وبحسب التقارير فقد شنت أعداد كبيرة من عناصر المليشيات الجنوبية، هجومًا واسعًا على منازل المواطنين بمنطقة صالحة، في تصعيد خطير يعكس تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وأفاد شهود عيان بأن أفراد المليشيا يقومون بطرق أبواب المنازل واحدًا تلو الآخر، ناشرين الرعب بين السكان، حيث يعمدون إلى الاعتداء الجسدي على الأهالي، ويجبرونهم على تسليم ما يملكون من أموال ومصوغات ذهبية.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل أقدمت المليشيات على نهب الأثاث ومحتويات المنازل، بما في ذلك الأدوات المنزلية والدواجن، كما أفيد بأنهم يبحثون في المنازل عن أي شيء يصلح للأكل.
وفي بيانها اليوم قالت لجان أحياء الصالحة إنها وثقت الجرائم التي نفذتها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين في المنطقة، وإن العدالة ستطال هذه القوات مهما طال الزمن.

محاولة لإطالة وجودهم بالعاصمة

و يرى المحلل السياسي محجوب محمد أن ما تقوم به المليشيا من انتهاكات في مدينة الصالحة ليس أمرا غريباً بل إنه يضاف الى سجل انتهاكاتها التي ارتكبتها تجاه المواطنين في كل المناطق التي دخلتها.
ويذهب في حديثه لـ ” الكرامة” إلى أن قوات المليشيا المتبقية في الصالحة تحاول وتسعى بقدر الإمكان على الاستفادة من المواطنين ونهبههم واتخاذهم دروعا بشرية، رغم معرفتهم انهم لن يستطيعوا احراز اي تقدم عسكري على الأرض
وقال إن المليشيا تمارس أبشع الانتهاكات على المواطنين لتحد من دخول الجيش الى المنطقة والسيطرة عليها وإعلان العاصمة خالية من التمرد.
وتابع: الجيش أحرز تقدما كبيرا لكنه لم يتوغل داخل الصالحة والمليشيا تحاول الحد من دخوله باستخدام المواطنين كدروع بشرية وتحويل المنطقة إلى ثكنة عسكرية، لعلمها أن الجيش لن يخاطر بالمواطنين.
واضاف: من خلال ما تقوم به المليشيا فإنها تسعى لإطالة عمر المعركة في العاصمة، وهي تعلم أنها عمرها داخل الخرطوم انتهى.

الشبكة تدين
وفي ذات السياق كشفت شبكة أطباء السودان، الاسبوع الماضي عن اعتقال قوة من المليشيا 154 شخصا بينهم 31 امرأة وطفل فى ظروف بالغة السوء بمنطقة الصالحة جنوب أمدرمان.
وقال أحد الناجين، إن معظم المحتجزين تم اعتقالهم من عدد من المناطق بأم درمان.
واعتبر أطباء السودان، أن عملية الاعتقال والاحتجاز القسرى ضد المدنيين العزل والأطفال وتقييد الحريات هو انتهاك ظلت تمارسه الدعم السريع ضد المدنيين الذين يقطنون فى مواقع سيطرتها باتهامات غير حقيقية لإرغام أسرهم على دفع فدية مقابل إطلاق سراحهم أو إرغام أسرهم على الخروج من منازلهم والنزوح لمواقع سيطرة الجيش لتحويل المناطق المدنية لمواقع عسكرية، وفقا لبيان صادر عن الشبكة.
وأدانت شبكة أطباء السودان، عمليات الاعتقال القسرى والتهجير التى تمارسها الدعم السريع ضد المدنيين العزل واستخدام السجون والمعتقلات كمواقع لإرهاب المدنيين وقتلهم كما فعلت مع الالاف من المحتجزين بالخرطوم والجزيرة وغيرها من المواقع التى كانت تسيطر عليها، وطالبت بإطلاق سراحهم فورا وتحمل قيادة الدعم السريع المسئولية الكاملة عن حياتهم.

فرفرة مذبوح
وبحسب الخبير الأمني والعسكري حنفي عبد الله فإن منطقة الصالحة من المناطق المكتظة بالسكان، والتي حشدت فيها المليشيا قواتها منذ فترة ما يجعل الجيش يتعامل معها وفق تكتيكات محددة .
واعتبر حنفي في إفادته لـ”الكرامة” أن ما يحدث داخل صالحة يعتبر “فرفرة مذبوح” من قبل المليشيا التي تطلق الأكاذيب بسيطرتها على امدرمان، مؤكدا أن معركة الخرطوم في نهاياتها.
وتوقع حنفي في ظل حالة الحصار المحكم للمليشيا في ام درمان أن تنتهي المعركة في الصالحة في غضون ثلاثة أيام ومن بعدها يتجه الجيش نحو كردفان ودارفور.
وفي بداية ابريل الجاري أحرز الجيش تقدما عسكريا على الأرض نحو منطقة الصالحة دون التوغل بسبب اتخاذ المواطنين كدروع بشرية..