تصفية جماعية لمدنيين في جنوب أم درمان رميا بالرصاص.. المليشيا فى الصالحة.. “تفاصيل مجزرة دموية”

تصفية جماعية لمدنيين في جنوب أم درمان رميا بالرصاص..

المليشيا فى الصالحة.. “تفاصيل مجزرة دموية”

المليشيا تصفي المدنيين العزل في منطقة صالحة رميا بالرصاص..

شبكة أطباء السودان: 31 شهيدًا بينهم أطفال ضحايا المجزرة

مقاطع مصورة توثق عمليات تصفية ميدانية وأوامر مباشرة بقتل المواطنين

لجان أحياء الصالحة: حظر تجوال قسري وحرمان الالاف من الغذاء والدواء

محامو الطوارئ: تصفية المدنيين العزل “جرائم حرب” و”ضد الإنسانية”.

دعوات حقوقية لملاحقة قادة الجنجويد جنائيًا وعدم الإفلات من العقاب

توثيق الجريمة من داخل صفوف المليشيا يكشف الطابع العمدي للانتهاكات..

تقرير : رحمة عبدالمنعم

شهدت منطقة الصالحة جنوب مدينة أم درمان، واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية، حيث ارتكبت مليشيا الدعم السريع مجزرة جماعية بحق عشرات المدنيين، في جريمة وثقتها مقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، لتكشف حجم الفظائع والانتهاكات المرتكبة بحق سكان المنطقة.

تصفية ميدانية
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي يوم الأحد، مشاهد مصورة تظهر عناصر من مليشيا الدعم السريع وهم يحتجزون مدنيين عزل ويعتدون عليهم بوحشية مفرطة، وفي تسجيلات أخرى، ظهر جنود قوات “حميدتي” وهم يوثقون تصفية مجموعة من الأشخاص على الطريق العام، وأمام عدسات الكاميرا، مما يكشف الطابع العمدي والمنظم لهذه العمليات الإجرامية.
وأكدت مصادر ميدانية من لجان أحياء الصالحة أن المليشيا شنت حملة اعتقالات واسعة استهدفت المدنيين، خصوصاً الشباب، تحت ذريعة التعاون مع الجيش ، قبل أن تقوم بإطلاق الرصاص على بعضهم في الميدان.
وفي سياق متصل، أفادت لجان أحياء الصالحة أن قوات الدعم السريع فرضت حظر تجوال قسرياً على المواطنين، ومنعتهم من مغادرة منازلهم تحت تهديد السلاح، مما أدى إلى حرمان الآلاف من الحصول على الغذاء والدواء.
من جهتها، أعلنت شبكة أطباء السودان وقوع مجزرة جماعية ارتكبتها قوات الدعم السريع بالمنطقة، أسفرت عن مقتل 31 شخصًا، بينهم أطفال قصر، ووصفت الشبكة ما جرى بأنه “أكبر جريمة قتل جماعي موثقة تشهدها منطقة الصالحة”،مشيرة إلى أن الضحايا تعرضوا لعمليات تصفية ميدانية بشعة، على خلفية اتهامات بانتمائهم إلى الجيش.

شهادات موثقة
وفي بيان صدر عن محامو الطوارئ، أكدت المجموعة الحقوقية أن الجريمة وثقت عبر تسجيلات مصورة من داخل صفوف قوات الدعم السريع نفسها، حيث أظهرت المقاطع مشاهد قتل متعمد لمدنيين بدم بارد، مع اعتراف صريح من أحد قادة المليشيا بإصدار أوامر مباشرة بتصفية المدنيين.
واعتبر البيان أن وجود أدلة مباشرة وموثقة يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الانتهاكات التي وقعت في الصالحة اتسمت بالطابع العمدي والمنهجي، مما يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف”.
وأضاف محامو الطوارئ أن ارتكاب هذه الجرائم بصورة منظمة وتوثيقها بمقاطع مصورة علنية يعكس مدى استهانة قوات الدعم السريع بأرواح المدنيين، واعتمادها سياسة الإفلات من العقاب كنهج ممنهج لترهيب السكان وفرض السيطرة بالقوة”.
وفي ختام البيان، حمّل محامو الطوارئ قيادة الدعم السريع المسؤولية القانونية والجنائية الكاملة عن المجازر والانتهاكات المرتكبة، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات رادعة وفورية لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب، وتقديمهم للمحاكمة العادلة أمام محاكم مختصة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

جرائم وحشية
وفي السياق، قال الناشط الحقوقي أحمد عبدالسلام لـ”الكرامة”، إن ما جرى في منطقة الصالحة يشكل انتهاكًا صارخًا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية المتعلقة بحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة، مضيفًا أن “توثيق عمليات التصفية الميدانية من داخل صفوف المليشيا يؤكد أن هذه الجرائم لم تكن أحداثًا فردية معزولة، بل جاءت وفق أوامر منهجية صادرة عن قيادات الدعم السريع”.
وأشار عبدالسلام إلى أن ارتكاب هذه الفظائع بهذه الجرأة، وتصويرها ونشرها علناً، يكشف عن اعتماد سياسة الترهيب الجماعي، ويعبر عن حالة الإفلات التام من العقاب التي تتمتع بها المليشيا، وسط غياب أي رقابة أو مساءلة حقيقية”.
وطالب الناشط الحقوقي المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بـالتحرك الفوري لإجراء تحقيق مستقل وشامل حول المجازر والانتهاكات المرتكبة، وملاحقة المسؤولين عنها جنائيًا لضمان تحقيق العدالة ومنع تكرار مثل هذه الجرائم الوحشية”.

كارثة إنسانية
وتأتي هذه الجريمة المروعة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في مختلف أحياء أم درمان وجنوب الخرطوم، وسط تقارير متزايدة عن تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين من قبل مليشيا الدعم السريع، بما في ذلك القتل خارج إطار القانون، الاعتقال التعسفي، النهب، وفرض الحصار على المناطق السكنية.
يذكر أن منطقة الصالحة، التي كانت ملاذًا آمنًا لآلاف الأسر، تحولت بفعل هذه الانتهاكات إلى مسرح دموي لجريمة مروعة هزت الضمير الإنساني، في وقت يواصل فيه السودانيون نضالهم اليومي من أجل البقاء والكرامة وسط ظروف الحرب الكارثية التي تعصف بالبلاد.